عمّان – رائد صبيح
عبّر عددٌ من التجار في الأسواق الأردنية لـ “البوصلة” عن أملهم بتحسن حركة الأسواق التي شهدت انخفاضًا ملحوظًا مقارنة بالسنوات الماضية، مؤكدين أن بدء صرف الرواتب قبل العيد و”احتمالية” وجود أمل ضئيل بتأجيل الأقساط قد تسهم بشكلٍ جيد بتحسن الحركة والإقبال على شراء مستلزمات العيد من حلويات وملابس وغيرها، خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك.
“البوصة” جالت في الأسواق، التي ظهرت متذبذبة ومتباينة ما بين “الضعيفة والمتوسطة”، وتكشف حالة تغير أولويات الأردنيين مع نقص السيولة والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها الأسر الأردنية.
وعلى الرغم من تحسن الحركة على سوق الملابس نسبيًا إلا أنّ تجارًا أكدوا لـ “البوصلة” أنّها ما زالت دون المأمول رغم تحسن الحركة نسبيًا في العشر الأواخر من أيام الشهر الفضيل.
محلات الحلويات والمطاعم شهدت ضعفًا في الإقبال، فيما أكد أصحاب محامص أنّ الإقبال على شراء “حلويات العيد” الملبس والشوكولاته وغيرها ما زال ضعيفًا على أمل أن تتحسن الحركة قبيل العيد، وبدء الأردنيين بالتسوق لتلبية احتياجات العيد.
صرف الرواتب سينعش آمال السوق
صرف رواتب المنتفعين من الضمان الاجتماعي والمعونة الوطنية وما أكدته “مصادر حكومية” من إمكانية صرف الرواتب اليوم أو غدًا من شأنه أن ينعكس بشكلٍ إيجابيٍ على حركة الأسواق وإنعاش آمال التجار بتعويض ما تعرضوا له من خسائر.
من جانبها أعلنت وزيرة التنمية الاجتماعية رئيسة مجلس إدارة صندوق المعونة الوطنية وفاء بني مصطفى، أن الصندوق سيقوم بتحويل رواتب المنتفعين من برامجه قبل عيد الفطر.
إقرأ أيضًا: “تأجيل الأقساط” بين “أعباءٍ زائفةٍ” يدفعها المواطن وأحلام قطاعٍ تجاريٍ بتحريك السوق
وقالت بني مصطفى اليوم الثلاثاء، إنه وتنفيذاً للتوجيهات الحكومية سيتم تحويل المخصصات المالية لشهر نيسان للمنتفعين من الصندوق قبل عيد الفطر، مشيرة الى أن عملية تسليم المعونة لشهر نيسان، جرت قبل موعدها المحدد لتلبية احتياجات المنتفعين ومصروفاتهم الإضافية خلال عيد الفطر.
بدوره كشف نقيب أصحاب المطاعم والحلويات عمر العواد، الثلاثاء، عن حركة تجارية ضعيفة تشهدها الأسواق مقارنة بالسنوات السابقة.
وقال العواد، لـ “المملكة”، إن الإقبال على الأسواق والمطاعم انخفض نحو 50% في شهر رمضان من العام الحالي، مقارنة بشهر رمضان من العام الماضي.
إقرأ أيضًا: ديّة لـ “البوصلة”: الإقبال على سوق الملابس بأدنى مستوياته ونأمل أن تتحسن الحركة
وأضاف، أن تراجع حركة الأسواق يأتي لعدة أسباب منها ارتفاع الأسعار وضعف السيولة والقوة الشرائية للمواطن.
وأشار العواد إلى وجود ارتفاع بأسعار السلع بشكل “غير مبرر”.
أما نقيب تجار الألبسة سلطان علان فقال في تغريدة له في صفحته على “فيسبوك”: “عندما ينتظر شعب بأكمله قرار تأجيل قروض لشهر أحادي وتتعلق آماله وطموحاته بحل ترقيعي… اعلم أننا لسنا بخير، حين نستعين بأسلوب ربوي لعلاج همّ مؤقت ونحزن على عدم تحققه… اعلم أننا لسنا بخير”.
الإقبال على الملابس بأدنى مستوياته
وأضاف: “حين تغيب حلول حقيقية مثل تخفيض الضرائب ومنها ضريبة المبيعات ورفع الأجور ومعالجة الخلل في الإيجارات وفواتير الطاقه… اعلم أننا لسنا بخير”.
وكان الخبير الاقتصادي ونقيب تجار الألبسة السابق منير ديّة أكد في تصريحاته لـ “البوصلة” أن نسب الإقبال والطلب على الملابس ما زال في أدنى مستوياته، ويختلف عن كل مواسم رمضان السابقة.
وقال ديّة في تصريحاته لم نشهد حتى الآن حركة على الأسواق حقيقية، والإقبال والشراء في أضعف نسبه، وهو من أضعف المواسم التي مرت على القطاع التجاري بين المواسم السابقة.
وأضاف: واضح تمامًا أنّ الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرّ بها المواطن خلال السنوات الماضية وبداية العام الحالي ٢٠٢٣ من غلاء معيشي وشح السيولة وزيادة القروض والأعباء المالية المفروضة عليه، أصبحت تفرض نفسها على حياة المواطن المعيشية.
إنعاش اقتصاديات المواسم
وكان الخبير الاقتصادي حسام عايش أكد لـ “البوصلة” أنّه يجب على الحكومة أن تكرس مفهومًا جديدًا بتيسير الأمور أمام تحسين استهلاك المواطنين والمستهلكين وهذا يستدعي أن يكون هناك على الأقل في المواسم المختلفة ومنها موسم رمضان وموسم فصل الشتاء والعيد وغيرها.
ولفت عايش إلى أنّ علينا أن” نعتني باقتصاديات هذه المواسم بما يؤدي إلى تحسين قدرة الناس على الإنفاق، وأن تأخذ الحكومة بعين الاعتبار أنّ هذه المواسم لها متطلباتها وظروفها الاقتصادية والاجتماعية التي تستدعي تغييرًا في السياسات خلال هذه المواسم”.
إقرأ أيضًا: خبير لـ “البوصلة”: السيولة تنعش الأسواق والحكومة مطالبة بتحسين “اقتصاد المواسم”
(البوصلة)
