رأس العامود.. جار الأقصى الذي يُقاسي الاستيطان ومنع البناء

رأس العامود.. جار الأقصى الذي يُقاسي الاستيطان ومنع البناء

البوصلة – رأس العامود أحد أحياء بلدة سلوان المقدسية الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، التي لا يتورع الاحتلال الإسرائيلي عن استهدافها وتحويلها إلى أحياء استيطانية، لفصلها عن باقي أحياء القدس العربية المحتلة.

ولا يعتبر الحي المقدسي بمثابة حي منفصل، بل جزءًا من التواصل العمراني الممتد ما بين سلوان الوسطى غربًا، وجبل الزيتون شمالًا، وطريق بيت لحم القديم، وواد قدوم شرقًا، وواد النار (نهر كدرون) جنوبًا.

وكما باقي أحياء سلوان، يتعرض الحي منذ احتلال القدس عام 1967، إلى هجمة إسرائيلية مستمرة، تتمثل بالاستيطان ومصادرة الأراضي والاستيلاء على ممتلكات وعقارات المقدسيين، وهدم المنازل، وتهجير سكانه.

وتسعى سلطات الاحتلال وجمعياتها الاستيطانية إلى توطين مئات المستوطنين في رأس العامود المطلّ على الأقصى، بعدما وصل عددهم إلى نحو 2800 مستوطن، يقطنون في مستوطنتي “معاليه هزيتيم”، و”معليه دافيد”، وغيرهما من البؤر الاستيطانية.

ومنذ سنوات طويلة، ورأس العامود يعاني من الزحف الاستيطاني، مقابل حرمان سكانه من البناء بالحي، بحجة ملاصقته المقبرة اليهودية في حي جبل الزيتون شرقي القدس.

وقبل أيام، قدمت جمعية “عطيرت كوهانيم” المتطرفة خطة لإنشاء حي استيطاني جديد يُطلق عليه “كدمات تسيون” في المنطقة الواقعة ما بين رأس العامود وبلدة أبو ديس شرق القدس، بدعم من “حارس الأملاك العام” في وزارة القضاء الإسرائيلية.

وبحسب جمعية “عير عميم” الحقوقية الإسرائيلية، فإن “هذا المخطط الذي يشمل إنشاء 384 وحدة سكنية على مساحة تمتد على 79 دونمًا، تم تقديمه إلى مكتب التخطيط الإسرائيلي”.

حزام استيطاني

عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب يوضح أن حي رأس العامود يتعرض لهجمة استيطانية لا تتوقف، بهدف فصله وعزله عن باقي الأحياء المقدسية، ونظرًا لقربه من المسجد الأقصى.

ويضيف أبو دياب، في حديث لوكالة “صفا”، أن المخطط الاستيطاني الجديد يقع داخل حدود بلدية الاحتلال على أراضي فلسطينية خاصة بأهالي سلوان، ويشمل الحي بناء 384 وحدة استيطانية ومؤسسات عامة، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية.

ويبين أن الهدف من إقامة الحي الجديد ربط مستوطنة “كدمات تسيون” بالمستوطنات القائمة على أراضي رأس العامود، ومحاصرة كل التجمعات الفلسطينية المحيطة بالمنطقة المستهدفة، تمهيدًا لإقامة حزام في محيط المسجد الأقصى وحول القدس، لفصلها تمامًا عن الضفة الغربية المحتلة.

ومن شأن إقامة هذه المستوطنة، كما يقول أبو دياب، أن يؤدي إلى هدم بعض المنازل التابعة لعائلة القنبر، والتي تقع في طرف الأرض المخصصة للبناء.

ويشير إلى أن بلدية الاحتلال تُحرم المقدسيين في رأس العامود من استخدام أراضيهم لصالح البناء والتوسع العمراني، في مقابل زيادة الوحدات الاستيطانية وأعداد المستوطنين، وتغيير التركيبة السكانية، من أجل إيجاد موطئ قدم لها في الأحياء المقدسية.

ويؤكد أن الاحتلال لا يتوقف عن محاولاته الاستيلاء على عقارات المقدسيين وممتلكاتهم وطردهم منها قسرًا، بغية إحلال المستوطنين مكانهم، إذ جرى منذ احتلال القدس بناء عشرات الوحدات الاستيطانية في الحي المقدسي، مقابل إصدار نحو 20 رخصة بناء لسكانه فقط.

استهداف لا يتوقف

واستولت سلطات الاحتلال على آلاف الدونمات من رأس العامود، لصالح إقامة القبور الوهمية، وتوسعتها على حساب الفلسطينيين، فيما أصدرت ما يزيد عن 680 أمر هدم لمنازل الحي.

ويوضح الباحث المقدسي أن البناء الاستيطاني الجديد سيُضاعف عدد المستوطنين بالحي، في خطوة تستهدف محاصرة المسجد الأقصى والبلدة القديمة.

ومنذ سنوات، تحاول جمعية “عطيرت كوهانيم” الترويج لإنشاء حي يهودي كبير في المنطقة المستهدفة، وحظيت بدعم من رئيس بلدية الاحتلال السابق نير بركات، لكن معارضة الولايات المتحدة الأمريكية لهذه الخطوة والخوف من ضغوط دولية حالت دون الترويج لإنشائه.

وحسب الجمعية الاستيطانية، فإن “أجهزة الأمن الإسرائيلية أعطت موافقة مبدئية على المشروع، ووضعت خطة أمنية لحماية المستوطنة الجديدة، تشمل إحاطتها بجدار عازل من جميع النواحي، وكاميرات من الطراز الحديث يتيح لها رصد أي حركة ليل نهار، مع كشافات ضوء على أسطح المنازل، لمراقبة محيطها في الليل، وإغلاقها ببوابة حديدية كبيرة ووضع أربعة حراس مسلحين بشكل دائم على المدخل”.

وحذرت جمعية “عير عميم” من أن “إقامة المستوطنة الجديدة في ذلك المكان، ستقطع التواصل بين شرقي القدس مع أبو ديس، مبينة أن هذا المخطط يضاف إلى مخططات كثيرة تًروج لها “إسرائيل” اليوم، لغرض استكمال فصل شرقي القدس عن باقي الضفة، باستخدام المناطق المبنية الإسرائيلية.

وعبرت عن خشيتها من أن “يؤدي إنشاء مستوطنة جديدة، يصل إليها مستوطنون مسلحون برفقة قوات حماية معززة عبر المناطق الفلسطينية شديدة الاكتظاظ في رأس العامود، إلى خلق احتكاك لا يتوقف، وسيضر بصورة جسيمة بأمن عشرات آلاف الفلسطينيين القاطنين في الحي”.

وقال الباحث في الجمعية أفيف تترسكي: إن “الاستيطان في الطرف الشرقي من القدس سيكون مدمرًا بالنسبة لعشرات آلاف الفلسطينيين الذين يقطنون في محيط المنطقة”.

صفا

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: