خبيرة تربوية تطالب التربية بالاعتذار عن “مناهج المتاهة” وحرقها في العلن

خبيرة تربوية تطالب التربية بالاعتذار عن “مناهج المتاهة” وحرقها في العلن

أكدت أنّها كارثة مجتمعية لا تقل أهمية عن أي زلزالٍ مدمر

خاص – البوصلة

حذرت المستشارة التربوية بشرى عربيات من خطورة ما حدث في منهاج التربية الإسلامية للصف الأول الأساسي من تضليل ٍعبر “لعبة المتاهة” وما ستتركه من آثار سلبية على أطفالنا وطلابنا ونظرتهم لدينهم، مطالبة بعدم اكتفاء وزارة التربية والتعليم بالاعتذار عن الخطأ ولكن “الإسراع في إصلاحه”.

وقالت عربيات إن على وزارة التربية والتعليم التكفير عن خطئها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مقترحة في الوقت ذاته “جمع الكتب المعنيَّة من المدارس وحرقها تحت رعاية مسؤولين من وزارة التربية ووزارة الأوقاف، ونشر هذا الحدث عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، وعدم الإكتفاء بالإعتذار عن الخطأ، فهذا ليس خطأ عادياً، بل هو كارثة مجتمعية لا تقل أهمية عن أي زلزال مدمِّر”.

 وحذرت عربيات من أنه لا يجب السكوت على هذا الخطأ، لأنه قد يتجاوز إلى مراحل أخرى بأساليب أكثر خطورة على التعليم وعلى الجيل، بل على المجتمع بأكمله، مؤكدة أن “غلطة الشاطر بألف غلطة”، مطالبة في تصريحاتها لـ “البوصلة” بضرورة تشكيل لجنة لمراجعة الكتب قبل طباعتها ونشرها في المدارس بـ “منهجية بنّاءة”.

المستشارة التربوية بشرى عربيات: لم يكن التعليم يوماً مصدر للتِّيه والحيرة، ولم يكن التعليم يوماً لعبة يتم العبث فيها

أخطاء عقائدية وقيمية

وقالت عربيات: لا يُعقل أنَّ من يشارك في وضع أي منهاج لا يمتلك من الخبرة ما يؤهله لعدم الوقوع في الخطأ، وخصوصاً الأخطاء العقائدية والقيمية، إذ ربما يقع أحدهم في غلطة علمية – والتي لا أستهينُ بها – لكن من الممكن إصلاحها دون أن تترك أثراً سلبياً على عقيدة الطفل وعلى نظرته إلى دينه.

وشددت المستشارة التربوية على أنه “لم يكن التعليم يوماً مصدر للتِّيه والحيرة، ولم يكن التعليم يوماً لعبة يتم العبث فيها، وإنما كان التعليمُ وسيبقى مصدراً للبناء، لبناء المجتمع، وذلك من خلال بناء الأجيال عاماً بعد عام”.

وأكدت أن “التعليم كان وسيبقى مصدراً للمعرفة المبنية على أسس ثابتة، ولم يكن مبنياً على أسس واهية ضعيفة تأخذ الجيل والمجتمع بأكمله في منحدرٍـ يهوي بالمجتمع إلى قيعان الجهل والتخلف والدمار، لا قدَّرَ الله”.

صورة ذهنية خطيرة

وأضافت عربيات: “هي متاهة، تمت طباعتها لتكونَ صورةً ذِهنية في عقول أطفالٍ لم يتمكنوا بعد من القراءة والكتابة، لكنهم يتعلمون أحياناً عن طريق الصور، وأحياناً أخرى عن طريق القصص، التي تنطبع في الذاكرة بحيث لا يمكن أن تُمحى مع مرور السنين أو مع تقدُّم العمر، ذلك لأن العلمَ في الصِّغر كالنقشِ في الحجر، فكيف يتم اختيار تلك الصور دون معرفة الآثار السلبية التي قد تنتج عنها؟”.

وتساءلت لماذا يتم اختيار طريق المسجد على شكل متاهة يسلكها طفل في الصف الأول الأساسي؟ هذه المتاهة يظهر فيها صورة لثعبان وأخرى لحيوان مفترس! ناهيك عن الخطأ الفادح في أن الصورة لا علاقة لها بالمساجد! وكأن العالم بأكمله لا توجد فيه صورة لمسجد، – لماذا المسجد تحديداً – ؟”.

وتابعت بالقول: “تُرى هل يقصد من وضع ومن وافق على وضع هذه الصورة إيصال رسالة رعب لأطفال لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات لطريق المساجد؟ هذه الصور الذهنية التي تنطبع في الذاكرة كما النقش في الحجر! هل يقصدون ترهيب الأطفال، في حال رؤية مسجد من بعيد، بأن طريقه محفوفة بالمخاطر، مليئة بالثعابين، وفيها حيوانات مفترسة كالأسد مثلاً؟ “.

وختمت حديثها بالقول: “ألم ينتبه من وضع هذه المتاهة في أنه يخالف سلوك أي تربوي مسؤول عن وضع المناهج بين يدي مئات الألوف من الأطفال في المرحلة الأساسية الدنيا؟ أم أن من يتم تكليفهم بوضع المناهج يتوقف تفكيرهم عند حد معين لا يتجاوز المبلغ المرصود لهم بعد انتهاء هذه المَهمَّة؟”.

المتاهة والكنيس

وأثارت صورة “كنيسٍ يهودي” وردت في الجزء الثاني من كتاب التربية الإسلامية المطورللصف الأول ضمن “لعبة المتاهة” وتمرين (أساعد خالدًا في الوصول إلى المسجد) استياءً واسعًا، لما احتوته من رموز ومعانٍ تضليلية بحسب خبراء تربويين.

وأظهرت الصورة رسمًا مزعوماً لمسجد بدون أهلة فوق قبته ومئذنتيه، فضلاً عن وجود عناصر تخيف الطفل في طريقه للمسجد حيث يظهر أسدٌ وحيّة ولص.

ولفت خبراء تربويون إلى أنّ التضليل الذي ظهر في الصورة وأنها ليست صورة لمسجد، وإنما لكنيس يهودي (كنيس فكتور)، والصورة لها حقوق استخدام مدفوعة الأجر، يثير علامات استفهامٍ كبيرةٍ حول نوايا مستخدمي هذه الصورة، ومصداقيتهم في الوقوع بمثل هذا الخطأ.

للاطلاع على الصورة

https://www.crushpixel.com/ar/stock-vector/vector-isometric-synagogue-3268337.html

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: