ديّة لـ “البوصلة”: رمضان “فرصةٌ ذهبيةٌ” علينا اغتنامها

ديّة لـ “البوصلة”: رمضان “فرصةٌ ذهبيةٌ” علينا اغتنامها

عمّان – البوصلة

أكد أستاذ فقه المعاملات الدكتور عبدالمجيد ديّة في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّه يجب على المسلم اغتنام كل دقيقة في شهر رمضان باعتباره موسمًا عظيمًا للطاعات و”فرصة ذهبية” للتقرب إلى الله سبحانه، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة أن يتعرف الصائم على غايات ومقاصد “الصوم” وكل العبادات ليحقق في عبادته جوهر الطاعة والعبادة التي يريدها الله سبحانه من فرضها علينا كمسلمين.

وقال ديّة: الحمد لله الذي بلغنا رمضان، فقد كان هذا هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فكان يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان، فيقول لهم: “قد جاءكم رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، وسنّ لكم قيامه، تفتح فيه أبواب الجنّة، وتغلق فيه أبواب النار، وتصفد مردة الشياطين، فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم”.

معرفة الغاية من العبادات أصلٌ مهمٌ

ولفت إلى أنّ هذا أصل في تهنئة المسلمين بشهر رمضان، لكن ينبغي علينا أن ندرك أنّ العبادات في الإسلام  “مغيّاةٌ” أي لها أهداف ولها مقاصد، ولذلك بالنسبة للعبادة ككل غايتها التقوى، فالله خلقنا للعبادة، لقوله تعالى: “وما خلقت الجنّ والإنس إلى ليعبدون”، والغاية من العبادة هي تقوى الله، كما قال تعالى: “يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون”.

وأشار إلى أنّ “الغاية من الخلق العبادة، والغاية من العبادة تقوى الله تبارك وتعالى”.

وتابع حديثه بالقول: “كل عبادة لها غايات وأهداف ومصالح نريد تحقيقها، فمثلاً ننظر للصيام: “يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”، فالغاية هنا هي التقوى، وكذلك في الزكاة: “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها”، فالغاية هي التطهير من الشحّ وتزكية النفوس والقلوب، وأمّا بالنسبة للصلاة: “إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر”، وهذه لها مصلحة ومقصد وغاية.

وأضاف ديّة: وأنت تقرأ وتتدبر آيات القرآن الكريم وتطالع أسماء الله وصفاته تبارك وتعالى لها غايات، وعندما نتدبرها، فهذه الأمور توصلنا لمعرفة الله، فإذا ازدادت معرفتنا بالله ازداد قربنا من الله تبارك وتعالى، وازداد حبنا له، وقوية صلتنا بالله.

واستدرك بالقول: فالإنسان الذي يتعرف على شخص معرفة صحيحة ودقيقة يصل به الأمر إلى أن يحبه وأن تتقوى صلته به، وكذلك ولله المثل الأعلى عندما نتعرف على الله معرفة حقيقية ونعرف أسماءه وصفاته فإن الصلة بالله تقوى والقرب من الله يزيد والحب لله يزيد وهكذا يتقرب العبد إلى الله.

وأوضح أنّ الناس يتحدثون عن النوافل في رمضان، الأصل أن نركز وندقق على الفرائض قبل النوافل، فصحيح أنّ النوافل مهمّة ونافعة ومفيدة لكن الأصل في المسلم أن يركز على الفرائض، كما جاء في الحديث: “ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب اليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلىّ بالنوافل حتى أحبه”، ولكن الأصل التركيز على الفرائض، والنوافل سياج الفرائض وتكملتها وهي الطريق إلى محبة الله عز وجل.

وتابع “فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه”، كما في الحديث.

نصيحة لاستثمار الفرصة

وأضاف ديّة: أقول نصيحة لنفسي ولإخواني المسلمين، أن نتعرف على غايات ومقاصد العبادات وأن نتعرف على المصالح التي نرجوها من العبادات سواءً كانت في الدنيا وفي الآخرة، ولها آثار ونتائج في هذه الدنيا، وعلينا تحصيل هذه المصالح التي وضعها الشارع سبحانه وتعالى لتحقيق هذه الأمور.

ونوه إلى أنّ شهر رمضان أيام كما ذكر الله تعالى: “أيامًا معدودات”، يبدأ وسينتهي قريبًا ولا ندري أنصومه في العام القادم أم لا، فيا رُبّ صائمٍ لن يصومه في العام القادم، ويا رُبّ قائمٍ لن يقومه في العام القادم.

ووجه دية رسالة لجميع المسلمين: نريد أن نستثمر هذه الفرصة الذهبية وهذه المناسبة وهذا الموسم ولا نضيّع دقيقة واحدة، ونزيد التزامًا بهذا الإسلام وقيمه وفرائضه وجوهره وحقيقته، لأنّ الله ينظر إلى الجوهر ولا ينظر إلى الشكل: إنّ الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكن ولكن ينظر إلى قلوبكم”.

وختم بالقول: “نسأل الله أن يرزقنا حقيقة الإسلام وحقيقة العبادات وأن نحصل مقاصدها وأن يتوب علينا وأن يغفر لنا وأن يتقبلنا وأن يقبله منا إنّه عفوٌ غفورٌ توابٌ رحيمٌ بنا والحمد لله رب العالمين”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: