دعوات لإيقاف عرض فيلم بجسد فاطمة بنت النبي الأكرم في السينما البريطانية

دعوات لإيقاف عرض فيلم بجسد فاطمة بنت النبي الأكرم في السينما البريطانية

نظَّم مسلمو مدينة بلاكبيرن في المملكة المتحدة احتجاجًا؛ لمنع عرض فيلم يجسد شخصية فاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يخشى المراقبون من أن يثير الفيلم التوتر بين الشيعة والسنة.
 بدأ تصوير الفيلم البريطاني الذي يحمل اسم “The Lady of Heaven” في عام 2019، وتأخر إنتاجه بسبب جائحة كورونا، والفيلم من إخراج إيلي كينج، وتأليف المرجع الشيعي المثير للجدل ياسر حبيب.  وقد أُطلِق الفيلم في معظم دور العرض بالمملكة المتحدة، ويشمل ذلك المدن ذات الكثافة السكانية المسلمة، مثل: بلاكبيرن، وبرادفورد، ومانشستر.

 ونُظِّمت العديد من الاحتجاجات في مدن بريطانيا؛ إذ شعر المسلمون بالقلق من أن الفيلم يصور عددًا من الشخصيات الإسلامية المحبوبة تصويرًا سلبيًّا، وبطريقة تتعارض مع الحقائق التاريخية المتفق عليها. وتجمَّع نحو 25 شخصًا خارج سينما (Vue Cinemas) في بلاكبيرن مساء يوم الجمعة 2 حزيران/ يونيو؛ احتجاجًا على عرض الفيلم، ولم يرفع المحتجون أي شعارات، لكنهم أرادوا أن ينقلوا لدار العرض اعتراضهم على عرض الفيلم. 

مخاوف من إثارة الانقسام في المجتمع الإسلامي البريطاني بسبب فيلم “The Lady of Heaven” 

المجتمع الإسلامي البريطاني يتهم منتجي الفيلم بتدليس الحقائق
المجتمع الإسلامي البريطاني يتهم منتجي الفيلم بتدليس الحقائق (وكالة الأناضول)

  ولم يعلِّق المسؤولون عن دار العرض على مسألة سحب الفيلم من مكتبة السينما من عدمه، لكنهم أكدوا أن الفيلم لم يعد مدرجًا على موقعهم الإلكتروني، وأشاروا إلى أن إدارة السينما ستُصدِر بيانًا رسميًّا في عطلة نهاية الأسبوع لتوضيح موقفها من القضية. ووردت أنباء تتحدث أن أحدهم اشترى عشرات التذاكر الخاصة بالفيلم، ووزعها داخل موقف للسيارات!  وقال المتحدث باسم المحتجين الذين لا يتبعون أي جهة تنظيمية: “إن الفيلم لن يعرض، فقد سُحِب من دار العرض”. أثار الفيلم جدلًا كبيرًا في الفترة التي تسبق عرضه، وقد حُظِر في إيران ذات الأغلبية الشيعية؛ إذ يُعتقد أن الفيلم سيتسبب في حدوث انقسام بين جمهور المسلمين. ومنعت باكستان من عرض الفيلم، واتهمته بتدنيس المقدسات، واتخذت مصر الخطوة ذاتها.  وأدان بعض العلماء الشيعة القصة التي يعرضها الفيلم؛ حيث تفتقر إلى الدقة، ولا تحتكم للحقائق التاريخية. وكان فيلم (The Lady of Heaven) قد صدر في 3 حزيران/ يونيو في دور العرض السينمائية في المملكة المتحدة. 

 

قصة الفيلم المثير للجدل

 وتدور حبكة الفيلم حول الطفل العراقي ليث الذي فقد والدته بعدما مزقت الحرب بلده، وتبنت سيدة مسنة الطفل ليث، وبدأت تروي له قصة السيدة فاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أُخفِي وجه السيدة فاطمة خلال الفيلم. أما بالنسبة إلى شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد وُضِعت مجموعة من الصور المضيئة عبر الحاسوب؛ لتمثيل شخصيته، ولم يجسدها أي ممثل تبعًا لما ذكره منتجو الفيلم.  وبحسب النُّقَّاد فقد أورد الفيلم أن اثنين من صحابة النبي اعتديا على السيدة فاطمة زوجة الخليفة الراشدي الرابع علي ين أبي طالب! وكان المشهد شبيهًا بالاعتداءات التي نفذتها داعش على النساء! ما لاقى انتقادًا لاذعاً، وخصوصًا أن الخليفة علي بن أبي طالب يحظى بشعبية كبيرة بين السنة والشيعة على حد سواء. وأشار نُقَّاد آخرون إلى تصوير بعض الشخصيات – مثل الخليفة أبي بكر والخليفة عمر وزوجة النبي الأكرم عائشة – بطريقة سلبية؛ فقد أظهر الفيلم أنهم من أصحاب البشرة السوداء! الأمر الذي اعتُبِر دلالة واضحة على التحيز العنصري ضد أصحاب البشرة السوداء. 

انتقاد واسع لفيلم The Lady of Heaven في الأوساط الإسلامية البريطانية

 وانتقد روشان محمد صالح الفيلم بشكل صريح عبر موقع (5 Pillars) بعدما شاهده. وقال روشان: “لا شك في أن فيلم (The Lady of Heaven) سيخلق توترًا كبيرًا بين السنة والشيعة في المملكة المتحدة”. وأضاف قائلًا: “يعرض الفيلم الذي تزيد مدته عن ساعتين كثيرًا من الروايات المتطرفة حول انتزاع الخلافة الإسلامية من قبل بعض الصحابة بعدما كانت من حق آل البيت، ويدرك المسلمون أن ذم الصحابة وتصويرهم بهذه الطريقة هو أمر مثير للاشمئزاز”.  وأشار روشان إلى أن كثيرًا من المسلمين الشيعة نأوا بأنفسهم عن الفيلم، وأكدوا أنه لا يمثلهم، وحث روشان علماء السنة على رفض ما يصوره الفيلم باعتباره تدليسًا للحقائق. وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن الفيلم لا يجسّد شخصية فاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد حُجِب وجهها بالكامل. في حين قالت الغارديان: “إن الفيلم يهدف إلى تعزيز التنوع الديني وحرية الفكر، ويعرض مشاهد من أزمنة مختلفة بطريقة متناغمة، ويتحدث عن العبودية”.

وكالات

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: