خبير اقتصادي بريطاني يحذر من انهيار سلاسل توريد الغذاء العالمية

خبير اقتصادي بريطاني يحذر من انهيار سلاسل توريد الغذاء العالمية

عمّان – البوصلة

حذر الخبير الاقتصادي والكاتب بصحيفة الغارديان البريطانية، ويل هوتون، من خطورة تفاقم أزمة الغذاء العالمية إذا ما انهارت سلاسل التوريد العالمية، مؤكدًا على ضرورة أن يتعايش العالم مع إمكانية مثل هذا الأمر ويعتاد عليه.

وقال الكاتب في مقالته التي ترجمتها “البوصلة” إنّ الحصار الروسي الناجح لأوكرانيا أسقط كل الافتراضات التي كنا نعتقدها حول توفر الطعام دائما حول العالم وإمكانية شرائه لا سيما بعد خنق روسيا للصادرات الأوكرانية المهمة للغاية من حبوب وزيوت.

وأشار هوتون إلى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة التي حذر فيها من شبح نقص الغذاء في العالم، وكذلك تحذيرات محافظ بنك إنجلترا من إمكانية نفاد الطعام من العالم، مؤكدًا على أنّ تحذيرات الأخير وعلى الرغم من السخرية التي تعرضت لها إلا أنّها “تحذيرات محقة”.

وحذر من أنه وعلى الرغم من الإشادة الغربية بالإنجازات الرائعة لأوكرانيا في ساحة المعركة، إلا أنّ روسيا ما زالت تمتلك أوراقًا في هذه الحرب قد تثبت حتى الآن أنها تصب في مصلحتها والحسم لصالحها.

وأوضح هوتون أن ما يثير هذه التحذيرات هو أنه لا توجد وسيلة لاستبدال صادرات الحبوب الأوكرانية ، التي تشكل 9٪ من صادرات العالم، والتي تفاقمت بسبب تراجع صادرات الحبوب الروسية، لافتًا إلى أنّه “يمكن لجزء ضئيل فقط من محاصيل الحبوب في أوكرانيا أن يجد طريقه إلى الأسواق العالمية عن طريق البر أو عبر الموانئ في رومانيا – وليس لدى روسيا نية لرفع حصارها بينما تواجه عقوبات قد تستمر لسنوات”.

وشدد على أنه من المؤكد أن سعر الحبوب سيرتفع – فهو بالفعل أعلى بنسبة 59٪ مما كان عليه في يناير – مؤكدًا على أنّ الدول الفقيرة التي لا تملك دفع سعره لن تستطيع الحصول على حاجتها الأمر الذي من شأنه أن يزيد من احتمالية انتشار المجاعة إلى مئات الملايين في البلدان الفقيرة وتدفق جديد من اللاجئين.

وحذر الكاتب بريطانيا من الاستمرار في سياساتها الرعناء المتعلقة في ملف الغذاء وتوريده بينها وبين الاتحاد الأوروبي وضرورة استمرار التعاون في السياسات الزراعية المشتركة لضمان الأمن الغذائي الأوروبي.

وانتقد سياسة حكومة جونسون، واتهمها بالتهور وعدم الكفاءة، لا سيما وأنها مستعدة للمخاطرة بحرب تجارية في الاتحاد الأوروبي من خلال إلغاء معاهدة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من جانب واحد.

وتساءل هوتون: لماذا يجب على أعضاء الاتحاد الأوروبي أن يلعبوا الكرة مع دولة يرون أن زعيمها مهرج مخادع في حق حزبه؟، على حد تعبيره، محذرًا في الوقت ذاته من أنّ الاتحاد الأوروبي يمكنه اتخاذ إجراءات وسياسات قد تؤدي لنقص الغذاء في بريطانيا، لا سيما ما يتعلق منها “الأسمدة” على سبيل المثال.

واتهم الخبير الاقتصادي المنظومة الفكرية التي تقود بريطانيا في هذه اللحظة بالغباء الذي من شأنه أن يعرض البلاد لمزيد من المخاطر، مؤكدًا على أن تشكل المرونة والاستدامة في إنتاج الغذاء وتوزيعه، جنبًا إلى جنب مع ضمان قدرة الجميع على تناول نظام غذائي صحي ، لبنة أساسية في حضارة بريطانيا.

ولفت هوتون إلى ارتفاع التضخم الأسبوع الماضي في بريطانيا إلى 9٪ مدفوعا بفواتير الطاقة غير المقيدة وتصاعد أسعار المواد الغذائية، مؤكدًا أن معدل التضخم في بريطانيا  الأعلى في الدول السبع  يرجع إلى أن “لدينا النظام الأقل مرونة والأكثر اعتمادًا على السوق لتقديم السلع والخدمات الرئيسية، ولأنها ليست عضوًا في إحدى الكتل الكبيرة القادرة جزئيًا على حماية نفسها من الصراعات الدولية حتى أصبحت كقطعة فلين ملقاة بلا حولٍ لها ولا قوة في المحيط”، على حد وصفه.

وختم الكاتب مقالته بالقول: أُسدل الستار أخيرًا على تجربة تاتشر العظيمة، لكن المؤسف والمأساوي هو أن الملايين منّا سيكتشفون بطريقة بالغة الصعوبة إلى أي مدى كان قادتنا مخطئين في هذا الجانب، ولكن بعد أن يضطر هؤلاء إمّا لتناول الطعام الفاسد، أو التعايش مع السيناريو الأسوأ من ذلك وهو تحمّل “الجوع”.

لمطالعة المقالة كاملة: (إضغط هنا )

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: