دخول وخروج وزراء “تأزيم” و”تكنوقراط”.. قراءة في تشكيلة حكومة الخصاونة

دخول وخروج وزراء “تأزيم” و”تكنوقراط”.. قراءة في تشكيلة حكومة الخصاونة

عمان – البوصلة

يبدو أن رئيس الوزراء الجديد بشر الخصاونة، تعلم من الخطأ الذي وقعت فيه حكومة سلفه عمر الرزاز، حيث تلقت انتقادات واسعة، بسبب التشكيلة التي اختارها، والتي وصفت بأنها حكومة “المحاسيب والمعارف”.

ويدرك جيدا الرئيس الجديد بأن المهمة التي أوكلت له ليست سهلة، وأن المرحلة المقبلة ستكون مثقلة بالتحديات والعقبات التي ستواجه الحكومة وفريقها الوزاري، خصوصا تخطي أزمة فيروس كورونا الذي بدأ بمرحلة الانتشار المجتمعي، وانعكاسات ذلك على الاقتصاد الأردني الذي يعاني تحديات قبل الجائحة.

الخصاونة، الذي حافظ على عدد من وزراء حكومة الرزاز، أراد أن يوصل رسالة للشعب الأردني مفادها بأن حكومته الجديدة هي من أصحاب الخبرات في قطاعاتهم، (حكومة تكنوقراط)، خصوصا مع اختيار الناطق باسم لجنة الأوبئة نذير عبيدات وزيرا للصحة، والخبير الاقتصادي معن القطامين وزيرا للعمل.

فالرئيس الذي أغلق حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي عقب تكليفه مباشرة، على عكس سلفه عمر الرزاز، الذي استهل بداية حكومته من وسائل التواصل الاجتماعي، وكأن الرئيس الجديد يريد أن يقول بأن الحكومات مكانها “الميدان” وليس “السوشيال ميديا”، في انتقاد مبطن للحكومة السابقة.

نواب للرئيس

استعان “الخصاونة” بنواب للرئيس وهو ما استغنى عنه الرزاز في التعديل الأخير، حيث بقي من دون نواب، بعد خروج رجائي المعشر من التشكيلة الحكومية.

وسيكون بإمكان الخصاونة قدرة أكبر للتحرك، بعدما أوكل مهمات كبيرة لنوابه، حيث سيكون الوزير الأسبق أمية طوقان نائبا للرئيس للشؤون الاقتصادية، وتوفيق كريشان نائبا للشؤون المحلية ووزيرا للإدارة المحلية، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، نائبا للرئيس للشؤون السياسية.

ويرى مراقبون بأن اختيار 3 نواب للرئيس، يشير إلى حجم المسؤولية الملقاة على كاهل الحكومة الجديدة، سواء من الناحية المحلية أو الاقتصادية أو السياسية، خصوصا وأن المنطقة ككل تمر بمتغيرات جذرية تفرض على الأردن ظروفا استثنائية، لا سيما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وزراء تأزيم غادروا

استبعد الرئيس الجديد، عددا من الوزراء الذين كانوا يعرفون بأنهم “وزراء تأزيم” من تشكيلة حكومته الجديدة، كانوا أثاروا جدلا كبيرا في الشارع الأردني، بسبب قرارات ومواقف، لا تخدم المصلحة العامة، وكانت جدلية.
وخرج من حكومة “الخصاونة” وزير العمل نضال البطاينة، الذي لعب دورا بارزا في بداية أزمة كورونا لكنه لم يرق إلى المستوى المأمول وتسببت بعض القرارات التي اتخذها بحالة جدل في الشارع الأردني.

كما خرج من الحكومة وزير الداخلية سلامة حماد، الذي حمل كثيرا من الانتقادات، خصوصا خلال أزمة “نقابة المعلمين” والإضراب في العام 2019، وما لحقها من إجراءات، فضلا عن قرارات وإجراءات أخرى سببت جدلا في الشارع الأردني.
ومن الوزراء الذين غادروا التشكيلة الوزارية، وينظر إليهم إلى أنهم وزراء “تأزيم” وهم وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء سامي الداود ووزير الإدارة المحلية وليد المصري، حيث حافظ الأخير على موقعه سنوات طويلة، وبقي مثارا للجدل، لاسيما ما يتعلق بأزمة بلدية الزرقاء الكبرى.

كما غادر الحكومة وزير الاقتصاد الرقمي والريادة مثنى الغرايبة الذي طالما أثار جدلا في الشارع الأردني ومجلس النواب.

وزير جدلي

لعل الاسم الذي لفت الانتباه في التشكيلة الحكومية الجديدة، وهو وزير الدولة محمود الخرابشة، والذي طالما أثار الجدل في مجلس النواب، وعبر وسائل الإعلام، فيما أثار جدلا كبيرا بعد خسارته في الانتخابات النيابية الماضية، بسبب تصرفات من قبل مناصريه.

وزراء كفاءات (تكنوقراط)

وربما سعى الخصاونة أن يطعم تشكيلته الجديدة بوزراء “تكنوقراط” وأبرزهم نذير عبيدات الذي كان بارزا في ملف أزمة فيروس كورونا، وعين ناطقا باسم لجنة الأوبة، حيث يشير اختياره إلى السعي الحكومي للتعامل مع الجائحة بمنطق علمي، بحكم خبرة عبيدات في مجال الأوبئة.

واختار الخصاونة في حكومته الرئيس التنفيذي السابق لشركة الاتصالات “زين الأردن” أحمد الهناندة والذي حقق نجاحات كبيرة في الشركة على المستوى المحلي.

لكن اختيار الناشط والخبير الاقتصادي معن القطامين، هو المفاجئة في حكومة الخصاونة، ولطالما كان القطامين من الناقدين بشدة لأداء الحكومات المتعاقبة، وكان يطرح ويقدم لها حلولا اقتصادية، لكن السؤال الذي رافق اختياره، هو “هل يتمكن وزير العمل الجديد من تحقيق الأفكار التي كان ينادي بها على الأرض في ظل الواقع الحالي؟”.

ومن بين الوزراء الجدد الذين يعدوا من أصحاب الكفاءات والخبرات، وزير التعليم العالي محمد أبو قديس، ووزير النقل مروان الخيطان، ووزير التخطيط والتعاون الدولي ناصر الشريدة.

خروج نجما كورونا

وشكل خروج وزراء لمع نجمهم بشكل كبير جدا خلال أزمة كورونا، وأبرزهم وزير الصحة سعد جابر الذي اعتاد الأردنيون على رؤيته بشكل شبه يومي ليوضح تطورات الحالة الوبائية، وأصبح مرتبطا بأي حدث يتعلق بأزمة وباء كورونا.

لكن “جابر” واجه انتقادات في الآونة الأخير، خصوصا بسبب تصريحاته المتناقضة حول فيروس كورونا، وأبرزها أن الفيروس “نشف ومات” وتصريحه بأن “الشماغ يمكن أن يحل مكان الكمامة”، مما استدعى ردا من منظمة الصحة العالمية.

والوزير الأخر الذي عرفه الأردنيون بشكل كبير خلال أزمة فيروس كورونا، وهو وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة أمجد العضايلة، فالوزير اكتسب احتراما في الشارع الأردن، وشكل خروج مفاجئة للأردنيين، إذ عرف باتزانه وهدوءه في الايجازات والمؤتمرات والمقابلات الإعلامية.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: