جامو وكشمير.. لا صوت يعلو فوق صوت الانتخابات

جامو وكشمير.. لا صوت يعلو فوق صوت الانتخابات

– رغم أجواء عيد الأضحى وتدابير كورونا، إلا أن صوت الانتخابات هو الأعلى بإقليم “جامو وكشمير” الواقع تحت سيطرة الهند
– بينما يتنافس المرشحون على 45 مقعدًا عامًا، من أصل 53 مقعدًا، تم تخصيص ثمانية مقاعد للنساء والتكنوقراط وعلماء الدين

رغم أجواء عيد الأضحى وتدابير مواجهة فيروس كورونا، إلا أن صوت الانتخابات هو الأعلى في إقليم “جامو وكشمير” الواقع تحت سيطرة الهند والمتنازع عليه مع باكستان.

وتزينت مدينة مظفر أباد، عاصمة الإقليم، باللوحات الإعلانية واللافتات وصور القادة والمرشحين لانتخابات المجلس المحلي المزمع إقامتها في الخامس والعشرين من يوليو/تموز الجاري.

ومنذ إلغاء الهند للحكم الذاتي بجامو وكشمير في 5 أغسطس/آب 2019، وتقسيم الجزء الذي تتحكم به إلى منطقتين خاضعتين للإدارة المركزية، اكتسبت الانتخابات في الجزء الباكستاني من المنطقة أهمية كبيرة، حيث سينتخب أكثر من 3.2 ملايين ناخب مجلسًا من 53 عضوًا لمدة خمس سنوات.

وبينما يتنافس المرشحون على 45 مقعدًا عامًا، من أصل 53 مقعدًا، تم تخصيص ثمانية مقاعد للنساء والتكنوقراط وعلماء الدين.

وتعيش المدينة الواقعة عند التقاء نهري نيلام وجيلوم أجواءً احتفالية، حيث يتجول النشطاء المتحمسون من مختلف الأحزاب السياسية حاملين الأعلام واللافتات لإظهار براعتهم في تنظيم الحملات الانتخابية.

كما تعم المظاهر الاحتفالية ساحة “أزادي تشوك” المعروفة باسم “دوار الحرية” – التي تعد نسخة طبق الأصل من “لال تشوك” المعروفة باسم “الساحة الحمراء” التاريخية التي تقع على بعد 125 كيلومترًا (77 ميلًا) من خط التحكم (LoC) في منطقة سريناغار، العاصمة الهندية لمقاطعة كشمير.

وغطت اللوحات الإعلانية والملصقات واللافتات مبنى “شاتا تشوك”، السوق الرئيسي في مظفر أباد، الموجود بالقرب من مبنى البرلمان.

كما شوهد السكان في القرى الصغيرة على طول 57 كم من طريق سريناغار، على طول ضفاف نهر جيلوم، المؤدي إلى خط التحكم، الفاصل بين مناطق كشمير الواقعة تحت سيطرت الهند وباكستان، وهم يقومون بلصق الملصقات واللافتات الخاصة بمرشحيهم.

** تحدي فيروس كورونا

يعقد المرشحون تجمعات عامة واجتماعات ضخمة، متحدين قيود فيروس كورونا، حيث لا يرتدي المرشحون ولا المشاركون الكمامات، بالرغم من كونه مطلبًا إلزاميًا حددته لجنة الانتخابات.

كما أوصى مركز القيادة الوطنية والعمليات (NCOC)، الذي يضع المبادئ التوجيهية والسياسات للسيطرة على جائحة كورونا في باكستان، بتأجيل الاقتراع حتى سبتمبر/أيلول المقبل، لكن لجنة الانتخابات، وبعد التشاور مع الأحزاب السياسية، رفضت التوصية، لكنها دعت إلى المراقبة الصارمة لبروتوكولات كورونا.

وفي محاولة أخيرة لكسب الناخبين، يقوم المرشحون ومؤيدوهم أيضًا بحملة “طرق الأبواب” حاملين معهم وعودًا جديدة للناخبين.

وفي حديث لوكالة الأناضول، قال سيد خُبيب شاه، الذي يدير مطبعة صغيرة، إنه حصل على ضعف طلبات طباعة الملصقات واللافتات مقارنة بانتخابات عام 2016 السابقة، واصفًا الحملة بأنها “ضجة كبيرة”.

كما تفوّق مؤيدي الرابطة الإسلامية الباكستانية (نواز) التي يقودها نواز شريف، رئيس الوزراء الباكستاني لثلاث مرات سابقة، في نشر الملصقات الدعائية بسرعة أكبر من ملصقات منافسهم “حزب تحريك إنصاف” (PTI) بقيادة رئيس الوزراء الحالي عمران خان.

وقال شاه، بابتسامة عريضة على وجهه الملتحي، “سأستمر في التصويت لصالح الرابطة الإسلامية الباكستانية، فالعمل عمل، والسياسة سياسة”.

وتوقع مراقبون حدوث منافسة قوية بين حزبي “تحريك إنصاف” الذي يحكم إسلام أباد، و”الرابطة الإسلامية الباكستانية”، الحزب الحاكم الحالي في جامو وكشمير، ومع ذلك، يبدو أن الأول لديه فرص أكبر لتشكيل الحكومة، وفقًا لاستطلاعات الرأي المحلية والتقديرات السياسية.

وتعتبر منطقة مظفر أباد، التي تضم تسعة مقاعد من أصل 45 مقعدًا عامًا، ساحة معركة حاسمة لتشكيل الحكومة.

** حزب عمران خان واثق من الفوز

عمر شريف، صاحب متجر في سوق الخواجة، قال لوكالة الأناضول: “سنمضي هذه المرة مع التغيير”، في إشارة إلى الشعار الشهير لعمران خان، الذي قدمه في حملته الانتخابية في الانتخابات العامة عام 2018، وتمكن من تأمين أكبر عدد من المقاعد.

وأضاف للأناضول: “أعتقد أن حزب تحريك إنصاف يستحق فرصة، لقد اختبرنا نحن الكشميريون عدة أحزاب في الماضي، لكنهم خيبوا آمالنا فيما يتعلق بالتنمية والاقتصاد. فلنمنحه (عمران خان) فرصة”.

لكن بلال أحمد، الذي يدير شركة صغيرة، يتوقع أن تكون الحكومة المحلية القادمة بقيادة حزب الشعب الباكستاني من يسار الوسط (PPP).

وبالاعتماد على جذوره القوية في مظفر أباد، شكل حزب رئيسة الوزراء المقتولة، بناظير بوتو، حكومة في هذا الجزء من منطقة جبال الهيمالايا الخلابة أربع مرات في الماضي.

وقال أحمد للأناضول إن “حزب الشعب الباكستاني في وضع قوي، لا سيما في مظفر أباد. نحن واثقون من الفوز بخمسة إلى ستة مقاعد هنا”، مؤكدًا رفضه استطلاعات الرأي التي تشير أن الحزب يمكنه الفوز بمقعد أو مقعدين فقط في المدينة.

أما رجل الأعمال بمدينة مظفر أباد، رجا ذاكر، فيدعم الجماعة الإسلامية، الحزب الديني السياسي السائد في المدينة. حيث قال: “لا أمانع إذا فاز مرشحي أو خسر. سأختار ببساطة المرشح المناسب”.

وبحسب رجا افتخار، المحلل السياسي المقيم في مظفر أباد، فإن دخول حزب تحريك إنصاف “بكامل قواه” أضاف أجواءً احتفالية إلى الحملة الانتخابية.

وقال افتخار للأناضول: “على عكس انتخابات عام 2016، فإن حزب تحريك إنصاف يقدم الموارد بشكل كبير كما لو أنه واثق من تشكيل الحكومة”، مع العلم بأن الحزب تمكن من الحصول على مقعدين فقط في انتخابات عام 2016.

وفي السابق، سيطر حزب “المؤتمر الإسلامي” على السياسة في المنطقة، كأقدم حزب سياسي في جامو وكشمير قبل التقسيم. لكن مع دخول القوى السياسية الرئيسية في باكستان إلى المعركة الانتخابية، تراجعت حظوظه السياسية على مر السنين.

ويطلق اسم “جامو وكشمير” على الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من إقليم كشمير، الذي يضم جماعات تكافح منذ 1989، ضد ما تعتبره “احتلالا هنديا” لمناطقها.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: