دعاء ما بعد الأربعين

دعاء ما بعد الأربعين

نشرة ” فَاعتبِرُوا ” 116

د. عبدالحميد القضاة

          إلي كل من تجاوز سن الاربعين، ذكرا كان أو أنثى، إحفظ وإقراء وافهم دعاء ما بعد الأربعين، وانشره وشاركه غيرك، ليكن أجره في ميزان حسناتك باذن الله،  فهل تعلم ما هو؟ .

          يقول أحد المربين لقد تعلمتُ من إبنتي درساً لا أنساه، اذ كانت تحفظُ  في سورة الأحقاف،

ففوجئت بها تسألني : أبي كم عمرك ؟، قلت لها مبتسماً  44 سنة، فقالت : يعني قد بلغت الاربعين منذ أربع سنوات؟، فهل تقول دعاء ما بعد الأربعين؟، قلت: وهل هناك دعاء خاص؟.

          فابتسمت وقالت : شرحت لنا المعلمة قول الله تعالى في سورة الأحقاف:” وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ “.

          أخبرتني معلمتي بأن أباها يقول هذا الدعاء منذ ثلاثين عاما، والآن سنهُ ناهز الثمانين عاما، ولا زال يتمتع بصحة جيدة ونشاط منقطع النظير، وهذه من ثمرات ” لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ” .

          قالت صغيرتي أجعل هذا الدعاء ورداً لكٓ في كل حين، فشكرتها كثيرا على كلماتها الرائعة ، ووصيتها الثمينة، وقبّلت رأسها، وحمدتُ الله أنّ فلذات أكبادنا بأيد أمينة ومعلمات صالحات.   

هل تعلم؟!

          أنّ واحداً بالمائةِ يحكمون العالمَ أو يتحكّمون في إقتصاده؟!، وأنّ أربعةً بالمائة يعملونَ لصالحهم لتنفيذِ هذه المهمةِ، وأنّ خمسةً بالمائة مفكرون ومثقفونَ يعرفون هذه الحقيقةِ، وأنّ تسعينَ بالمائةِ من الناسِ لا يُدركون هذه الحقيقةِ ويعيشونَ في غفلةٍ، وكلُ الصراعاتِ تدورُ حولَ محاولةِ الأربعةِ بالمائةِ لمنعِ الخمسةِ بالمائةِ من إيقاظِ التسعينَ بالمائةِ لصالحِ الواحدِ بالمائةِ، “وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ”.       

صالحٌ أم مُصلحٌ

          أكثر الناس يحبون الرجل صالحاً ويكرهونه مصلحاً، فتجدهم يحبُون الصالحين ويعادون المُصلحين، لقد أحبَ أهل مكة محمداً صلّى الله عليه وسلم قبل البعثة لأنه صالحاً؛ ولكن لما بعثه الله تعالى وصار مصلحًا عادوه، وقالوا ساحرٌ كذاب مجنون، السبب لأن المصلح يصطدم بصخرة أهوائهم ورغباتهم، قال أهل العلم: مصلحٌ واحدٌ أحبُ إلى الله من ألف صالح، لأنّ المصلح قد يحمي الله به أمةً كاملةً، والصالحُ يكتفي بحماية نفسه فقط، قال تعالى: ” وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ”، ولم يقل “صالحون”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: