خبيرة تكشف آلية تسعير الدواء في الأردن.. “أغلى بـ 15 ضعفا”

خبيرة تكشف آلية تسعير الدواء في الأردن.. “أغلى بـ 15 ضعفا”

البوصلة – عمان

مع استمرار الجدل حول أسعار الدواء في الأردن وقرارات مؤسسة الغذاء الدواء للحد من لجوء المواطن لحلول شرائه من الخارج بسبب رخص ثمنه، كشفت مديرة المختبرات السابقة في المؤسسة الدكتورة سناء قموة، تفاصيل مثيرة عن إنتاج الدواء في الأردن وتسعيره.

وقالت قموة الاكاديمية في جامعة جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، أن ملف الدواء وأسعاره لا يزال عالقاً منذ عدة سنوات بسبب التدخل المباشر من قبل من وصفتهم بـ”أصحاب المصالح في رسم السياسات الدوائية الهادفة فقط لخدمة مصالحهم الذاتية وعلى حساب قوت الأغلبية الساحقة من المستهلكين”.

وأضافت، “السياسة التسعيرية للدواء في الاردن كانت وما زالت مجحفة بحق المستهلك الأردني”.

تصريح مدير المؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتور نزار مهيدات ان المؤسسة الأسبوع الماضي، أنه سيخاطب مدير عام الجمارك بمنع ادخال اي دواء من المناطق الحدودية الا بموافقة المؤسسة مهما كانت كميته، أثار ردود فعل غاضبة ومستهجنة، خصوصا أن التصريح جاء خلال الزيارة التي قام بها مهيدات لنقابة الصيادلة ولقائه نقيب الصيادلة الدكتور محمد عبابنة واعضاء مجلس النقابة بحضور مديرة الدواء د.امل ابوالرب.

وترفض قموة ما وصفته بالمزاعم أن الصناعة الدوائية تساهم بشكل ايجابي في خفض الفاتورة العلاجية وكذلك في تعديل الميزان التجاري للأردن وخفض عجزه، وتقول
“أن مثل هذه الإدعاءات الغريبة بعيدة عن الصحة ومضللة وتثير الاستهجان لأنها تفتقر إلى المنطق ولغة الأرقام الاقتصادية المتبعة في تسعير الدواء سواء أكان المنتج محلياً ( الجنيس) والمستورد أجنبياً ( الاصيل)ً”.

إقرأ أيضا: هكذا تواجه الحكومة إقبال الأردنيين على شراء الأدوية من الخارج

وتتهم قموة المؤسسة العامة للغذاء والدواء انها تتنتهج تعليمات تسعير “لا تخدم إلا جيوب أصحاب المصالح بل أنها مجحفة بحق المتلقين للدواء”.

وتوضح أن المؤسسة تعتمد التسعيرة باحتساب الوسيط لتسعيرة الدواء باعتماد الدول الأوروبية التالية: بريطانيا،اسبانيا، فرنسا، ايطاليا، بلجيكا، اليونان وهولندا أو أيهما أقل مقارنة بالتسعيرة المعتمدة لدى المملكة العربية السعودية.

وتضيف الدكتورة انه لدى مقارنة الأسعار مع المنظمة الدولية لتسعيرة الدواء MSH من قبل منظمة الصحة العالمية وجد أن أسعار الأدوية في الأردن أعلى ب( 15 ) ضعف بالمقارنة مع أسعارها بالدول التي تقاربنا بمستوى الدخل الشهري للأسرة بينما في سوريا أربعة أضعاف وفي لبنان ستة أضعاف.

وبحسب قموة يعود ارتفاع أسعار الأدوية في الأردن لدعم تصدير الدواء المنتج محلياً حيث أن آلية التسعير المتبعة حالياً وضعت لخدمة هدف التصدير وليس لخدمة المواطن الأردني، مما عكس ارتفاع سعر الدواء المستورد كون الدواء المنتج محليا (الجنيس) يسعر ب(80%) من سعر الدواء الأصيل المستورد، وفق قولها.

ولفتت المسؤول السابقة في “الغذاء والدواء” ، إلى أن نسبة الربح الذي يفرضه المستورد على الدواء في الأردن 30% بينما في سوريا 8% وتونس 8,7% ولبنان 10%. بينما نسبة الربح للدواء المنتج محليا (الجنيس) أي ليس أصيل يتراوح بين 600_1000% ، مشيرةً إلى أن المواد الخام مستوردة من الهند والصين بأسعارمنخفضة ليترتب عليه تدني بالجودة أما المواد الخام المستخدمة لإنتاج الأدوية لأمور التصدير يتم تصنيعها في ألمانيا والبرتغال، علما أن 30% من الدواء لدينا بالأردن منتج محلي والباقي مستورد، حسب قولها.

“الدواء المنتج محليا يحظى بامتيازات عديدة حيث أن المواد الخام الداخلة بالصناعة معفاة من الضريبة وكذلك لا تفرض الحكومة أية ضرائب على الأدوية المصنعة محليا لدى تصديرها وبالتالي لا يدخل خزينة الدولة أية مبالغ من وراء هذه الصناعة رغم أن هذه الصناعة تعود على أصحابها بأرباح طائلة”، قالت قموة.

الناطقة السابقة باسم نقابة الأطباء ميسم عكروش قالت إن أسعار الدواء في الأردن تزيد عن 3 أضعاف أسعاره في المناطق المجاورة.

وأشارت عكروش، إلى أن المريض الذي يعاني من مرض مزمن إذا لم يقوَ على دفع ثمن أدويته قد يضطر إلى تركها، وسيرهق القطاع الطبي أكثر، وأن 40% من الأردنيين تزيد أعمارهم عن 40 عاما، ولديهم على الأقل 4 عوامل خطر للأمراض المزمنة.

ولفتت إلى أن خفض أسعار الأدوية محلية الصنع قد يساهم بتقليل إحضار الأدوية من الخارج، موضحة أن هناك أدوية محلية الصنع أسعارها أغلى من الأدوية المستوردة.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: