خبير اقتصادي: الحكومة تتحمّل مسؤولية “رعب المولات” الذي شهدناه

خبير اقتصادي: الحكومة تتحمّل مسؤولية “رعب المولات” الذي شهدناه

عمّان – البوصلة

أكدّ الخبير الاقتصادي محمد البشير في تصريحاتٍ لـ “البوصلة”، أن ما شهده الأردن من تهافت المواطنين على الأسواق بالأمس لشراء السلع بكميات كبيرة وتكديسها “أمرٌ مؤسف” تتحمّل مسؤوليته الحكومة بالدرجة الأولى عبر رزمة القرارات التي صدمت بها الشارع الأردني دفعة واحدة.

وقال البشير إنّ هذا السلوك الشرائي السلبي يعزز واقع الحال الذي تتسع فيها فجوة الثقة بين المواطن الأردني والحكومة، الأمر الذي انعكس على سلوك المواطنين رغم احتفال الحكومة بخلوّ الأردن من كورونا وتصريحات الحكومة المتتالية حول وجود مخزون كافٍ وآمن من السلع الأساسية؛ لكن المواطن عبر في سلوكه على التهافت على السلع وشرائها عن انعدام ثقته بحكومته وأن هناك أمرًا غير عادي تخفيه، خاصة بعد الإعلان عن حالة إصابة بكورونا لمواطنة كندية مرت بالأردن ولم تكتشفها السلطات.  

وأشار البشير إلى أن رزمة قرارات الحكومة كانت ردة فعل سريعة على خبر خروج مواطنة كندية مصابة بكورونا مرت بالأردن قادمة من مصر، الأمر الذي أوصل الحكومة لقناعة أن هناك عدم سيطرة على واقع الحال، ما دفعها إلى اللجوء إلى هذا الإجراء الشامل رغم تأكيدها قبل ساعات أو يوم أن الأردن خالٍ من الإصابات بـ “كورونا”.

ونوه إلى أن وزير الصحة كان يحتفل بالمصاب بكورونا أنه تعافى وخرج من المستشفى والفيديوهات كانت تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لتؤكد أن الأردن خالٍ، ولكن الحالة الكندية المصابة التي لم تكتشفها السلطات الأردنية وهي تدّعي عدم وجود إصابات، ما دفعها لهذه القرارات الواسعة والأفقية، بحيث شملت كل التجمعات.

مشهد مؤسف

وأضاف أن ردة الفعل على قرارات الحكومة كانت متمثلة في “حالة الرعب” الذي ساد المولات، واكتظ الناس، الأمر الذي يؤكد أن المواطنين ما زالوا غير متجاوبين مع “الإجراءات الحكومية”.

وشدد على أن هذا سلوك غير طبيعي من الأردنيين بشكل أو بآخر عبر التهافت على مظاهر سلبية في طريقة الشراء، ورأينا أردنيين يخزنون بشكل كبير بضائع ربما عمرها التخزيني أيام فقط.

وأكد أن الحكومة ما زالت مزعزعة لأسباب متعددة وكثيرة، وهذا جزء كبير من مشاكلنا التي يعاني منها الأردن على كل الصعد.

ونوه إلى أن الحكومة كانت أمام امتحان صعبٍ وعسير، فهذه مشكلة عالمية وأكبر الدول في العالم ترصد مليارات لمواجهة هذا الوباء الذي يشكل تهديدًا كبيرًا على الناس، مشددًا على أنه بالنتيجة نحن نرى قطعات مثل الطيران والسياحة وكل القطاعات الخدمية على وجه الخصوص تأثرت، ولن يكون الأردن بعيدًا عن هذا التأثر.

وشدد البشير على ضرورة أن تتبع الحكومة سياسة الوضوح والصراحة والشفافية لأنها مسائل مهمّة، ونحن نعلم جميعًا أنه لا يمكن إخفاء أي معلومة أو خبر، لكن الناس بحاجة لطمأنة حقيقية من المسؤولين وهذا الذي عانينا منه جميعًا كأردنيين.

ونوه إلى أن هذا مرض ووباء ليس من المخجل التصريح عنه والاعتراف بالحقيقة، أو الاعتراف بأن الإجراءات غير كافية أو أننا لا نملك وسائل كافية للتصدي وبالتالي الطلب من المواطنين التعاون حتى نصل إلى الوسائل الكافية لمواجهة المرض.

وأشار إلى أن الإشاعات كثيرة، خاصة فيما يتعلق أن المواطنين يذهبون إلى المستشفيات ولا يجدون ما تتحدث عنه الحكومة وتدعيه.

الامتحان الصعب

وشدد البشير بالقول: نحن أمام امتحان صعب ونحن بحاجة لتعاون الجميع ولا خيار لدينا إلا أن نقبل حقيقة بتعليمات الحكومة والجهات المعنية باعتبار أننا لا نستطيع اختراع حكومة جديدة أو وزير صحة جديد، فنحن بحاجة لتعاون الجميع حتى تمر هذه المرحلة الصعبة.

وعبر عن أسفه لاستمرار مظاهر التهافت على السلع حتى أن بعض المواطنين يشترون كميات كبيرة من اللحوم المطبوخة “السنيورة” علما أنها سلع عمرها التخزيني قصير جدًا.

وحذر من أن المواطنين بسلوكهم السلبي هذا وكأنّهم يقولون للحكومة نحن لسنا صادقين حين نقول إنه ليس لدينا سيولة وأوضاعنا صعبة ودخله لا يكفيه، ثم ترى الحكومة المواطن يذهب بطريقة استثنائية للمول وينفق إنفاقًا غير عادي ويشتري كميات كبيرة من الأغذية ليكدسها.

وأكد أن هذا يدلل على أن الجميع يتصرف بغير وعيٍ أحيانًا، وبدون قراءة موضوعية ودقيقية للأحداث التي نمر بها.

وقال البشير: الأفضل أن تبقى هذه السلع في أماكنها الصحيح دون اللجوء للتكديس، والذين يتهافتون على شراء السلع وتكديسها يجب أن يعلموا أنهم يأخذونها على حساب أقاربهم وجيرانهم وأهلهم الذين لن يجدوها لاحقًا.

ومن جانب آخر، يرى البشير أن علينا النظر إلى هذا الواقع كفرصة لنعود إلى الاعتماد على إمكانياتنا الذاتية وكيف نستطيع تطوير صناعتنا وزراعتنا بحيث نلبي حاجة المجتمع محليًا ونحد من الاستيراد الذي سيحد تلقائيًا خلال الفترة المقبلة خاصة في حاجاتنا من السلع الأساسية التي نستورد أكثر من 50%.

وختم حديثه بالتشديد على أنه يجب على الحكومة أن تعالج جوهر المشكلة الاقتصادية المتعلق في عدم قدرتنا على رفع النموّ، ومعالجة مشاكل الطاقة وانعكاسها على الاقتصاد واستغلال فرصة انخفاض أسعار النفط في هذا الجانب.

الرزاز يطمئن الأردنيين

بدوره طمأن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز الأردنيين في رسالة صوتية بثها مكتبه صباح اليوم من أن لدى الأردن مخزون كافٍ من السلع الأساسية.

وطالب المواطنين بعدم التهافت على السلع وعدم الخوف، وتفادي الازدحام في المحلات واي مكان آخر، وعدم تكديس الأغذية التي تنتهي صلاحيتها بسرعة.

وحذر من ارتفاع سعر سلع معينة اذا ما صار طلب غير اعتيادي عليها.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: