حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

جيل جديد، لا نعرفه

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

«الخلاصة أنّنا أمام جيل جديد من الشباب، «وعيه الجيلي» آخذ في التنامي والتطوّر، يشعر بالقلق الشديد وحالة «اللايقين» تجاه مستقبله، تجاوز الثقافة النفسية والسياسية التي انبثقت من طبيعة العمل السياسي في العقود الماضية، ولديه اليوم استراتيجيات وتكتيكات وخطاب ولغة مختلفة تنزع نحو التغيير والخروج من قفص الخوف والرعب من الاشتباك مع الواقع السياسي».

بهذه الفقرة ختم الصديق .د محمد ابو رمان مقالة نشرها امس الاول حول « الشباب العربي والتغيير» ، قيمة ما ذكره تستند الى مسألتين : الاولى انه خرج للتو من موقعه كوزير للشباب بعد نحو عام عايش فيه تجربة اعتقد انها غنية وتستحق الدراسة ، وبالتالي فان ما كتبه  يعكس حالة «اشتباك» ميداني طازجة مع قطاع عريض يمثله هؤلاء الشباب بمختلف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية ، اما المسألة الثانية فتتعلق بالدراستين التي اشار اليهما : «مأزق الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، وكذلك كتاب «سياسات الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» وهما دراستان تناقشان بمنهج علمي التحولات التي طرأت على حركة الشباب في المنطقة ، واثر هذه التحولات فيما حدث من حراكات في الشارع.

أضم صوتي الى صوت الصديق ابو رمان ، واتساءل : من أين خرج هذا الجيل العربي الغاضب؟

 هل خرجوا من  المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي افرزت جبلا وجدوا أنفسهم ضحايا لمجتمعاتهم، ام من ثورة الاتصالات والانترنت التي كان البعض يعتقد انها أفضل هدية لتسلية الشباب واشغالهم فاذا هي تتحول الى «قنابل» متفجرة لتسويق الغضب وتنظيمه، أو من صناديق الانتخابات «الديمقراطية» العربية التي انشغلت بتشييد الهياكل ، وتفننت في الطلاء على حساب البناء ، وانتصرت لمنطق النخب المستفيدة على حساب «المجتمع»..؟

 نعم من هذه «التربة» المليئة بالاشواك والاحساك خرجوا ، لكن ربما لم يخطر في بال الكثيرين  كذلك أن الشباب الذين فتحوا أعينهم على حروبنا المخجلة التي قتلنا فيها انفسنا بايدينا ، وعلى اجهاض الربيع الذي حاولوا ان يصنعوه، وتابعوا مشاهد «العبث» الذي مارسه النظام السياسي العربي ، وتجاوزوا عقده «الخوف» التي ترسخت في آبائهم، ان هؤلاء جيل جديد ، لا نعرفه تماماً ، ولا نستطيع ان نحدد اتجاهاته.. لا يخضع للحسابات التي ألفناها ولا يتناسب وعيه من المقررات والاجراءات التي جربناها ، جيل له مقاييسه وحساباته وله وعيه الذي فوجئنا به ولم نحسب له أي حساب.

على امتداد اكثر من نصف قرن ونحن نتعامل مع مجتمعاتنا بمنطق «الاستعلاء» والاستهتار ، ومع شبابنا بمنطق «الاهمال»  ، فهل بوسع عالمنا العربي اليوم ان يصحو على عصر جديد انتهت فيه كل هذه الاعتبارات والادوات ، وسقط فيه المنطق القديم ، وهل بوسع الحكومات العربية-  اذا أرادت ان تفهم -ان ترصد حراك هؤلاء الشباب : من اين خرجوا ، ولماذا غضبوا ، ما هي حساباتهم في الربح والخسارة ، وما هي طموحاتهم وحاجاتهم ، كيف كسروا حواجز الخوف ، وكيف تجاوزوا «عقدة» النخب؟ لو فعلت ذلك الآن لتغيرت كثير من المطالبات والهتافات ، وتحول عنوان «التغيير» من دفة «الدم» الى دفة «السلم» ومن زاوية «الكراهية» الى زاوية البحث عن سلوك افضل.

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts