بشرى عربيات
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

توجيهي SAT بدون مقدمات

بشرى عربيات
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

بقلم المستشارة التربوية: بشرى سليمان عربيات

قبل حوالي عامين ونصف، رافقت أزمة كورونا عدة قرارات فيما يتعلق بالتعليم بشكلٍ عام، سواءً كان تعليماً عن بُعد أو عن قرب، وتركزت تلك القرارات– كما هو معتاد – على المرحلة الثانوية وخصوصاً إمتحان الثانوية العامة، أو ما يسمى بالتوجيهي. وقد كانت قرارات وزارة التربية والتعليم تتأرجح، حتى استقرت حينئذٍ، – وقبل الإمتحانات العامة بأسبوع – على أن يكون نمط الأسئلة من نوع الإختيار من متعدد، كما أنها أشارت إلى نموذج الصح والخطأ، والتي خلَت منها إمتحانات الثانوية العامة.

يتكرر المشهد ذاته اليوم، حيثُ نرى المجتمع بأكمله يترقب هذا الإمتحان، وكأنَّ التعليم يقتصر فقط على امتحان التوجيهي والذي بات خالياً من الدسم! بل إنه صار خالياً من الزخم، حين تم إصدار قرار يلغي مواد الحفظ في اللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ والجغرافيا، الأمر الذي يدفع بالطلبة وأولياء أمورهم بالإستخفاف الممزوج بقليلٍ من القلق، إذ ربما يعرف البعض أنَّ نمط أسئلة الإختيار من متعدد يظلم عدداً لا بأس به من الطلبة، وفي المقابل فإنه فرصة لنجاح العديد ممن يحالفهم الحظ بتظليل إجابات دون أي مجهود، سوى المجهود الذي سيقوم به قلم رصاص !!

أما نحن كتربويين نتوقع نتائج مذهلة كما هي في العامين الماضيين، وربما أعلى من ذلك ، حيث حصل حوالي سبعين الأوائل في الثانوية العامة – الفرع العلمي – العام الماضي على معدل مائة، الأمر الذي لم نشهده في تاريخ التعليم، ناهيك عن الأعداد الكبيرة للطلبة الحاصلين على معدلات فوق التسعين. تُرى هل تمَّ تقييم نتائج هؤلاء الطلبة بعد التحاقهم في الجامعات ؟ وهل أُجريت دراسة تبين مدى الفاقد التعليمي والسلوكي والتربوي لدى كثير من الطلبة في السنوات الأخيرة؟ بالتأكيد لا !!! فها نحن نعاني كل يوم وكل عام من فوضى حفلات التخريج ، ومن فوضى النتائج التي هي أكبر دليل على الفاقد السلوكي والتربوي لدى كثير من الخريجين !!

لستُ ضد التفوق، فالنجاح – بمعنى إجتياز الإمتحان – لا يعني بالضرورة تفوق ولكني كمتابعة لهذا المشهد، فقد كان الهدف قبل عامين إنجاح تجربة العام الواحد وأن لا يتم تقديم الإمتحان على فصلين، وهذا ما حدث! حيث سكت الناس عن إعتراضهم على الفصل الدراسي الواحد مقابل إرضاءهم أو ترضيتهم بنتائج لا يقبلها العقل ولا المنطق.

هذه النتائج المرتفعة لعامين متتاليين، والتي فاقت كل التوقعات، لن تسمح لأي تربوي متخصص الإعتراض على معدل المائة، ذلك لأن طبيعة الأسئلة تغيرت وصارت من نوع الإختيار من متعدد، وهذا يذكرني بأحد البرامج الدولية الذي من يلتحق به – فهو آمِن – بسبب طبيعة الأسئلة وهي الإختيار من متعدد وبسبب كثرة دورات إنعقاده خلال العام الواحد، وهو SAT ، إذ أن جميع الأسئلة في المرحلة الأولى SAT 1 من نوع الإختيار من متعدد، ولكن الفرق بين الثانوية العامة وهذا البرنامج أنه لا توجد نسبة في معدل الطالب من علاماته المدرسية، ولربما نشهد ذلك في قادم الأيام، ذلك لأننا مقبلون على مرحلة إنحدار مستوى التعليم – للأسف الشديد – وهذه المرحلة سوف تكون سبباً رئيسياً في تراجع مخرجات التعليم، على الرغم من المعدلات النهائية المرتفعة، وعلى الرغم من إرتفاع نسب النجاح بدرجة كبيرة جداً.

هذه النسب المرتفعة لا تشير إلى أن التعليم تطور فجأة، ولا تشير إلى أنَّ مستوى التحصيل العلمي لدى الطلبة قد ارتفعَ فجأة، وليست لأن فكرة التعليم أو التعلُّم عن بعد قد نجحت! بالتأكيد لا ، هذه النسب تقول لكل من يفكر في أن التعليم عن بعد لم يكن فاعلاً، أنه كان!! وأن برامج الفاقد التعليمي نجحت، على الرغم من عدم إلتزام كثير من معلمي القطاع الخاص بتنفيذ تلك البرامج كما كان مأمولاً وكما يجب أن يكون.

ولكن من المؤكد علمياً وتربوياً، أنَّ نتائج الثانوية العامة لم ولن تكون يوماً مؤشراً على نجاح المنظومة التعليمية، فقد تراجع التعليم في المدارس وفي الجامعات منذ سنواتٍ طويلة، وارتفع عدد حاملي الشهادات العلمية الناتجة عن عمليات التلقين والغش وغيرها من العمليات التي لا ترتقي بالمجتمع ولا بالأجيال الحالية والقادمة.

عذراً أنني قلت أن عدد حاملي الشهادات قد ارتفع، لكن واقع الأمر الأليم يؤكد أنه قد زاد عدد من تحملُهم الشهادات وهم لا يحملونها.

وللحديث بقية…

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts