“توغل” جديد للاحتلال على الأقصى والوصاية الهاشمية قبيل رمضان (شاهد)

“توغل” جديد للاحتلال على الأقصى والوصاية الهاشمية قبيل رمضان (شاهد)

البوصلة – محمد سعد

لم تكتف سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوجود عشرات كاميرات المراقبة في ساحات المسجد الأقصى المبارك ومحيطه وبالقدس القديمة، بل شرعت بتركيب كاميرات متطورة فائقة الدقة فوق المدرسة التنكزية بالمسجد، ومرايا تعكس حركة المقدسيين في منطقة باب العامود.

وتأتي هذه الإجراءات استعدادًا لشهر رمضان المبارك، وتنفيذًا لما تخطط له حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة في مدينة القدس والمسجد الأقصى، من أجل بسط سيطرتها الكاملة، ومراقبة تحركات المقدسيين والمصلين الوافدين إلى المدينة خلال الشهر الفضيل.

توغل جديد

الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، اعتبر هذه الإجراءات توغل جديد للاحتلال على المسجد الأقصى المبارك.

وقال ابحيص في تصريحات وصلت “البوصلة“، “جاء هذا التغول الجديد لشرطة الاحتلال على الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى المبارك استباقاً لشهر رمضان، والذي تحضّر فيها الحكومة والشرطة وجماعات الهيكل المتطرفة معاً لعدوان واسع على المسجد الأقصى خلال “عيد الفصح” العبري ما بين الخميس 6-4 وحتى الأربعاء 12-4-2023، والذي يتزامن مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك.”

وأضاف، ” من المرجح أن تكون هذه الكاميرات عالية الدقة وتعمل بتقنية التعرف على الوجوه، ما يجعل الاحتياط من وجودها والعمل على إزالتها أمراً ضرورياً.”.

واوضح ابحيص أن سبق للاحتلال فرض مجموعة من أدوات الضبط والرقابة في المسجد الأقصى المبارك، بشكلٍ يتجازو إدارة الأوقاف الأردنية للمسجد ويسمح له بالسيطرة الأمنية عليه بمختلف الوسائل وذلك على الشكل التالي:

6-2005: أنهى الاحتلال تركيب مجال كامل من المجسات الحرارية والكاميرات التي تسمح بمراقبة الحركة عبر أسوار المسجد الأقصى المبارك.

10-2015: حاول الاحتلال جر الأوقاف الأردنية لتركيب نظام من الكاميرات يصور ساحة المسجد الأقصى عن قرب ويبث على مدار الساعة، ليسمح له بالتعرف على كل من يشاركون في صد عدوانه على المسجد الأقصى، لكن الحكومة الأردنية تراجعت عن المشروع في 4-2016.

5-2016: بعد تراجع الأردن عن مشروع الكاميرات، ركب الاحتلال كاميرات عالية الدقة على أبواب: المغاربة والمطهرة وعلى سطح المدرسة التنكزية غرباً، وعند قاعدة مئذنة الغوانمة شمال غرب المسجد، وعند باب الأسباط شمال شرق المسجد .

7-2017: حاول الاحتلال تركيب بوابات إلكترونية وكاميرات تضمن له السيطرة الأمنية التامة على المسجد الأقصى ومحيطه، والتحكم بالدخول والخروج، لكنه اضطر للتراجع أمام هبة باب الأسباط.

8-2017: ركب الاحتلال كاميرا وسماعة فوق سطح المدرسة العمرية لمراقبة المسجد من الجهة الشمالية.

9-2020: ركب الاحتلال سماعات على سطح ثانوية الأقصى الشرعية شمالاً، وعلى سطح باب المطهرة غرباً، ليؤسس نظام صوتيات موازي لنظام الصوتيات الأساسي للمسجد.

14-3-2023: ركب الاحتلال كاميرات جديدة عالية الدقة تمتد فوق ساحة المسجد الأقصى من سطح المدرسة التنكزية.

انتهاك صارخ

أما رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي قال، أن الاحتلال نصب مئات الكاميرات في المدينة وبلدتها القديمة، مستهدفًا الأقصى والأسوار المحيطة به، وبابي العامود والأسباط، ومنطقة جبل الزيتون، لمراقبة كل ما يجري في المنطقة

وأضاف في تصريحات لوكالة “صفا” الفلسطينية، أن الاحتلال يريد أن يُشعر المقدسي بأنه مراقب لا يستطيع القيام بأي شيء حتى في أماكن العبادة، مما يشكل انتهاكًا صارخًا لقداسة المكان وحرية العبادة.

ويبين أن سلطات الاحتلال تنتهك كل حريات وحقوق المقدسيين بطريقة فجة ومزعجة، تظن بذلك أنها تجلب الأمن والأمان في المدينة، لكن على العكس تمامًا، تزيد من حالة التوتر وتأجيج الأوضاع، وأيضًا الضغط على المقدسيين الذين يعانون الأمرين.

ويشير الهدمي إلى أن هذه الإجراءات تأتي في إطار التجهيز لشهر رمضان، الذي من المرجح أن يكون هذا العام أكثر سخونة وقد يشهد مواجهات وتوترات كبيرة.

اعتداء على الوصاية الهاشمية

مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس أحمد الرويضي، اعتبر نصب قوات الاحتلال الإسرائيلية كاميرات مراقبة في ساحات المسجد الأقصى “أمراً خطيراً واعتداءً على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد وعلى الوصاية الأردنية”.

وقال في مداخلة له عبر قناة المملكة، “هذا اعتداء على الوضع التاريخي القانوني وعلى الوصاية الاردنية وتدخل سافر على حرمة المسجد الاقصى المبارك ونفي لكل التعهدات الاسرائيلية باحترام الستاتسكو (الوضع التاريخي القانوني) ونحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حالة التصعيد بهذا الاعتداء على حرمة هذا المكان المقدس للمسلمين قبل شهر رمضان المبارك”.

خواكد طيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، امس الجمعة، أن “المسجد الأقصى لا يخضع لمشاورات ولا لمفاوضات ولا لتنسيقات ولا لمساومات”.

وكان الأردن استضاف في شباط الماضي اجتماعا، جمع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين سياسيين وأمنيين بحضور أردني وأميركي ومصري، للعمل على خفض التصعيد الجاري والمحتمل أزدياده في رمضان.

كما أكدت الأطراف المشاركة في المؤتمر ” أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة في القدس قولاً وعملاً دون تغيير، وشددوا في هذا الصدد على الوصاية الهاشمية / الدور الأردني”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: