عمّان – البوصلة
حثّ أستاذ فقه المعاملات الدكتور عبدالمجيد ديّة، جموع المسلمين على اغتنام أيام العشر من ذي حجة لما لها من قدرٍ عظيمٍ عند الله سبحانه تبارك وتعالى، مؤكدًا على ضرورة أن يستغّل كل مسلمٍ هذه الأيام بالتوبة والاستغفال وتقديم الأعمال الصالحة التي يحبها الله ورسوله عليه الصلاة والسلام.
وقال ديّة في تصريحاته لـ “البوصلة”: إنّ هذه الأيام العظيمة بقدرها وما فيها من الخير ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام في حديثه الذي قال فيه: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر – قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء».
ولفت إلى أنّ العمل الصالح الذي يعدلها فقط بنصّ الحديث الشريف رجلٌ ضحى بنفسه وماله وكل شيءٍ في سبيل الله.
وأوضح أنّ “العمل الصالح” المعرف بالحديث يشير إلى كل الأعمال الصالحة، وكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، منوهًا إلى الخطأ الذي يقع فيه من يظنّ أنّ تلك الأعمال تنحصر فقط في الصلاة والزكاة والصيام والحج فقط.
ميدانٌ واسعٌ لعمل الخير
وأكد ديّة “أنّ الأعمال الصالحة كثيرة جدًا، وميدانٌ مفتوحٌ واسعٌ يجب أن يقبل عليه المسلم ويتزود منه، وما فيه من الخير الكثير، من أعمال الصدقة، وتفقد الفقراء، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، والدعوة لدين الله أمّ الفرائض، وصلة الأرحام”.
وذكر من الأعمال الصالحة أيضًا: “إدخال السرور على الناس، والتبسم، والإصلاح بين الناس، والرفق بهم، والرحمة واللطف معهم، والتوسعة على العيال وتفقد الأولاد والبنات في البيت وأوضاعهم وأحوالهم ومساعدتهم، وإدخال السرور لعائلتك وجيرانك ومعارفك وأصدقاءك”.
ونوه إلى أنّ من الأعمال الصالحة، تجهيز المسلم للقيام بشعيرة وسُنّة الأضحية، مؤكدًا أن هذه شعيرة مهمّة من شعائر الإسلام وصورة مشرقة له، بأن يوسع فيها المسلم على الأصدقاء والأقارب والعيال، فتدخل الأضحية اللحم لكل بيت.
وقال ديّة أتمنى لو يكون هذا الشعار الجميل (إدخال اللحم لكل بيت في الأردن)، ولنرى كم هذه الصورة مشرقة، نتقرب بها لله عبادة ونقدمها لعباده طعامًا وسعادة وإدخالاً للفرح والسرور، فهذه عبادة لا يوجد مثلها في الأرض.
كما لفت إلى أنّ “اللباس أيضًا من الأعمال الصالحة، فاللباس الشرعي الصحيح الجميل والنظيف للنساء والرجال” من العبادات وأعمال الخير، وما يمكن أن يقدمه المسلم من كسوة العيد للفقراء والمساكين وأبنائهم كذلك.
التكبير المُطلق
ولفت دية إلى عبادة وسنّة مهمة يجب على المسلمين إحياؤها، وهي سنّة الذكر والتكبير المطلق التي تبدأ من أول يومٍ من أيام ذي الحجة، مستدركًا بالقول:أتمنّى على إخواننا وأهلنا في الأردن وفي العالم العربي والإسلامي، أن يقوم بإحياء هذه السنّة في الشوارع والأسواق، وفتح المايكروفونات على سمّاعات المولات التجارية بالتكبير، الذي يذكرنا بأنّ الله أكبر من كل شيء.
وأوضح أن “هذا شعار الإسلام، وحتى لو جاء أجنبي لا يفهم اللغة العربية، وسمع، يعلم أنّ تكبير الله من شعائر الإسلام، ومعنى تذكير المسلمين أن الله أكبر من كل شيء”.
شكر الله بإعمار المساجد
كما أكد ديّة على ضرورة أن يقبل المسلم في هذه الأيام على شكر الله وحمده على نعمته العظيمة بأن رفع عنّا في الأردن والعالم آثار جائحة كورونا وما ترافق معها من إغلاق الأسواق والمساجد وغيرها.
وقال: هذه تحتاج لشكرٍ باللسان والقلب والجوارح، فعندما نذهب اليوم للأسواق ونرى الناس بدون كمّامات، ونتذكر ما كنّا فيه من ألم وتعب وضيق شديد، والخوف الشديد الذي عانيناه، ونرى اليوم كيف منّ الله علينا برفع هذه الجائحة، فهذا أمرٌ يستحق شكر الله عليه.
وأضاف، “نعم المساجد كانت مغلقة، واليوم عليها الإقبال بفضل الله وفيها الدروس وحلقات القرآن، والمساجد من شعائر الإسلام، والأصل أنها تكون منارات في كل شيء بتعليم القرآن، والفقه، والتفسير والحديث، وعلوم الشريعة، وتكون ملتقى لأهل الحي والمسلمين”.
ولفت إلى أنه “من الأعمال الصالحة أن تتوجه الناس للمساجد وتقوم بتطييبها وتنظيفيها وتزيينها، فهذا من جملة الأعمال الصالحة التي نتقرب بها إلى الله”.
ونوه إلى أنّ نصرة المظلومين والدفاع عنهم من الأعمال الصالحة، ومن الأعمال الصالحة للموظفين إتقان العمل، فهي من أفضل الأعمال الصالحة، “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”.
وتابع بالقول: تصور أنّ موظفي الدولة يتقنون أعمالهم، فكيف سيكون في حينها أوضاعنا، …
