تيك توك تستطيع الوصول لبيانات المواطنين في الهند حتى بعد حظر التطبيق

تيك توك تستطيع الوصول لبيانات المواطنين في الهند حتى بعد حظر التطبيق

أُجبر 150 مليون مستخدم في الهند على التوقف عن استخدام التطبيق المملوك للصين في عام 2020. لكن أداة داخلية راجعتها فوربس أظهرت أن موظفي شركة ByteDance وتيك توك لا يزال بإمكانهم تعقب بعض البيانات الخاصة جدًا. أطلق أحد الموظفين على الأداة اسم “NSA-To-Go”.

نما إلى علم فوربس أن موظفي شركة تيك توك والشركة الأم ByteDance لا يزال لديهم القدرة على الوصول إلى بيانات المواطنين الهنود الشخصية، الذين سبق أن استخدموا التطبيق، حتى بعد نحو 3 سنوات من حظر الهند، التي تعد أكبر أسواق تيك توك، للتطبيق.

يأتي هذا الكشف في الوقت الذي تهدد فيه إدارة الرئيس جو بايدن بحظر المنصة التي يستخدمها أكثر من 100 مليون أميركي، إذا لم يقم مالك تيك توك الصيني ببيع حصته.

يرى المسؤولون في الحكومة الأميركية أن حظر تيك توك الشامل هو الحل لمخاوف الأمن القومي في البلاد، التي تحوم حول قيام الصين بمراقبة المواطنين أو التلاعب بهم.

أطلق البعض على الهند لقب “نجمة الإرشاد”، وحثوا الولايات المتحدة على أن تحذو حذوها.

حظر تيك توك في الهند

قال موظف في تيك توك لفوربس: “لا أعتقد أن [الهنود] على دراية بمقدار بياناتهم المكشوفة للصين في الوقت الحالي، حتى مع حظر التطبيق”.

وفقًا للموظف، وبعد أن راجعت فوربس البرامج الداخلية في شركتي تيك توك وByteDance، يمكن لأي شخص يستخدم أدوات أي من الشركتين أن يسترد ويحلل البيانات الدقيقة الخاصة بالمستخدمين الهنود الذين سبق واستخدموا التطبيق.

تمتلك ByteDance أكثر من 110 آلاف موظف حول العالم، بما في ذلك في الصين وروسيا، ولكنها طردت جميع موظفيها في الهند الشهر الماضي، بحسب التقارير. كما أكد مصدر آخر أن بيانات المواطنين في الهند متاحة حتى بعد أن حظرت الدولة التطبيق.

يمكن لأداة رسم الخرائط الاجتماعية، التي أطلق عليها موظف تيك توك مازحًا اسم “NSA-To-Go”، أن تعطي قائمة بالاتصالات المقربة لأي مستخدم عام أو خاص على تيك توك، ناهيك عن معلوماتهم الشخصية، ولا تزال تستطيع الوصول إلى ملفات تعريف تيك توك للأشخاص في الهند، وفقًا لمراجعة أجرتها فوربس.

بالتالي، يمكن للموظفين إدخال مُعرف تيك توك الفريد، أو UID، وهو سلسلة من الأرقام التي ترتبط بالبيانات التفصيلية الخاصة بالشخص، للحصول على أسماء مستخدمي تيك توك (غالبًا الاسم الأول والأخير)، إضافة إلى قائمة أصدقائهم ومعارفهم والمنطقة التي يعيشون فيها، وكيف يشاركون محتوى تيك توك مع جهات الاتصال على الهاتف والمستخدمين عبر المنصات الاجتماعية الأخرى.

تستخدم الأدوات الداخلية في تيك توك وByteDance نفس سلسلة الأرقام UID للعثور على المعلومات حول الشخص، بما في ذلك سلوكه البحثي، فيما وصفه موظف تيك توك بالمفتاح لبناء “ملف رقمي” عن أي مستخدم، بما في ذلك أولئك الذين لديهم حسابات خاصة.

بالطبع، لن تصرح أي من الشركتين بما إذا كان التطبيق يواصل استخدام البيانات التي جمعها من مستخدميه السابقين في الهند.

في حين قال المتحدث باسم تيك توك، جيسون جروس، في رسالة بالبريد الإلكتروني: “لقد امتثلنا بالكامل لأمر حكومة الهند منذ تنفيذه، وتخضع جميع بيانات المستخدم لضوابطنا الداخلية القوية سواء فيما يخص الكشف عنها أم الحفاظ عليها أم حذفها”.

أين تكمن الخطورة؟

كان الغرض من حظر التطبيق في الهند، المطبق عام 2020، منع وصول الجمهور إلى تيك توك في البلاد، مخافة أن يرسل التطبيق بيانات المستخدمين الهنود إلى الصين.

قال نيخيل غاندي، الذي كان حينها رئيس تيك توك في الهند، إن تيك توك “لم تشارك أي معلومات عن المستخدمين في الهند مع أي حكومة أجنبية، بما في ذلك الحكومة الصينية”.

لا يلزم الحظر المسؤولين عن التطبيق بحذف البيانات المجمعة والمخزنة بالفعل. نتيجة لذلك، لا يزال من الممكن العثور على الملفات الشخصية للمستخدمين الهنود الذين استخدموا تيك توك عبر الإنترنت، حتى إن لم يستطع أصحابها استخدام حساباتهم منذ حظر عام 2020.

لم تحدد الشركة عدد الحسابات الهندية التي يمكن عرضها باستخدام الأداة الداخلية، بيد أن وقت الإغلاق، كان لدى التطبيق ما يقرب من 150 مليون مستخدم نشط شهريًا، وفقًا لشركة تحليلات البيانات Sensor Tower.

يبدو أن بيانات المستخدمين الهنود الموجودة في هذه الأداة مجمدة، أما بالنسبة للبلدان الأخرى مثل الولايات المتحدة، حيث يستخدم تيك توك على نطاق واسع، تُحدث هذه البيانات لحظيًا.

أخبر الموظف الحالي في تيك توك فوربس أن أي شخص يستطيع الوصول إلى أدوات الشركة واستخدامها، بما في ذلك الموظفين في الصين، إذ يمكنه بسهولة البحث عن جهات اتصال أي مستخدم ومعلوماته الحساسة.

يشمل هذا الجميع من الشخصيات العامة البارزة إلى الشخص العادي، وفقًا للموظف ومراجعة فوربس للأداة. وأشار الموظف إلى أن هذه المعلومات قد تكون خطيرة إذا وقعت في الأيدي الخطأ.

“من خلال [رسومهم البيانية الاجتماعية]، إن أردت أن تبدأ في توجه معين، أو تقسيم الناس، أو أن تؤثر في الجمهور، كل ما عليك أن تستغل هذه المعلومات لاستهداف هؤلاء الأشخاص”.

وأضاف الموظف أن هذه البيانات الديموغرافية المؤثرة، خصوصًا تلك المتعلقة بقاعدة مستخدمي الجيل زد التي لا مثيل لها في تطبيق تيك توك، قد تكون ذات قيمة عالية أيضًا للأغراض التجارية.

“لا يمكننا منعهم عن البيانات الموجودة لديهم بالفعل”.

المستشار العام السابق لوكالة الأمن القومي جلين غيرستيل

بعيدًا عن الهند، تمثل هذه الأداة إشكالية كبيرة في سياق الصراع الجيوسياسي، إذ تتوفر بيانات عن المستخدمين من أوكرانيا وروسيا، بما في ذلك تفاصيل الأفراد الذين يتواصلون معًا على التطبيق.

وعلى الرغم من عدم وجود حالات معروفة لاستخدام هذه الأداة ضد الخصوم الأجانب، فإن مثل هذه المعلومات قد تعرض سلامة الجنود والمواطنين للخطر على حد سواء.

قال المستشار العام السابق لوكالة الأمن القومي جلين غيرستيل لفوربس: “عندما تستطيع دولة استبدادية مثل الصين أن تجمع الكثير من المعلومات حول المواطنين في دولة أخرى، فإن هذا يقرع أجراس الإنذار”.

قد يكون من الصعب على الصين أن تقوم باستخدام تلك المعلومات كسلاح عملي، لكن هذا لا يمنع “المخاوف بالتأكيد، ويزيد من التوترات ويعطيهم الفرصة للعبث بالبيانات. وقد يمثل هذا تهديدًا”.

بالدليل العملي

استخدمت تيك توك بالفعل أدواتها لاستهداف الأفراد وشبكاتهم، وهو ما كشفه تحقيق أجرته مجلة فوربس في ديسمبر/ كانون الأول، أن شركة ByteDance قد تعقبت العديد من الصحافيين الذين يغطون أخبار الشركة، وتمكنوا من الوصول إلى عناوين البروتوكول IP الخاصة بهم، وبيانات أخرى في محاولة للكشف عن موظفي ByteDance الذين قد يكونون على مقربة منهم أو سربوا المعلومات.

في البداية، نفت الشركة تقرير فوربس بشدة إلى أن أثبت تحقيقها الداخلي صحته، ما جعل المخاوف تجتاح الحكومة الأميركية من إمكانية إجراء مثل هذه المراقبة على المواطنين في أميركا على نطاق أوسع.

يحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل الآن في استخدام الشركة الأم ByteDance لتطبيق تيك توك في التجسس على الصحافيين، كما ذكرت فوربس لأول مرة. كذلك، أمر البيت الأبيض الوكالات الفيدرالية بحذف التطبيق من أجهزة موظفي الحكومة بحلول نهاية هذا الشهر.

أوضح غيرستيل أن احتفاظ تيك توك ببيانات المواطنين في الهند يُظهر أهمية وفاعلية التوصل إلى اتفاق بين الشركة ولجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة أكثر مما قد يفعله الحظر.

جدير بالذكر أن لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة وتيك توك يجريان محادثات منذ عام 2019 بشأن صفقة لتهدئة مخاوف الأمن القومي بشأن التطبيق.

يرى غيرستيل أن الصفقة من شأنها أن تحفظ البيانات، وهو ما فشل فيه الحظر الهندي على ما يبدو، إذ إنه سيعطي الحكومة الأميركية القدرة على فرض القواعد الخاصة ببيانات الأميركيين.

حتى إن لم يضمن الاتفاق تمامًا أن الصين لن تجد طريقة للوصول إلى البيانات القديمة، إلا أنه قد يوفر وسائل حماية أخرى.

“إن السياسيين والأفراد المتحمسين كثيرًا لحظر التطبيق، يعتقدون أنهم يحلون مشكلة، ولكنهم لن يحلوها بهذه الطريقة على الإطلاق”.

فوربس

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: