حمام سنوي للملك

حمام سنوي للملك

نشرة ” فَاعتبِرُوا ” 118

د. عبدالحميد القضاة



حصلت صداقةٌ بين أحد السلاطين العثمانيين بأحد ملوك فرنسا، وقد تناهى إلى مسامع السلطان بأنّ صديقه الملك مريضاً، فأرسل إليه طبيباً مسلماً من تركيا لمعالجته، وقد دوّن هذا الطبيب ما حصل معه في هذه المهمة التي أوكلت إليه، يقول: عندما دخلت القصر شممت رائحة كريهة، وكلما اقتربت من غرفة الملك ازدادت الرائحة حدة وتركيزاً.
دلفت الغرفة وعاينت الملك، فوجدته بأمس الحاجة الى الإستحمام، فطلبت ممن حولي تحضير المستلزمات التي أحتاجها لذلك، وبعد أن قمنا بما يلزم، وأزلنا كميات من الأوساخ المتراكمة مع خلايا الجلد الميتة عنه، أعدناه الى أريكة نظيفة ومريحة، فتمدد عليها وتنفس بعمق، وكأنه وجد الأكسجين لأول مرة من كل إتجاه، وشعر براحة عجيبة .!
سألني الملك ما هذا الذي عملته لي؟!؛ فإنني أشعر بنشاط فريد، ما سبق لي أن أحسست بمثله، فقلت هذا إستحمام!، ومن شدة إعجابه به، استدعى كبير الكتبة مع سجل القرارات الملكية وأمر بالقرار التالي:” يُعمل من الآن فصاعداً إستحمام للملك مرةً كل عام”!.
فأنظر وقارن بنفسك بين نظافة المسلم الذي سنّ له رسول الله صلّى الله عليه وسلم سبعة عشر غُسلا ،عدا عن الوضوء عدة مرات باليوم ،وبين ما كان عليه غيرنا في السابق.!


زوجات الدعاة الصابرات
“آاللهُ أمركَ بهذا؟ اذهب فلن يضيّعنا الله”… هذا ما قالته السيدة هاجر الزوجة المؤمنة الصابرة المحتسبة لزوجها إبراهيم عليه السلام… سؤال نستشف منه متانة العقيدة التى تُكنّها هذه المرأة العظيمة، نرى فيه رسوخ الإيمان فى قلبها، تأبى أن تتعلق إلاّ بربها، رغم أنها ورضيعها وسط جبال جرداء في صحراء قاحلة، لا زرع فيها ولا ماء… من قالت هذا هي نفسها من أنجبت من قال:”يا أبتِ افعل ما تؤمر”، إنه توريث اليقين بالله، وحُسن الظن به وتمام التوكل عليه…هاجر صارت معلماً مضيئاً في تاريخ المرأة المسلمة بتجاربها القاسية، بصبرها الكبير العظيم ، ووعيها بطبيعة الرسالة والتكليف والعلاقات، رباه ما أقوى قلبك !، وما أرسخ إيمانك !، وما أشد بلاءك !، واليوم ما أعظمك يا زوجة الداعية، الذي يُمضي جُلّ وقته في الدعوة إلى الله، وأنت تتحملين بصمت، وتصبرين بإحتساب على خطى هاجر.


لا تنسى يا بُني
يابُني إتخذ تقوى الله تجارةً ياتيك الربح من غير بضاعة، يا بُني إنّ الحكمة أجلست المساكينَ مجالسَ الملوكِ، يا بُني إياك والدّين، فإنّه ذلٌ في النهارِ وهمٌّ بالليل .

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: