د. أحمد زيدان
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

جذور التضليل الإعلامي الروسي في أوكرانيا بسوريا

د. أحمد زيدان
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

جمعتني جلسة مع باحثين غربيين نتحدث فيها عن التضليل الإعلامي الروسي الحاصل في أوكرانيا، وقدرته على الكذب والاستمرار بالكذب وتحري الكذب وتعمّده، وكل ما يمت إلى الكذب والتكاذب بشكل إنما تجده في الدعاية الروسية، ولاسيما اليوم في الحرب الروسية على أوكرانيا، فأشرت إلى أن هذا التضليل على الرغم من أنه قديم قدم وجود الاتحاد السوفيتي، ودعايته الشيوعية القائمة على الأكاذيب والأضاليل وتلفيق التهم ونحوها، إلا أن أكثر ما تجلى التضليل الإعلام الروسي في الساحة السورية، وخلال فترة الثورة السورية، ساعده بشكل كبير غياب الإعلام الغربي عن الساحة السورية، بخلاف وقوف الإعلام الغربي بوجهه يوم حرب أفغانستان وبدرجة أقل في حرب الشيشان، مما أفقده يومها زخم انتشاره، وزخم فرضه واقعاً على المشاهدين وعلى صناعة الرأي العام العالمية.

لا أود الاستغراق في الحديث عن جوانب التضليل الإعلامي الروسي، وأتوسع في الحديث عن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية والغربية وكذلك اختراقه لمنصات التواصل الاجتماعي، وحتى النخب السياسية الغربية، وإنما سأسعى للتركيز على الواقع السوري، فقد غاب الإعلام الغربي عن الحدث السوري، وغابت معه نظرية غربية بأن الحروب والدماء تبرز صحفيين ومؤسسات إعلامية كما حصل في حرب العراق الثانية 1990 يوم ظهرت وبرزت محطة السي إن إن والصحفي بيتر أرنيت، وكذلك ما حصل مع محطة الجزيرة الفضائية في حربي العراق وأفغانستان، لكن الثورة السورية والحرب المستمرة على الشعب السوري والتي شهدت كل جديد بالنسبة للإعلام إن كان من حجم المأساة في قتل مليون شخص، وتشريد 14 مليون آخرين، أو من حيث نوعية الأسلحة، كيماوي وصواريخ روسية متطورة، أو من حيث القوى الإقليمية والدولية الكبرى المشاركة في الحرب، أو من حيث الجماعات الطائفية العابرة للحدود والمشاركة في قتل السوريين، ومع هذا لم يكن هناك مراسلون دائمون للقنوات الفضائية والصحف الغربية، إلا في زيارات نادرة، فقد تُركت الساحة للتضليل الإعلامي الروسي، الذي استطاع أن يكسب بالتأكيد شريحة معادية للثورة في الخارج، وحيّد أخرى، وضلل الكثيرين، وكل هذا لم يكن له أن يحصل لولا صمت الإعلام الغربي، وانسحابه من الساحة، ولربما ذلك ما أسس لنجاح الدعاية الروسية إلى حد ما في أوكرانيا وغير أوكرانيا.

اليوم نرى نتيجة وحصاد وحصيلة ذلك في أوكرانيا، إذ إن الإعلام الغربي يسعى جاهداً لدحض الرواية الروسية إن كان على مستوى التضليل في اتهام روسيا للأوكرانيين بقصف مدنهم وقراهم، أو في استخدام المدنيين كدروع بشرية، أو في التحضير لاستخدام أسلحة غير تقليدية، ونحو ذلك من الأكاذيب والأضاليل التي سبق للروس أن مارسوها واستخدموها، ولا يزالون على مدى سنوات في الثورة السورية، فكان ما يفعلونه ويستخدمونه في أوكرانيا استمرار لما جرى ويجري في سوريا.

العقلية الإجرامية والمتوحشة متأصلة في العقيدة العسكرية الروسية، وقد رأينا ذلك كشهود عيان على مدى عشر سنوات في تغطيتنا للحرب السوفيتية في أفغانستان، ورأيناه لاحقا في الإجرام الروسي الذي استهدف كل شيء من مخابز ومشاف وأسواق ومدنيين في سوريا، وهي نفس الاستراتيجية التي كُلف بها الجنرال الروسي المعين من قبل بوتين نفسه، ويطلق عليه جزار سوريا واليوم هو نفسه جزار أوكرانيا، وبالتالي دشن عمله واستراتيجيته في أوكرانيا ساعة وصوله بقصف محطة القطارات التي كانت تؤوي اللاجئين والمشردين حيث قضى فيها أكثر من 52 قتيلاً وأكثر من مائة جريح.

الوحش الروسي، كما أنه وحش عسكري في قتله واستهدافه للمدنيين، فهو وحش أيضاً بالمقابل في استهداف العقول، وقصفها، ولذلك فهو يعمل على أسلوب التضليل، الذي هو اسلوب غوبلز الألماني، ولكن مع شحذ الأقلام والكاميرات الغربية بعد الحدث الأوكراني فلعله سيفلح في فضح هذه الأكاذيب مما يحصد نتائجها الرأي العام كله، وتعود الحقيقة المجردة لتسطع من جديد.

(الشرق القطرية)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts