“حماس” والسعودية.. هل ستحرك التهنئة باليوم الوطني المياه الراكدة؟

“حماس” والسعودية.. هل ستحرك التهنئة باليوم الوطني المياه الراكدة؟

البوصلة – أرسل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية، برقية تهنئة للعاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد بن سلمان، بمناسبة اليوم الوطني للمملكة، الذي يوافق يوم 23 أيلول/سبتمبر من كل عام.
وحملت رسالة هنية، آمالاً بإصدار “عفوٍ ملكي عن جميع الموقوفين الفلسطينيين لدى المملكة، وأن تبقى السعودية دار أمن وسلام لأبناء شعبنا الفلسطيني”.

وشهدت العلاقة بين “حماس” والسعودية تغيرات جذرية، وتطورات على المنحيين الإيجابي والسلبي، منذ تأسيس الحركة، وصولاً إلى اعتقال السعودية فلسطينيين وأردنيين مقيمين على أراضيها، ومحاكمتهم بتهمة “دعم المقاومة”.
وتشير تقارير فلسطينية إلى أن العلاقات بين الطرفين “وصلت إلى أسوأ مراحلها”، بعد إعلان الرياض عن اعتقال ممثل “حماس” السابق لديها، الطبيب محمد الخضري (84 عامًا)، ونجله هاني، ضمن حملة الاعتقالات.

وكانت المحكمة الجزائية السعودية قد حكمت، في آب/أغسطس 2021، بالسجن 15 سنة بحق الخضري، من بين أحكام بحق 69 آخرين، تراوحت بين البراءة والسجن 22 سنة.
وقُبيل الحكم بأيام قليلة، كان هنية قد عبّر عن تطلعاته إلى “قرار قضائي وإرادة ملكية لإغلاق ملف المعتقلين الفلسطينيين في السعودية”.

وفي ذات الفترة، وبالتحديد في تموز/يوليو 2021 ظهر رئيس حركة “حماس” في الخارج، خالد مشعل، على شاشة قناة “العربية” السعودية، في لقاء اعتبره مراقبون “نادرًا وذو مؤشرات”.
واعتُبرت تصريحات هنية، وظهور مشعل على “العربية” – آنذاك -، مؤشرات إيجابية على تحسن العلاقات بين “حماس” والسعودية، إلا أن صدور حكم السجن بحق الخضري شكّل “صدمة” لدى الحركة، التي وصفتها بـ”القاسية وغير المبررة”، ما تسبب بدخول العلاقة بحالة فتور جديدة.

قبل ذلك، وعلى امتداد سنوات، كانت الحركة تحظى بعلاقات جيدة مع السعودية، وتشير مصادر تاريخية، إلى أن الرياض احتضنت المقاومين من “الإخوان المسلمين” الفلسطينيين بعد النكبة عام 1948، وسمحت لهم بالعمل من داخل أراضيها.
لاحقًا، أسفر تغيُّر المشهد السياسي في المنطقة العربية والإسلامية، تزامنًا مع اندلاع أحداث “الربيع العربي”، حالة مد وجزر واضحة في العلاقة بين الحركة والمملكة.

تلا ذلك تعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد، وهي الفترة ذاتها التي شهدت تصنيف حركة “حماس” ضمن قوائم “الإرهاب”، لأول مرة منذ بدء العلاقات الثنائية بين الطرفين.

دبلوماسية التهنئة.. هل تنجح؟
يرى رئيس رابطة “شباب لأجل القدس” العالمية، الناشط الكويتي طارق الشايع، أن “استمرار التواصل بين قيادة حركة حماس ورؤساء الدول هو ما يفيد القضية الفلسطينية، خاصة عندما يكون التواصل مع دولة محورية كالمملكة العربية السعودية”.
واعتبر الشايع في تصريح لـ”قدس برس” أن تهنئة رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” للسعودية “تأتي في وقت حساس وصعب لما تمر به القدس والمسجد الأقصى من اقتحامات هي الأسوأ في تاريخ القدس، وسيكون لها آثارها السلبية إن لم يتم ردعها وإيقافها”.
وأكد الشايع أن “حركة حماس بحيويتها المعتادة تستطيع تجاوز كل ما يأتيها من عقبات لتفتح الأبواب مع محيطها العربي والإسلامي” وفق ما يرى.
من جهته، قلل رئيس مركز “ريكونسنس” للبحوث والدراسات في الكويت، عبد العزيز العنجري، من أهمية تهنئة هنية للسعودية، مذكرًا بمحاولات الرياض العديدة لمعالجة الانقسام الفلسطيني.

وأعتبر العنجري، في تصريح لـ “قدس برس” أن الرياض معنية حاليًا “بحل الدولتين، بالتعاون مع أمريكا وأوروبا، ومن خلال قناة فلسطينية واحدة هي السلطة الفلسطينية المعترف بها”، مستبعدًا بذلك أي تحسن على علاقات الرياض مع “حماس”.
وأشار إلى أنه “على الرغم من الضغوطات الأمريكية المتزايدة، والإشاعات الإسرائيلية، إلا أن المملكة لم تنجر وراء موجة التطبيع، ولا يبدو هناك إطلاقًا أي تغير في موقفها تجاه الشعب الفلسطيني، بصرف النظر عن حماس ومواقفها”، على حد تعبيره.

من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، منذر الحوارات، أن “برقية التهنئة استمرار للموقف السابق في مقابلة القيادي في الحركة خالد مشعل مع قناة العربية السعودية، وبالتالي أرادت حماس أن تلج في عملية مصالحة جديدة مع السعودية”.
وأعرب الحوارات لـ”قدس برس” عن اعتقاده أنه “طالما أن الوضع بقي متوترًا بين الرياض وطهران، وموقف إيران من دعم الفصائل الفلسطينية التي تقف في وجه الاحتلال الإسرائيلي، فإن الأمور ستبقى متدهورة بين حماس والمملكة”.

واستدرك الحوارات بالقول: “في الضربة الإسرائيلية الأخيرة على غزة، شاهدنا أن حماس نأت بنفسها عن الجهاد الإسلامي، وكأنها تعطي رسالة بأنه ليس لها علاقة بما تمليه إيران على الفصائل الفلسطينية، وهذه المسألة تشكل قاعدة ارتكاز في محاولة تصحيح العلاقة مع السعوية”.
وأكد أن السعودية “تتبنى اليوم خطًا جديدًا مختلفًا، بكل ما له علاقة بالإسلام السياسي، وتنظيماته السياسية والعسكرية، والمقصود هنا حماس”، وفق ما يرى.

وتابع: “هذه رؤية المملكة العربية السعودية في المرحلة الحالية والقادمة، ولكن كون حماس تتمتع بالحق كفصيل فلسطيني مقاوم للاحتلال، فإن ذلك سيعطي حوافز في التعامل معها كفصيل فلسطيني، وبالتالي قد يكون هناك استثناء”.

قدس برس

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: