حطمت هيبة “سيرت متكال”.. عامان على “حد السيف”

حطمت هيبة “سيرت متكال”.. عامان على “حد السيف”

يوافق اليوم الأربعاء الذكرى السنوية الثانية لعملية كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، “حد السيف” التي أفشلت فيها عملية تسلل نفذتها وحدة “سيرت متكال” الخاصة جنوبي قطاع غزة وحطمت هيبتها.

وتسللت القوة الإسرائيلية بتاريخ 11/11/2018 مستخدمة مركبة مدنية في المناطق الشرقية من خانيونس، والتي تم اكتشفتها من قبل قوة أمنية تابعة لكتائب القسام وقامت بتثبيت المركبة والتحقق منها.

حاولت المركبة الفرار بعد أن تم إفشال عمليتها، إلا أن مجاهدو القسام استمروا بمطاردة القوة والتعامل معها حتى الخط الزائل، وأوقعت في صفوفها خسائر فادحةً قتل خلالها قائد القوة “محمود خير الدين” والذي كان مشهورا بلقب (ميتي) بين أفراد القوة.

وفي ذكراها الأولى العام الماضي كشفت كتائب عز الدين القسام تفاصيل عملية التسلل، وأكدت أنها استولت على أجهزة تقنية تحوي “كنزا استخباريا”، وعرضت مكافأة لأي عميل فلسطيني يستدرج قوة إسرائيلية.

وأشار القسام حينها أنه يوجد معلومات أخرى عن ذات العملية لا يمكن الإفصاح عنها حاليا.

وخاض مقاتلو “القسام” في هذا التاريخ قبل عامان اشتباكًا مع القوة الإسرائيلية المتسلّلة، أسفر عن مقتل قائدها وإصابة جندي آخر على الأقل، قبل أن تتمكن المقاتلات الإسرائيلية من إخلاء القوة وإنقاذ باقي أعضائها باستخدام غطاء ناري كثيف وقصف جوّي عنيف للمنطقة، فيما استشهد عدد من المقاومين خلال العملية، أبرزهم القائد الميداني في الكتائب نور بركة.

وكان هدف العملية وفق كتائب القسام زرع أجهزة تجسس على اتصالات المقاومة، “حيث تلقت القوة الإسرائيلية الخاصة تدريبات على العملية لأكثر من عشرة أشهر”.

وضمت القوة الخاصة 15 إسرائيليا وتسللت عبر السياج الحدودي تحت ستار الضباب.

فيما أدخل الاحتلال الإسرائيلي المعدات الخاصة بالعملية والإمدادات اللوجستية للقوة الخاصة عبر معبر “كرم أبو سالم” جنوبي القطاع.

فيما استخدمت القوة المتسللة وفق كشف القسام عن تفاصيل العملية، هويات شخصية مزورة بأسماء أسر حقيقية من قطاع غزة وأوراقا مزورة لجمعية خيرية، وكانت عضوة في هذه الوحدة ترددت على غزة تحت غطاء مؤسسة خيرية دولية.

وكشف القسام حينها عن أن نفس القوة الإسرائيلية نفذت عمليات مشابهة في مناطق عربية لم يحددها.

وأعطت كتائب القسام العملاء فرصة ذهبية تمثلت في “أن كل عميل يساهم في استدراج قوة إسرائيلية خاصة سيحصل على مكافأة بقيمة مليون دولار، فضلا عن العفو عنه”.

رد المقاومة

استخدمت كتائب القسام في ردها على هذا التسلل واستهداف الاحتلال لعناصرها التدرج في التصعيد والتأني.

ففي 12 نوفمبر من العام 2018م، وردا على العملية، استهدفت كتائب القسام حافلة جنود إسرائيليين في منطقة أحراش مفلاسيم شرق جباليا بصاروخٍ موجهٍ من طراز “كورنيت”، أسفرت عن مقتل وإصابة من بداخلها ونشر القسام شريطا مصورا يوثق لحظة استهداف الحافلة.

وشهد قطاع غزة بعدها موجة تصعيد ضربت خلالها كتائب القسام المدن المحتلة بالمئات من الصواريخ محلية الصنع، وكشف القسام لاحقاً أنه أدخل للخدمة صواريخ جديدة تحمل رؤوساً حربية ثقيلة استخدمها خلال حد السيف في دك عسقلان.

وأعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية حينها أن بعض الصواريخ حققت إصابات مباشرة في المباني وأوقعت 3 قتلى وأكثر من 100 إصابة، ووصفت الصواريخ بالمتطورة وعالية الدقة.

اعتراف إسرائيلي بالفشل

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أقر بعد أشهر بأن قوة خاصة تابعة له فشلت في تنفيذ عملية تسلل استخباراتية في خان يونس، يوم 11 نوفمبر 2018، وقتل فيها ضابط إسرائيلي برتبة عقيد، وأصيب آخر بجروح متوسطة.

وقال الجيش في بيان “إن القوة الخاصة ارتكبت عدة أخطاء خلال العملية”.

وأضاف البيان أن العقيد “إم” قد قُتل برصاصة أطلقها ضابط آخر باتجاه مقاتلين في “حماس”.

وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية حينها أن قائد العمليات الخاصة في شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي قدّم استقالته من منصبه، على خلفية فشل عملية التسلّل التي نفذتها قوة خاصة بخان يونس جنوب قطاع غزة في نوفمبر 2018.

ووفقًا لتحقيقات إسرائيلية فقد كشفت عن إلقاء الطائرات الإسرائيلية أكثر من 50 طنا من الصواريخ والقنابل على منطقة شرق خانيونس، خلال عملية تأمين انسحاب القوة الخاصة.

كما بينت التحقيقات أن الصواريخ أعدت لعزل منطقة هبوط طائرة الإنقاذ التي فر عبرها أفراد القوة، واستخدمت عشرات القطع الجوية في هذه المهمة، من طائرات حربية مقاتلة إلى هيلوكوبتر هجومية، مرورًا بالطائرات بدون طيار.

وأجرت مقدمة البرنامج حينها لقاءً مع قائد الأركان الإسرائيلي في حينها “غادي آيزنكوت” الذي وصف العملية بالحدث الأبرز خلال خدمته العسكرية، وأن العملية كادت تدحرج الأمور نحو حرب شاملة في قطاع غزة.

فيما بثت قناة “الجزيرة” العام الماضي مقاطع فيديو “حصرية” تضمنت تفاصيل تعرض لأول مرة حول تسلل وحدة من الجيش الإسرائيلي شرق خان يونس في نوفمبر 2018.

ونشرت القناة أدلة وصور ووثائق ضمن تحقيق جديد لبرنامج “ما خفي أعظم” لمراسل القناة تامر المسحال بعنوان (أربعون دقيقة)، وعرض تفاصيل اشتباك عناصر المقاومة مع الوحدة المتسللة والتي أودت بحياة قائد الوحدة واستشهاد القيادي بالكتائب نور بركة وستة آخرين.

وتضمن الفيديو مقابلات مع عناصر من كتائب القسام الذين اكتشفوا الوحدة المتسللة واشتبكوا معها.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: