ثمن تدفعه واشنطن لتل أبيب.. ضربات في إيران مقابل تأجيل خطة ضم بالضفة

ثمن تدفعه واشنطن لتل أبيب.. ضربات في إيران مقابل تأجيل خطة ضم بالضفة

كوشنر بين نتنياهو وترامب

اعتبر بعض المحللين السياسيين الأميركيين أن ما تشهده إيران من ضربات متتابعة ومفاجئة للعديد من الأهداف على أراضيها ما هو إلا ثمن أميركي لدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تأجيل قرار ضم أراض بالضفة الغربية إلى إسرائيل، الذي كان مخططا له في الأول من يوليو/تموز الجاري.

فقد شهدت إيران حديثا انفجارات وحرائق عدة داخل أو قرب منشآت عسكرية ونووية وصناعية منذ أواخر يونيو/حزيران الماضي، أهمها انفجار أصاب مبنى في منشأة نطنز النووية الإيرانية، التي تعمل في برنامج تخصيب اليورانيوم.

وتخشى واشنطن تأثير إعلان قرار متوقع تضم إسرائيل بمقتضاه 30% من أراضي الضفة الغربية رسميا لها على علاقاتها بالدول العربية المتصاعدة مع إسرائيل. وتهتم إدارة الرئيس دونالد ترامب بتنسيق جهود مواجهة الأطماع الإيرانية في المنطقة، وطموحات طهران النووية مع حلفائها العرب وإسرائيل في الوقت ذاته.

يقول ديفيد ماك نائب مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأوسط والخبير بالمركز الأطلسي بواشنطن، إن “أشخاصا مثل جاريد كوشنر ومايك بومبيو كانوا يسمعون من القادة والدبلوماسيين العرب أن جهودهم المشتركة مع الولايات المتحدة ضد إيران سيكون نجاحها مهددا إذا أقدمت إسرائيل على خطوة الضم”.

ويضيف ماك في حديثه للجزيرة نت “أتصور أن بعض الحكام العرب مثل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني، ربما كانوا قادرين على توجيه هذه النقطة بطريقة مباشرة إلى الرئيس ترامب”.

في حين يعتبر تشارلز دان المسؤول السابق والخبير بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن، أن الإدارة الأميركية تستخدم الضغط على إيران حافزا للضغط على إسرائيل لتأخير إعلان الضم.

ويقول دان للجزيرة نت “أعتقد أن ذلك يحدث لضمان استمرار الدعم الخليجي لسياسة الإدارة الأميركية، فإيران قضية كبيرة لواشنطن، ولا تريد إدارة ترامب لقضية أو خطوة تراها هامشية أن تكون مزعجة ولها تكلفة سياسية كبيرة”.

ويضيف دان “في الوقت ذاته ربما تهدف الإدارة الأميركية إلى حرمان المتشددين في إيران من قضية قد تلعب لصالحهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2021”.

حتى لا تتشتت الجهود
من جانبه اعتبر مدير مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى روبرت ساتلوف أنه “من غير المنطقي بالنسبة لنتنياهو، الذي كرس الكثير من جهده لتركيز الاهتمام العالمي على مخاطر النظام الإيراني، أن يشتت انتباه العالم بضم الضفة الغربية، وهو ما يسمح لإيران بالتخلص من كافة القيود التي فرضها الاتفاق النووي المبرم عام 2015”.

وعبر ساتلوف في دراسة نشرها معهد واشنطن حديثا عن أن “نتنياهو يهتم كثيرا بموقف الجماعة الدولية المعارض لإيران، رغم إدراكه أن إسرائيل لا يمكنها الاعتماد على باقي دول العالم حيال التهديد النووي الإيراني”.

من جانبها تعتقد إيريانا طبطباني الباحثة بمؤسسة أوراسيا جروب أن “الكثير من النقاش تمحور حول تأثير عملية الضم المحتمل على تداعيات حل الدولتين وتجدد العنف. لكن التأثير الأكبر قد يتعلق بالتنافس بين إسرائيل وإيران، وعلى الجهود الأميركية لعزل طهران. ورغم أن العديد من الإسرائيليين ينظرون إلى الضم على أنه مكسب إستراتيجي، فإن هذه الخطوة ستكون هدية إستراتيجية لطهران”.

عامل انتخابات 2020
وحذر المفاوض الأميركي السابق لعملية سلام الشرق الأوسط دينيس روس، في مقال بواشنطن بوست، من سيناريو فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بانتخابات 2020 الذي قد ينعكس سلبا على علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة، في ضوء عزم نتنياهو ضم أجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل.

وكتب روس “إذا فاز بايدن فقد يرفض الاعتراف بعملية الضم، ويتنصل من خطة ترامب لسلام الشرق الأوسط”. وأضاف “يتجاهل نتنياهو أن قرارات ترامب بشأن القدس ومرتفعات الجولان وخطة السلام الخاصة به كانت جميعها تتعلق بخطوات أميركية، وليس إسرائيلية. أما الآن، فإسرائيل هي من تتصرف وتفرض النتيجة”. الجزيرة

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: