دعوات لإعادة تقييم “الصراع على الأقصى” بمواجهة مخططات الاحتلال

دعوات لإعادة تقييم “الصراع على الأقصى” بمواجهة مخططات الاحتلال

بعد أن فرض الاحتلال صورة مزعومة للنصر في الأقصى

عمّان – البوصلة

أكد الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ مسيرة الأعلام الصهيونية بالأمس وما ترافق معها من أحداث كان استعراضاً ناجحاً لأزمة مشروعية الاحتلال المستمرة في الوقت الذي سعى فيه الصهاينة لأن يكون يوم استعراض ناجح لسيادته المزعومة، مشددًا في الوقت ذاته على أنّ هذا ما جعل حاجة الاحتلال لاستدعاء كل أسباب القوة لتمرير المسيرة من باب المدينة المقدسة.

وقال ابحيص إنّ “يوم أمس ومجرياته يجب أن يشكل لحظة حقيقة، نعيد فيها تقييم إدارة الصراع على الأقصى، فمنذ سيـف القدس كان واضحاً أننا أمام معادلة من شقين، الإرادة الشعبية والمقـاومة المسلحة، واحتفينا كعادتنا بالثانية ونسينا الأولى مع أنها السلاح الذي لا يغيب والدرع دائم الحضور للدفاع عن الأقصى”، محذرًا في الوقت ذاته من “أنّنا تحولنا في معظمنا إلى جمهور يراقب فعل المقاومة ويحاول توقع معادلاتها وتحميلها كامل العبء؛ وتركنا الباب الأول الذي هو بوابتنا للفعل والانخراط وواجبنا المركزي حتى يبقى الاشتباك ممكناً وحتى تبقى يد المقاومة عليا حين تذهب إلى معركة”.

ولفت إلى أنّه ” من بعد هذا اليوم نحن بحاجة لوقفات تقويم لضبط المسار وإعادة المراكمة عليه، فنحن نسير في الطريق الصحيح منذ 2014 عبر الحربين والهبات الخمس، لكن علينا أن نسير بقدمين لا بقدمٍ واحدة، وأن نزيد من الأولوية المعطاة لمعركة الرباط والإرادة الشعبية في القدس وأن نوسع دائرة الانخراط فيها وأن نمنع –ما استطعنا- الاستفراد بمرابطيها من جديد”.

وعقد ابحيص مقارنة بين مسيرة الأعلام الصهيونية ومواجهتها على الأرض بمسيرة الأعلام الفلسطينية والرباط في القدس، قائلا:  في المسجد الأقصى فرض الصهاينة كل ما كانوا يتطلعون إليه في هذا اليوم: 1,687 مقتحم على الأقل، أدوا الطقوس التوراتية العلنية الجماعية، ورفعوا العلم الصهيوني مراراً، وأنشدوا فيه تراتيلهم وأدعيتهم تحت حراسة شرطة الاحتلال، وافتتحوا زمان العبادات التوراتية في الأقصى بشكل علني ومفتوح لأول مرة منذ عام 1967.

ونوه إلى “أنّ الصهاينة وصلوا في مسيرة الأعلام إلى باب العمود وأقاموا فيه ورفعوا أعلامهم، دخلوا البلدة القديمة واعتدوا على أهلها كعادتهم، ودخلوا حي الشيخ جراح وعربدوا فيه”.

وأشار إلى أنه “في المقابل فإن المرابطين أعادوا فرض الاعتكاف بالعشرات في غير رمضان، وتواجدوا منذ الفجر بالآلاف رغم التضييق والمنع، ولم يتركوا الأقصى وحيداً وكانوا كعهدهم أقرب خطوط الدفاع إليه رباطاً وتكبيراً ومواجهةً وإرباكاً صوتياً، ودفعوا في سبيل ذلك المعتقلين والمصابين رجالاً ونساءً… لكنهم كانوا وحدهم”.

اجتراح الصعب رغم المحنة

وأكد أنه في شوارع القدس وأحيائها رفعوا العلم منذ الليل، في راس العامود وسلوان جبل المكبر وفي الطور والعيسوية والصوانة والشيخ جراح، على مستشفى المقاصد وعلى أسيجة الملاعب وأسوار المدارس… اجترحوا الصعب من قلب المحنة كعهدهم وحلقوا بعلمهم فوق مسيرة الأعلام بطائرة مسيرة ورفعوه في سماء المدينة بالبالونات، ونظموا مسيرة أعلام فلسطينية في شارع صلاح الدين وعادوا لتنظيمها ثانية بعد قمعها.

وقال ابحيص: “في الأقصى وباب العامود والصوانة وشارع صلاح الدين تُرك المرابطون وحدهم، من القدس والداخل المحتل عام 1948 وقلة من الضفة الغربية وصلت إليهم، بذلوا كل ما بوسعهم من جهد، ووقفوا للمحتل شوكة في حلقه واضطروه لكل أشكال الاستنفار ليمر بمسيرته من باب مدينتهم، ودفعوا ثمن ذلك”.

بدوره قال المدير السابق لمركز ترميم مخطوطات الأقصى، والمرشد الميداني فيه رضوان عمرو: “قننوا الخطاب، وخاطبوا جمهور الناس على قدر عقولهم، لا على قدر عواطفهم وأمنياتهم”.

ولفت عمرو إلى “أن بث الوعود والأمل المفصل الزائد، مآله تواكل العامة، وإحباط زائد، وهز لمصداقية الخطاب”.

وشدد على أنّ “الذي ينبغي أن يظل الخطاب كحد السيف لامعا ناصعا، لا يحتمل أوجها ولا تأويلا ولا تسويفا، فالقدس باقية على عهدها، تذود عن مسجدها، واثقة بنصر ربها، وواجب الأمة كلها أن تتحرك لتؤازرها”.

صورة نصر للاحتلال في الأقصى

أما أستاذ دراسات بيت المقدس الدكتور عبدالله معروف فقال في تعليقه على مجريات الأحداث: إن كنتَ تنتظر مني الطبطبة أو محاولة إقناعك بغير الحقيقة فانتظر.. فأنت وشأنك..!، مستدركًا: “لكن الوقت الآن ينبغي أن يخصص لمراجعة ما جرى اليوم في المسجدالأقصى والقدس وتبعاته، لا للدفاع ولا للهجوم ولا لليِّ عنق النص والحدث.

وشدد على أن “لدينا حَدثان منفصلان: نجح الاحتلال في فرض صورةِ نصرٍ في الأقصى، بينما فشل فشلاً ذريعاً في ما كان يريده من مسيرة الأعلام في باب العامود”.

من جانبه قال الصحفي الفلسطيني محمد خيري في تعليقه على اقتحام عضو الكنيست بن غفير للقدس: ول عليك يا زلمة، جيش عرمرم، وحراسة فقط من أجل اقتحام مسجد يتحصن فيه شبان ليس معهم سوى صرخة “الله أكبر”؛ ثم تتجول قليلاً وتقول “شعب إسرائيل حي” وتنصرف، وأنت تزعم أنك سيد هذا المكان.

وأضاف بالقول: “وربّ هذا البيت، هاي أفشل دولة بتاريخ البشرية، تثبت للناس أنها غريبة عن هذا المكان، عقلية قادة إسرائيل اختلفت اختلافاً كلياً عن العقليات السابقة، نحن اليوم أمام قادة متفرقون متزعزعون، وكما كانت تقول ستي “حايفتهم الصفنة” يعني مصدومين من واقع فعلا مش قادرين يتعاملوا معه”.

وقالت الناشطة المقدسية خديجة خويص: “كيان دفع جيشاً مدجّجا لرفع أعلامه، فأيّ نصر هذا وأي استعراض بهلوانيّ، وسنظلّ نقول لمن القدس اليوم؟ لله الواحد القهّار”.

يا لعاركم

بدوره قال نائب رئيس الحركة الإسلامية الشيخ كمال الخطيب: يا لعاركم، الآلاف من قوات الشرطة، قوات خاصة، حرس الحدود، مستعربين، مخابرات، استدعاء قوات احتياط، مسيّرات كل هذا لتأمين اقتحام المسجد الأقصى ليس فيه إلا رجال ممن هم فوق الخمسين عامًا والنساء ممن سمح لهن بالدخول. هذا ليس انتصارًا يا حكومة نفتالي بينت {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}. 

وأضاف، بالمقابل منع المسلمين من الدخول إلى المسجد الأقصى،الاعتداء على من دخلوا بالضرب والاعتقال، إقامة الصلوات التلمودية، رفع الأعلام الإسرائيلية في ساحات الأقصى وتدنيـسه من قوات الشرطة ومن المستوطنـين، فإن من يتحمل المسؤولية كل هذا ليست حكومة نفتالي بينت وحدها وإنما شركاؤها في الائتلاف وداعمها منصور عباس وحزبه هم كذلك شركاء في كل ما حصل{وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}. 

وختم بالقول: “من صوت وانتخب هؤلاء فإنه ساهم بصوته بما يحصل في المسجد الأقصى ولو لم تكن نيته وقصده ذلك، فلا أقل من الاستغفار ورفع الصوت رفضًا لهذا التواطؤ وهذا المنكر والـعار الديني والسياسي والأخلاقي، اللهم إني أبرأ إليك”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: