حربُ المصطلحات

حربُ المصطلحات

عبد الحميد القضاة - هل تعلم

نشرة فاعتبروا (192)

الدكتور عبدالحميد القضاة

حـربُ المصطلحـاتِ

❖ هل تعلم أنّ هناك من يكيدُ لك ولدينك ولأبنائك وأنت لا تعلم؟، حربُهم بطيئةٌ صامتةٌ، ومبطنةٌ بالمصلحة وكثيرٌ من الإغراء المادي، لفرضها علينا طواعيةً، أو بقوة الشرعية الدولية، التي لاتقيمُ وزنًا لا لحرامٍ ولا لحلالٍ، تنحتُ لنا مصطلحاتٍ ملتبسةٌ، مطاطيةٌ تستبطن تغيير المفاهيم الإسلامية، تظهر أمام الشعوب بثوبها الإيجابي، ثم تدريجيًا تُسفر عن مقصدها الحقيقي.

❖ فمثلا مصطلح  “الجنس الآمن”، الذي يعني؛ أنه يا شباب لا مانع من ممارسة الزنى  شريطةَ استعمال العازل، وكأن الزنى حلال، والمهم أن لا تُصاب بالإيدز والأمراض المنقولة جنسيًا.

❖ فُرض علينا أيضا مصطلحٌ آخر: “متعدد الشركاء جنسيًا” بدلا من الزانى، لماذا؟، لأن كلمة زنى وزاني حيثما ذُكرت، تُذكرنا بالقرآن الكريم، وهم لايريدون ذلك لأنهم يريدون طمسه.

❖ ومثله المصطلح المضحك المُبكي “عاملات الكرم”، بدلا من كلمة البغايا، يا إلهي ما هذا الكرم العجيب!، وإياك إياك أن تقول”الشاذين جنسيا” بل قل بتعاطف ورقة”المثلين” ولا غير!!

❖ هذه المصطلحاتُ تصلح ُ للغرب المنحل فقط، وليس لنا، ففي الولايات الأمريكية لوحدها عشرة مليون أم ٌّعزباء، يُعولمون هذه المصطلحات، ليُغيروا معتقدات الشعوبِ شيئًافشيئا، وتُصبح الحياةُ فردية، بلا دين، كلٌ يعملُ على هواه، وهذا ما يُريدون، والله من ورائهم محيط.

الأصمعي والأعرابي

❖ يُحكى أن الأصمعي سار يومًا فوجد أعرابيًا، فسأله الأعرابي من أين أنت يا أخ العرب؟قال: من أصمع، قال: ومن أين أنت آتٍ؟، قال: من المسجد، قال: وما تصنعون بالمسجد؟،قال: نصلي ونقرأ قرآن الله، قال: وهل لله قرآن؟، قال: نعم، قال: اقرأ علي شيئًا منه.

❖ فقرأ عليه سورة الذاريات فلما وصل إلى قوله تعالى”وفي السماء رزقكم وما توعدون” قال حسبك، وقام وذبح ناقته وتصدق بها يقينا منه بصدق الرزاق ثم انصرف. يقول الأصمعي وبعد سنتين من لقاءنا، خرجت للحج فلقيت ذلك الأعرابي فجائني وقال:ألست الأصمعي؟، قلت: نعم، قال: زدني مما قرأت علي المرة السابقة، قال: فقرأت عليه بقية السورة “فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون” هنا انتفض الأعرابي.

❖ و صرخ بأعلى صوته وقال: من أغضب الكريم حتى يحلف، أما كان يكفيكم قوله “وفي السماء رزقكم وما توعدون”، يقول الأصمعي فرددها ثلاث، فوالله ما انتهى من الثالثة حتى فاضت روحه!… عبدي ضمنت لك قسمتي فشككت، فلم  أكتف  بالضمان بل أقسمت.

❖ هذا ما جعل الأعرابي يصعق من فوره، لأن الناس في زمانه جعلوا الرحمن يُقسم ليصدقوا بأن رزقهم مضمون، فكيف به لو عاش بيننا الآن ورأى كثرة الذين لا يصدقونه سبحانه.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: