“دعم المقاومة وحماية الوطن”: نرفض الضغوط الأمريكية على الأردن لإلحاقه بمنتدى النقب التطبيعي (شاهد)

“دعم المقاومة وحماية الوطن”: نرفض الضغوط الأمريكية على الأردن لإلحاقه بمنتدى النقب التطبيعي (شاهد)

طالب صانع القرار الأردني بعدم الرضوخ مهما كانت ومن أيّ جهة كانت

عمّان – ليث النمرات

أعلن الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، الثلاثاء رفضه المطلق لأي تدخلات خصوصا الأمريكية في الشأن المحلي الأردني، لاسيما فيما يتعلق بالضغوط لدفع الأردن بإلحاقه بمنتدى النقب التطبيعي.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الملتقى في حزب جبهة العمل الإسلامي بالعاصمة عمان.

وأكد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة بأن الملتقى يرفض رفضا مطلقا لأي ضغوط على الأردن ومن أيّ جهة كانت لدفعه للدخول في مسار التطبيع.

رفض التطبيع مهما كانت الضغوط

وألقى كلمة الملتقى عبدالفتاح الكيلاني الذي أكد على ضرورة تصليب الموقف الرسمي الأردني برفض المشاركة في منتدى النقب التطبيعي، مؤكدًا أنّ هذا المؤتمر يأتي في هذا السياق ورفضًا للتطبيع ومنتدياته مهما كانت الضغوط.

وأكد أنه “بينما تمضي القيادة الصهيونية تحت قيادة مستوطنين مجرمين نحو المزيد من العدوان على الشعب الفلسطيني وحركته الأسيرة وتنشب معاول الهدم في القدس، وتسن أسنانها لعدوان إحلالي ضد المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان المبارك”.

وتابع أنه بينما ترد عليها المقاومة بالعمليات البطولية التي تستعيد توازن الردع رغم فارق القوة والعتاد، يمضي بعض النظام الرسمي العربي في مسار تطبيعي بات أقرب إلى تحالف مع الصهيونية، من خلال ما يسمى بـ “اتفاقيات أبراهام”، وبـ”منتدى النقب” المنبثق عن تلك الاتفاقيات التصفوية.

وأضاف، “أمام الضغوط التي تمارس على صانع القرار الأردني لينضم إلى هذا المسار التصفوي، فإننا نؤكد أنّ هذا المسار يشكل تهديدًا على الأردن وحاضره ومستقبله، وأنّ الانجرار إلى المشاركة فيه هو فعل انتحاري، ولا يمكن لعاقل أن يبرر الانتحار تحت الضغط، فمهما كانت الضغوط لا يمكن أن يقبل أن نخنق أنفسنا بأيدينا، ومن هنا فإننا نتوجه إلى صانع القرار الأردني بضرورة رفض الضغوط كائنا ما كان مصدرها، ورفض المشاركة في منتدى النقب اليوم وفي المستقبل.

 وأكد الملتقى في بيانه على عدد من الحقائق، أولها أنّ الاتفاقات المسماة زورًا بالإبراهيمية قامت على صفقة القرن التي أعلن الأردن رفضه الواضح والعلني لها، وجوهرها التطبيع مع الكيان الصهيوني بغض النظر عن ما يحصل على أرض فلسطين، الأمر الذي يترك فلسطين أمام مخاطر الاستيطان والضم وتهويد القدس والترانزفير وتوطين اللاجئين.

ولفت إلى أنّ هذه حلول تصفوية لا تهدد فلسطين وحدها بل إنها تهدد الأردن بالقدر ذاته.

وشدد على أنّ قمة النقب الماضية شكلت غطاء عربيًا رسميًا سافرًا وغير مسبوق للعدوان على المسجد الأقصى.

وعبر الملتقى عن أسفه من أنّ انطلاق القمة من قبر رئيس وزراء الكيان الصهيوني المجرم ديفيد بن جوريون، الذي كان المسؤول المباشر عن تهجير أكثر من مليون فلسطيني، ويحمل في رقبته دماء عشرات الآلاف من الفلسطينيين والأردنيين على حد سواء.

إجماع أردني على دعم المقاومة ورفض التطبيع

وأكد الملتقى على إجماع الشعب الأردني على إدانة موقف الحكومة الأردنية الأخير من العمليات في القدس، لافتا إلى أنّه موقف مناقض تماما لإرادة الأردنيين وتطلعاتهم.

وجاء في البيان: لقت أثبتت التجربة مرة تلو المرة أنّ عدوان هذا المحتل المجرم لا يحده سقف، فبعد مداهنته وإدانة العمليات البطولية المشرفة شرع بأوسع عدوان على الأسرى وعائلاتهم.

وتساءل: “هل لصنّاع القرار الرسمي أن يدركوا أنهم بتوجهاتهم الكارثية لا يناقضون وجدان شعبهم فحسب؛ بل يشجعون المحتل على مزيد من العدوان”.  

وشدد الملتقى على أنّ “هذه المواقف التي باتت أكثر من أن تحصى هي التي تدفعنا أن نتوجه إلى صانع القرار الأردني برسالة الناصح الحريص بأنّ ثمن ممالأة الاحتلال أكبر بكثير من ثمن مواجهته”.

وختم بيانه بالقول: أخيرًا، وبين يدي العدوان الذي يخطط له المحتل وتحرض عليه جماعات الهيكل المجرمة ضد المسجد الأقصى المبارك في رمضان، فإننا نؤكد وقوفنا إلى جانب المرابطين في المسجد الأقصى المبارك، وإلى جانب المقاومين في جنين ونابلس، وعقبة جبر والقدس وغزة وكل فلسطين، وندعو جماهير شعبنا إلى الاستعداد والمشاركة الحاشدة في الفعاليات التي سيدعو الملتقى وستدعو لها القوى السياسية المختلفة، انتصارًا للمقاومة ولأسرانا الأبطال ودفاعًا عن المسجد الأقصى المبارك”.

العمل على توسيع مظلة الملتقى

وفي رده على سؤال “البوصلة” حول شكل الفعاليات القادمة التي يدعو لها الملتقى وهل هي مرتبطة فقط برفض الضغوط على الأردن للمشاركة في منتدى النقب التطبيعي، أكد المهندس مراد العضايلة: إنّ الملتقى يعد العدة لمؤتمر شعبي وملتقى وطني واسع يوسع دائرة الملتقى والمشاركين فيه سواء من الأحزاب السياسية أو الشخصيات الوطنية.

وأضاف بالقول: “في الحقيقة اليوم الأردنيون يدركون هذه المخاطر، وتدرك كل القوى السياسية أنّ الاستهداف للجميع ويمس الأردن كما يمس فلسطين، وأنّ المخاطر لا نتكلم عن أنها شكلية بل وجودية”.

ولفت العضايلة في إجابته إلى مخاطر حقيقية يتحدث عنها الاحتلال متعلقة بـ “الترانزفير، ويهودية الدولة”، وغيرها من القضايا التي تمس الأردن بشكل مباشر، مؤكدًا في الوقت ذاته أنّ الالتهاب الذي يجري داخل الضفة الغربية كله ناتج عن ضغوط صهيونية متواصلة تؤثر في نتيجتها على الأردن، ولذلك نأمل في الأيام القادمة توسيع مظلة هذا الملتقى ليشمل أكبر نطاق ممكن من القوى الوطنية والسياسية والشخصيات الوطنية.

اللقاءات التطبيعية لإنقاذ الكيان الصهيوني من أزمته

من جانبه توجه عماد المالحي ممثل حزب الوحدة الشعبية بالشكر والتحية للأسرى الأبطال الذين يواجهون في هذه اللحظة حالة القمع الصهيوني خلال اقتحام لسجن ريمون وإطلاق قنابل مسيلة للدموع على الأسرى هناك.

وقال: علينا أن نذكر بأنّ هناك 18 أسيرًا أردنيًا يقبعون في سجون الاحتلال الصهيوني.

وأضاف، بتقديري إن موضوع الأسرى والاستفراد الذي يتم بحقهم هي حالة بمنتهى الخطورة، وهذا يتطلب من الكل الوطني إظهار وإبراز ملف الأسرى بشكل أكثر أهمية وإعطائه الأولوية القصوى، وهم الذين تجاوز عددهم الـ 6 آلاف أسير فلسطيني.

ولفت المالحي: في هذا العنوان الرئيسي المطروح اليوم في مؤتمرنا الصحفي، نحن وبشكل واضح وصريح نقول بأننا نرفض بالمطلق زج الأردن في مثل هذه المشاريع التي لا يمكن لها أن تخدم المصالح الوطنية العليا للدولة الأردنية.

وقال إنّ هناك من يسعى إلى تثبيت فهم جديد في المنطقة وهو موضوع المسار والسلام الإبراهيمي الذي يسوق له من على قاعدة موضوع التكامل الاقتصادي في المنطقة ليكون الكيان الصهيوني هو محورها.

 وعبر المالحي عن استغرابه من أنّه اليوم يتم الترويج لمنتدى النقب التطبيعي 2 في المغرب في ظل وضع لم يعشه هذا الكيان من أزمة حقيقية لم يعشها منذ تأسيسه عام 1948م، وهذه اللقاءات التطبيعية المجانية مع الكيان الصهيوني لإخراجه من أزمته الحقيقية.

وشدد على أنّ الشعب الأردني الذي قدم التضحيات منذ القدم ويعلم جيدًا خطورة الكيان الصهيوني، على صنّاع القرار أن يحترموا هذا الشعب ولا يزجوا الأردن في مغامرات من هذا النوع وعدم الرضوخ للمشاركة في منتدى النقب 2 والانضمام لتحالفات ستضر بالأردن ومصالحه الوطنية.

حماية للأردن قبل أن يكون خدمة للقضية الفلسطينية

من جانبه قال عض الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن ميسرة ملص في مداخلة قصيرة، طرح فيها سؤالاً حول ما الذي استجد بين قمة النقب الأولى والثانية، ولماذا يمكن أن نتراجع عن موقفنا المشرف في رفض القمّة الأولى.

وتابع بالقول: للأسف أنّ الأمور أصبحت ضاغطة علينا بشكل أكبر من قبل الكيان الصهيوني، والأولى أن نتشدد أكثر مقابل هذا الموقف المتشدد تجاهنا.

وأضاف ملص: أنا لا أتحدث من ناحية المبدأ فنحن نرفض كل العلاقة مع الكيان الصهيوني وهذا هو موقف الملتقى الوطني، لكن بصراحة، لا أفهم حتى من خلال موقف مصلحي: لماذا يهرول الأردن نحو مثل هذه القمة؟.

ونوه بالقول: أنا لا أفهم فهناك متناقضات شديدة، فنحن أمام تهديد شديد من حكومة صهيونية متطرفة وكل الحكومات الصهيونية متطرفة، مقابل ذلك نكافئها بمواقف سياسية، وصفقات في الغاز، ونكافئها بصفقة المياه مقابل الكهرباء، ونقابلها بما يطرح اليوم من معلومات عن مشروع سكة حديد.

وختم ملص بالقول: للحقيقة هذه المواقف يجب على أصحاب القرار إعادة النظر بمواقفهم تجاه الكيان الصهيوني، أولاً حماية للأردن قبل أن يكون خدمة للقضية الفلسطينية.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: