“دراسات الشرق الأوسط” يعلن “ملامح استراتيجية عربية للتعامل مع الصراع العربي- الإسرائيلي 2022-2030”

“دراسات الشرق الأوسط” يعلن “ملامح استراتيجية عربية للتعامل مع الصراع العربي- الإسرائيلي 2022-2030”

عمان – خليل قنديل

أعلن مركز دراسات الشرق الأوسط في مؤتمر صحفي عقده ظهر اليوم عن ملامح استراتيجية عربية جديدة للتعامل مع الصراع العربي- الإسرائيلي للأعوام 2022-2030، والتي أكدت على التعامل مع الكيان الصهيوني بوصفها تهديداً وجودياً للأمن القومي العربي وتهديداً وجودياً للشعب الفلسطيني، ما يتطلب بناء الاستراتيجية في التعامل مع الصراع العربي- الإسرائيلي على أساس المواجهة والاحتواء والتحجيم للتمدد الإسرائيلي والمشروع الصهيوني التوسّعي، وخفض مخاطره على القضية الفلسطينية وعلى الأمن القومي العربي ومصالح الأمة العليا.

وأشار المركز خلال المؤتمر الصحفي الذي تحدث فيه كل من رئيس مجلس أمناء المركز الدكتور محمد ابو حمور ورئيس المركز جواد الحمد والمدير التنفيذي للمركز الدكتور بيان العمري، إلى أن هذه العملية في بناء الاستراتيجية وصياغتها على هذا النحو يهدف إلى رسم مسار فكري واستراتيجي يساهم في خدمة المسار السياسي والاستراتيجي العملي، الفلسطيني والعربي، تجاه إدارة الصراع لصالح الأمن القومي والمصالح العربية، وتجاه تحقيق المصالح والحقوق الفلسطينية الثابتة.

وأكد الحمد الذي استعرض الملخص التنفيذي للاستراتيجية العربية أن ما تراه الاستراتيجية المقترحة بمثل رؤية واقعية ممكنة التحقيق في ظل المعطيات والمتغيرات  والتحولات على الصعيد الفلسطيني  والاسرائيلي سواء في مسار التسوية أو في مسار المقاومة، مشيراً إلى أن تجربة أكثر من 40 عاماً من مسار التسوية والمعاهدات (1978، 1993، 1994) تؤكد أن الكيان الصهيوني يستغلها جيمعاً لإدارة الصراع دون حله فيما تستمر بسياساتها العدوانية الاستيطانية والتهويدية، وليس في وارد السياسة الإسرائيلية عبر هذه المعاهدات أو الاتفاقات مع الدول العربية حل القضية الفلسطينية وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني.

وأشار الحمد إلى أن هذه الاستراتيجية تتطلع إلى استثمار الإمكانات والمقوّمات على مختلف المستويات كعدالة القضية الفلسطينية، وامتلاك الدول العربية عموماً ودول الطوق خصوصاً إمكانات عسكرية نظامية كبيرة، مع تفوّق من حيث العدد على جيش الاحتلال، إضافة إلى المقاومات الشعبية المسلحة الفلسطينية واللبنانية، والتعاطف العربي والإسلامي الشعبي والدولي، وفي المقابل، تركّز الاستراتيجية جهودها على تحييد مكامن الضعف والتغلب عليها، مثل تبعية الاقتصاد الفلسطيني لإسرائيل، وتزايد حاجة الشعب الفلسطيني للمساعدات الخارجية واستغلالها سياسياً في الضغط على الموقف الفلسطيني، والتزام الأردن ومصر باستحقاقات معاهدات السلام، وتمسك الأطراف الرسمية العربية بالتسوية السياسية والمفاوضات خياراً استراتيجياً ووحيداً في إدارة العلاقة مع إسرائيل، وتراجع دور وفاعلية مؤسسات العمل العربي المشترك تجاه القضية الفلسطينية.

وقد حدّدت هذه الاستراتيجية أهدافاً تنفيذية على المستويين القريب والمتوسط متمثلة بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وإعادة إنتاج مشروع وطني فلسطيني، ودعم وإحياء وتفعيل خيار المقاومة كحقّ مشروع، وتعبئة الشعوب العربية وتوعيتها بمخاطر وعدائية إسرائيل، ووقف وإنهاء مسارات التطبيع العربية- الإسرائيلية، وعدم السماح لإسرائيل بالتأثير في العلاقات الفلسطينية والعربية على أي مستوى كان، إضافة إلى تثبيت وتعزيز المكتسبات الإقليمية والدولية للقضية الفلسطينية فلسطينياً وعربياً.

فيما أشار العمري الذي تلا البيان الصحفي للمؤتمر إلى أن هذه الرؤية جاءت خلاصة لنتاجات عدة ندوات وورش عمل عقدها المركز كان آخرها ندوة عقدت بنفس العنوان بمشاركة 60 من الخبراء والأكاديميين ورجال السياسة من 7 بلدان عربية، وقُدِّمت فيها 23 ورقة بحثية توصلت إلى ملامح استراتيجية عربية جديدة للتعامل مع الصراع العربي- الإسرائيلي، وعمل على صياغتها فريق من الخبراء والأكاديميين المتخصصين على مدار أشهر، مستندين كذلك إلى نتاج جهد متواصل منذ سنوات من مخرجات مؤتمرات وندوات تناولت ملفات الصراع وقضاياه المتعددة، سواء على المستوى العربي، أو على مستوى الاحتلال الإسرائيلي، كما تم استشارة  نخبة فكرية عربية واسعة فيها حيث ساهموا في تطويرها.

وبحسب العمري قد اعتمدت بناء هذه الاستراتيجية على سلسلة من البرامج العلمية والفكرية والأكاديمية المتعددة بدءاً من المؤتمر الضخم الذي عقده المركز في عمّان  عام 2005 بعنوان “العرب وإسرائيل عام 2015، السيناريوهات المحتملة”، وتبعته 4 ندوات متخصصة عام 2006 في كل من بيروت وصنعاء ودمشق والقاهرة حول السياسات العربية والفلسطينية اللازمة للتعامل مع الصراع ثم ندوة “إسرائيل ومستقبلها حتى العام 2015″، التي عقدت عام 2007 ، ثم مؤتمر “مشاريع التغيير في المنطقة العربية ومستقبلها” عام 2009 والذي قدّم رؤية استراييجية لمشروع عربي إسلامي للتعامل مع هذه المشاريع، وعلى رأسها التعامل مع المشروع الصهيوني وكيانه السياسي التوسعي- إسرائيل،  وفي عام 2012 قدّم المركز رؤية في استراتيجية النضال الفلسطيني الشامل فلسطينياً وعربياً ودولياً.

كما عقد المركز منذ عام 2008 وحتى عام 2021 ندوات وحلقات دراسية متخصصة لتحليل هذه المواجهات ودراسة نتائجها وما أفرزته من فرص لمواجهة إسرائيل وعدوانها على الشعب الفلسطيني، لا سيما بعد معركة “سيف القدس” عام 2021، و شارك في هذه المؤتمرات والندوات ما لا يقلّ عن 200 باحث وخبير وسياسي واستراتيجي عربيّ.
وأكد العمري أن َّ تَوفّرَ مثل هذه الاستراتيجية الجديدة  في ظل تحولات القضية الفلسطينية، يضع القيادات الرسمية والشعبية العربية والفلسطينية أمام مسئولية استثمار الفرص ومواجهة التهديدات، وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني، وعزل إسرائيل، وبما يفتح للأمة العربية وللشعب الفلسطيني البدائل والخيارات العديدة لهذه المواجهة، ويساعد في تحسين الأداء في إدارة الصراع وتحقيق الهدف الاستراتيجي بالتحرير والعودة لفلسطين التاريخية، وبما يفرض على الفكر العربي والسياسة العربية والقوى والحكومات التعامل بجدية وعلمية ومنهجية مع هذه المتغيرات والتحولات بهدف تحقيق الأهداف  الغربية في مواجهة إسرائيل والمشروع الصهيوني.

ورغم بعض التباينات في الرؤى العربية تجاه النظرة لواقع القضية الفلسطينية وموقعها في سلم الأولويات، لكن القضيّة الفلسطينية وقضية الصراع العربي- الإسرائيلي تبقى دوماً هي القضية المركزية للأمة العربية، الأمر الذي يحتّم اهمية إدارة المواجهة والصراع قومياً ووطنيا بما يعيد الحقوق لأصحابها وبما يوقف العدوان والاحتلال الاسرائيلي، مشيراً إلى حرص مركز دراسات الشرق الأوسط منذ أربعة أشهر على إيصال هذه الاستراتيجية للزعماء والقادة العرب كافة، ولقادة القوى السياسية العربية والفلسطينية جميعاً، ولعدد كبير من المفكرين والأكاديميين والعرب، والعمل متواصل لضمان وصولها لكل المعنيين بالصراع وبالقضية الفلسطينية.

وقد تضمّنت هذه الاستراتيجية عناوين رئيسية بارزة كالأهداف الاستراتيجية والتنفيذية والوسائل والأساليب، كما استعرضت عناصر القوة والإمكانات العربية المتاحة القابلة للاستثمار في تحقيق الأهداف، ولم تغفل التحديات ونقاط الضعف، وعلى عدة مستويات، الفلسطينية ولدول الطوق العربية وللأمة العربية بشكل عام.

وأضاف العمري ” نتطلع اليوم، وفي ظل البيئة السياسية والاستراتيجية في الشرق الأوسط، أن تأخذ هذه الاستراتيجية طريقها للتطبيق الفوري، لما نعتقده من أنها الاستراتيجية الناجعة في إنهاء أطول قضية احتلال غاشم يشهدها العصر الحديث، وأطول قضية تشريد وتهجير عاشها شعب من شعوب الأرض للوصول إلى حقوقه الكاملة في تحرير أرضه وتطبيق عودته وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على أرضه، وإقامة علاقاته السياسية والدبلوماسية الطبيعية مع كل دول العالم، ونضع هذه الاستراتيجية بين يدي الحكومات العربية والقوى والأحزاب السياسية والقوى الاجتماعية الفلسطينية والعربية  لياخذ كل طرف دوره فيها لتحقيق رؤيتها وأهدافها”.

لمطالعة الإستراتيجية:

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: