خبيرة تربوية تحذر من “عناكب الجهل” وتطالب بمواجهتها بـ “نشر الوعي”

خبيرة تربوية تحذر من “عناكب الجهل” وتطالب بمواجهتها بـ “نشر الوعي”

عمّان – البوصلة

حذرت الخبيرة التربوية بشرى عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة” ممّا أطلقت عليه تسمية “عناكب الجهل”، مؤكدةً أنّها انتشرت بشكلٍ كبيرٍ جدًا وتسربت للطلاب والمعلمين في المدارس والجامعات بما انعكس بشكلٍ بالغ السوء على منظومة الأخلاق بأجمعها.

وأكدت عربيات أنّ “التعليم لم يكن يوماً يهدفُ إلى وجود أرقامٍ من الخريجين دون أن يكون هناك أثرٌ لهذه الشهادات على سلوكيات وتصرفات وأخلاق الأفراد، ولم يكن التطور التكنولوجي يوماً أحد أسباب التراجع في الثقافة والمعرفة، إضافةً إلى التراجع الملحوظ في منظومة الأخلاق والسلوك، ولكنه كان، وصار”.

إقرأ أيضًا: خبيرة تربوية تحذر من فئةٍ شديدة الخطورة على المجتمع

وقالت عربيات: “في بداية العام الجديد، علينا تقييم أنفسنا، هل يعني رقم مئات الألوف من حاملي الشهادات أننا تجاوزنا الجهل؟ وهل يعني انتشار أجهزة الحاسوب في البيوت والمدارس والجامعات أننا انتصرنا على الأُميَّة الرقميَّة؟، وتجيب بالقول: للأسف لا، ذلك لأن معظم الخريجين، ومن مختلف الفئات، تحملُهُم الشهادات ولا يحملونها!”.

وعبرت عن أسفها من “أنّ هذه الأعداد باتت عبئاً على المجتمع، وأصبحت الشبكة العنكبوتية، الإنترنت  عناكباً للجهل والفساد، ولم تعد المدارس والجامعات مكاناً آمناً للطلبة، وذلك لعدة أسباب، أهمها أننا فقدنا معنى المعلم المربي في كثيرٍ من هذه المؤسسات التربوية!”.

المستشارة بشرى عربيات: إن تركنا مسؤوليتنا الجماعية سيكون هناك فجوة كبيرة ومرتعٌ خصبٌ لمزيد من عناكب الجهل

وتابعت حديثها بالقول: “عندما نرى بيتاً للعنكبوت، يُعشِّش في مكانٍ ما أو في زاوية معينة، نحاول قدر الإمكان التخلص من هذا المنظر، فأنا لم أسمع أو أرى في حياتي يوماً أن هناك من يقوم بتربية العناكب في البيوت، ولكني رأيتُ من يربي العناكب في العقول، ليس لأنهم أطلقوا على شبكة الإنترنت الشبكة العنكبوتية، بالطبع لا، ولكن لأن هناك الكثير بيننا من أساء ويسيء استخدامها، وبالتالي بدأت عناكبها السلبيَّة تعمل على التعشيش في العقول، لترى أثر ذلك من خلال السلوك!! لكن عندما يتسلَّل هذا التعشيش إلى مؤسساتنا التعليمية وإلى الأُسر، فهذا أمرٌ مقلقٌ ومرفوض”.

وقالت عربيات: “لا أتهم أحداً، لكني أُحلل ما أرى وأسمع، فكثير من الطلاب يستخدمون هواتفهم الخلوية داخل المدارس دون رقابة، أيضاً انتقلت العدوى للمعلمين والمعلمات الذين يستخدمون الهواتف داخل الغرف الصفية، بالتأكيد هذا الإستخدام ليس من أجل المعرفة، بل من أجل اللهو ليس أكثر”.

إقرأ ايضأ: خبيرة تربوية تحذر من “المفاهيم المغلوطة” للحُرِّيَة والتحرُّر وآثارها المجتمعية الكارثية

واستدركت، “ولو سألت أحدهم ماذا تستفيد من وجود الهاتف الخلوي أو التابلت؟ فلن تسمع إجابة مفيدة! ولم يسلم من هذه الشبكة الباعة سواءً في المحلات التجارية أو على الطرقات! الأمرُ الذي يدعو للقلق فعلاً، والتساؤل، أليس هناك وسيلة لإغلاق المواقع الإباحية؟ أو المواقع التي تعمل على تشتيت الفكر والعقيدة؟ برأيي لا بد من وجود حل لهذه المشكلة”.

وتابعت حديثها: عندما تم إغلاق تطبيق معين قبل أيام، ولا أدافع عنه ولا أستخدمه، انتشرت عدة آراء تقول بالعاميَّة “خلِّي الناس تتسلَّى”! يعني الموضوع لهواً وتسليةً ، وليس علماً ومعرفة، وبالتالي فإنَّ هذه التطبيقات عناكبُ جهلٍ بكل ما تعني الكلمة من معنى!

 وحذرت عربيات من أنّ “انتشار التطرُّف الديني أو ما يُسمَّى بالإرهاب الذي يودي بحياة الأبرياء من أبنائنا، هو نتيجة حتمية لعناكبِ الجهل”، مشدة على أنّه “يجب على جميع مؤسساتنا التربوية والمنابر الإعلامية والدينية الإنتباه لهذه الأخطار المنتشرة في الفضاء، والعمل على نشر الوعي بين أبنائنا الطلبة سواءً في المدارس والجامعات، إذ لم يدعُ الإسلام يوماً للإرهاب والتطرف، بل إنَّ هذه المصطلحات انتشرت مؤخراً بعد انتشار عناكب الجهل، ولم تجد من ينفض هذه الأعشاش ويقضي عليها”.

وأكدت في نهاية حديثها بالقول: “إنّ المسؤولية جماعيَّة، بدءاً من الأسرة، مروراً بالمدرسة والجامعة ومنابر العلم والإعلام، وإذا حصل تقاعس من جهةٍ من هذه الجهات، فسوف يكون هناك فجوة كبيرة، هذه الفجوة ستكونُ مرتَعاً خصباً لمزيد من عناكب الجهل، وكلُّ عامٍ وأنتم بخير”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: