تفاعل على استشهاد أمين عام الأمم المتحدة بآية قرآنية على أخلاق الإسلام (شاهد)

تفاعل على استشهاد أمين عام الأمم المتحدة بآية قرآنية على أخلاق الإسلام (شاهد)

البوصلة – رصد

تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو من كلمة ألقاها أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة والتي تحدث فيها عن مزايا الإسلام ودعوته قبيل دخول شهر رمضان الكريم.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة في مقطع الفيديو الذي نشرته المنظمة على صفحتها الرسمية بتويتر، الجمعة: “نحن على بعد أيام فقط من بداية رمضان ومنذ من أكثر من ألف عام ورسالة السلام والتعاطف والتراحم التي جاء بها الإسلام تشكل إلهاما للناس حول العالم..”.

وتابع قائلا: “وكلمة إسلام ذاتها مشتقة من الجذر نفسه لكلمة سلام وعندما كنت أشغل منصب مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رأيت سخاء الدول الإسلامية التي فتحت أبوابها للأشخاص الذين أجبروا على الفرار من ديارهم في وقت أغلقت فيه دول أخرى كثيرة حدودها”.

وأضاف: “رأيت تجليا معاصرا لما جاء به القرآن الكريم في سورة التوبة: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ) فهذه الحماية يجب أن تكفل للمؤمنين وغير المؤمنين على السواء كما ذكر في القرآن الكريم..”

وكانت الجمعية العامة قد اعتمدت، في آذار/مارس 2022، القرار رقم 254/76 لإعلان 15 آذار/مارس يوما دوليا لمكافحة كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا).

سُم كراهية الإسلام

وفي كلمته في الفعالية وصف أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة كراهية الإسلام بأنها سم. وقال إن مسلمي العالم الذين يبلغ عددهم نحو ملياري نسمة هم تجسيد للإنسانية بكل تنوعها، مشيرا إلى أنهم ينحدرون من كل ركن من أركان المعمورة لكنهم يواجهون في كثير من الأحيان تعصبا وتحيزا لا لسبب سوى عقيدتهم.

وقال الأمين العام إن الكراهية المتنامية التي يواجهها المسلمون ليست حدثا منعزلا، بل إنها جزء أصيل من عودة القومية الإثنية للظهور وأيديولوجيات النازيين الجدد الذين يتشدّقون بتفوق العرق الأبيض، والعنف الذي يستهدف الشرائح السكانية الأضعف، بمن في ذلك المسلمون واليهود وبعض مجتمعات الأقلية المسيحية وغيرهم.

الأمين العام أنطونيو غوتيريش يلقي كلمة أمام فعالية رفيعة المستوى لإحياء اليوم الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا

وأضاف غوتيريش أن هناك صلات لا تخفى على أحد تربط بين كراهية الإسلام والتفرقة الجنسانية (أي القائمة على نوع الجنس). وقال “نرى بعض أسوأ الآثار في التمييز الثلاثي الذي تتعرض له النساء المسلمات بسبب نوعهن الاجتماعي وانتمائهن الإثني وعقيدتهن”.

ومع قرب حلول شهر رمضان المبارك، قال الأمين العام إن رسالة السلام والتعاطف والتراحم التي جاء بها الإسلام، منذ أكثر من 1400 عام، تشكل إلهاما للناس حول العالم.

وأشار إلى أن كلمة إسلام ذاتها مشتقة من الجذر نفسه لكلمة سلام.

وقال إنه رأى بنفسه عندما كان مفوضا ساميا لشؤون اللاجئين، سخاء الدول الإسلامية التي فتحت أبوابها لمن أجبروا على الفرار من ديارهم، في وقت أغلقت فيه دول أخرى كثيرة حدودها.

وأضاف أن ذلك السخاء يعد تجليا معاصرا لما جاء به القرآن الكريم في سورة التوبة:

”وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ
ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ“.

وقال إن هذه الحماية تكفل للمؤمنين وغير المؤمنين على السواء، وتعد تعبيرا مبهرا عن مبدأ حماية اللاجئين قبل قرون من إبرام اتفاقية عام 1951 للاجئين.

وأشار الأمين العام إلى خطة عمل الأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية، وقال إنها تقدم توصيات ملموسة لدعم الحكومات بحيث يكون باستطاعة كل إنسان التمتع بحقه في ممارسة شعائر دينه بأمان.

وتطرق إلى استراتيجية الأمم المتحدة وخطة عملها بشأن خطاب الكراهية، التي توفر إطارا للدعم المقدم للدول الأعضاء في مواجهة هذه الآفة، مع الحرص في الوقت ذاته على احترام حرية التعبير والرأي.

وفي إطار “خطتنا المشتركة” تعمل الأمم المتحدة على إبرام الاتفاق الرقمي العالمي من أجل مستقبل رقمي مفتوح وحر وشامل وآمن للجميع، يرتكز إلى حقوق الإنسان. وقال إن الأمم المتحدة تدفع لوضع مدونة لقواعد السلوك لتعزيز النزاهة في الإعلام.

وأشار غوتيريش أيضا إلى إعلان ”الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك“ – الذي صدر عن قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر – وقال إنه نموذج للتعاطف والتضامن الإنساني.

وقال غوتيريش “إن كل الأديان والأعراف العظيمة تنادي بحتمية التسامح والاحترام والتفاهم. وفي الجوهر، نحن بصدد قيم عالمية: فهذه القيم هي روح ميثاق الأمم المتحدة، وهي في صميم سعينا لإعمال العدل وحقوق الإنسان وإحلال السلام”.

ودعا إلى مواصلة السعي لإعمال هذه القيم وحماية القدسية والكرامة المكفولة لكل حياة بشرية، والتصدي لقوى الانقسام بإعادة تأكيد الإنسانية المشتركة.

رئيس الجمعية العامة تشابا كوروشي يلقي كلمة أمام فعالية رفيعة المستوى لإحياء اليوم الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا

UN Photo/Loey Felipe

تشابا كوروشي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة قال إن اعتماد قرار تخصيص يوم دولي لمكافحة الإسلاموفوبيا، بالإجماع العام الماضي، يظهر بوضوح الحاجة لإجراء حوار على مستوى عالمي للتشجيع على التسامح والسلام.

وقال مخاطبا الدول الأعضاء بالأمم المتحدة “لقد أقررتم – بقلق عميق – بتنامي التمييز والتعصب والعنف ضد أفراد كثير من الأديان والمجتمعات الأخرى بأنحاء العالم بما في ذلك الحوادث المدفوعة بكراهية الإسلام. وبتخصيص هذا اليوم الدولي، تعهدتم بالعمل بهذا الشأن”.

ومثل الكثير من العلل الاجتماعية، كما قال كوروشي، تتجذر الإسلاموفوبيا في كراهية الأجانب والخوف من الغرباء وبالتحديد الخوف من غير المألوف. وقال رئيس الجمعية العامة إن ذلك الخوف ينعكس في الممارسات التمييزية وحظر السفر وخطاب الكراهية والتنمر واستهداف الآخرين بسبب ملابسهم في بعض الأحيان.

وأضاف كوروشي إن الآثار الضارة لهذا التمييز تتضاعف على وسائل التواصل الاجتماعي، غالبا من قبل المتطرفين الذين يستخدمون الصور النمطية السلبية كأداة للتجنيد في صفوف جماعاتهم.

وقال “من ناحية أخرى، وللأسف، نجد حالات تُختطف فيها تعاليم الدين لإخضاعها لسياسات لا يمكن أن تتوافق مع النوايا الأصلية والحقيقية لهذه التعاليم”.

وأضاف رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الإسلاموفوبيا جزء من عودة ظهور القومية العرقية والتفوق العرقي ووصمة العار والكراهية التي تستهدف المجتمعات الدينية والوطنية والعرقية واللغوية.

وقال “من واجبنا تغيير هذه الاتجاهات عبر دعم التنوع وحماية حقوق الأقليات”. ودعا جميع الدول إلى حماية الحق في الدين والمعتقد. وشدد على أهمية التبادل الثقافي والديني الذي يوحد الجميع حول القيم المشتركة.

وشدد على أهمية أن تفعل شركات التواصل الاجتماعي المزيد عبر إزالة خطاب الكراهية من منصاتها ومحاربة انتشار المعلومات المضللة. كما أكد أهمية أن تشارك المرأة بشكل متساو في المناقشات حول الإسلاموفوبيا.

وفي ختام كلمته دعا رئيس الجمعية العامة إلى النهوض بالقيم المشتركة للتضامن والاحترام المتبادل وبناء مزيد من جسور التفاهم.

وتهدف فعالية اليوم لدعوة المجتمع الدولي إلى النظر في سبل مكافحة التعصب والتحريض على العنف والكراهية ضد أتباع الديانات والعقائد بمن فيهم المسلمون.

وستسعى الفعالية لتحقيق عدد من الأهداف منها النظر في سبل الحد من الإسلاموفوبيا عالميا، والدعوة للتضامن والتعاون لمكافحة التمييز والعنف ضد الأشخاص بناء على دينهم أو معتقداتهم، بما في ذلك الخطاب المعادي للمسلمين الذي قد يؤدي إلى التنميط العنصري والتمييز والصور النمطية السلبية ووصم المسلمين.

كما تهدف الفعالية أيضا إلى تعزيز العمل الجماعي من المجتمع الدولي لمحاربة كراهية الأجانب والتعصب والتحريض على العنف على أساس أي دين أو معتقد.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: