رأيت في الغرب إسلامًا بلا مسلمين

رأيت في الغرب إسلامًا بلا مسلمين

نشرة فاعتبروا  (187)

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

      إنها مقولة باطلة يُرددها الكثيرون من المنبهرين بنظام الغرب المادّي في الشارع  وإشارات المرور، وبعض المعاملات التي يطبقها القانون بصرامة على الأمير والفقير.

      هذا أمر طيب حيثما طُبق، ولكنّ هل هذا هو الإسلام الحقيقي؟، أنت رأيت أجسادًا بلا أرواح، ورأيت الحياة المادية في أعلى صورها، ولكنني رأيتُ الجانب الآخر، فالروحانية في أدنى صورها، ورأيتُ أبناء لا أب لهم، وفتاة تخرج من بيت أبيها تتسكع و ليس لوالدها كلمة.

      رأيتُ في الغرب الشذوذ والزواج بالحيوانات بمباركة قانونية، ورأيتُ من يرمي والديه في ملجأ العجزة، ومن يتواصل مع صديقه أو صديقته كل يوم ولا يتواصل مع أمه أو أبيه.

      رأيتُ مجتمعات لا يوجد بينها روابط عاطفية أو رحمة إلّا ما كان بقوة القانون، رأيتُ أسرًا مفككة واختلاطًا مقيتًا، ورأيتُ من يتبرع لكلبه بماله بمباركة قانونية، ورأيتُ في الغرب أنهم يعيشون على ما سلبوه من شعوب العالم المسكين وأولهم العرب والمسلمون.

      رأيتُ في الغرب أكثر نسب الانتحار والجريمة والاغتصاب، ورأيتُ أسلحة مدمرة لم يستخدموها إلاّ على العرب والمسلمين، ثم يأتي ليقول رأيتُ إسلاما ولم أرَ مسلمين.!

      يا هذا، لم ترَ سوى انضباط وطرقات وتطاولا في البنيان، وسعيًا وراء امتلاك الدنيا، لا لإعمارالأرض وخدمة الآخر، فلا تنبهر بالتقنية المسلوبة من أدمغة العالم الفقير وعقول المسلمين، فبأي عين ترى؟!، كن منصفًا، وكفانا تقزمًا أمام عملاق هش آيل للسقوط.

محدوديةُ الحواسِ، نعمةٌ أم نقمةٌ؟!

      الحواس منافذ ُالعقل ِإلى العالم ِوقنواتُ الإدراكِ لهُ، والإدراكُ هو نقلُ الواقِع إلى الدِّماغ  ِبواسطَةِ الحواسِّ ليتمكنَ الإنسانُ مِـنْ معرفـةِ ماهيَّـةِ الأشـيـاءِ ومكنونِهـا والحُكم ِعليها.

      وللحواسِّ عتباتٌ، عتبة السمع لســاعَةِ اليَـــدِ هي سَــبْعَـة  ُأمـتــار، ونحن كبشر لا  نسمعُ إلاّ الموجات التي تَرَدّدُها بين  20 – 20.000 ذبذبة\ث، بخلافِ المخلوقــاتِ الأُخـرى.

      والأذُنُ أم الحواس، والســـمـع هي الحاسة الوحيـدة التي لا تنام وهـي أداة الاسـتدعاء من النـوم، والله  تبارك وتعالى يقول: “فضربنا على آذانهـم في الكهـف سنيـن عـــددًا”.

      أمّا حاسة الإبصار فإنك تستطيعُ أن ترى نورًا على بعد 45 كم في ليلة ظلماء صافيـة، ولا تســـتطيـع أن تــرى نقطـة قـطرها أقـل من 0.2 /الملمتر، إننا  نـــرى جــــزءًا بســيـطًا مـن الـطيف الكهرومـغناطـيسي، نرى ما يقع بين 380 – 780 نانوميتـر (البنفسجـي والأحـمـر) ولا نبصر في الظــلام الدامس بينمــا الحصـان يمكنـه ذلك..!!

      فمــاذا لو كشف الله عنك غطاءك، فرأيت مليارات الميكروبات من حولك، والمليـارات التي تســتوطن جسـدك، ورأيت مليارات الجزيئات تتصارع في كأس الماء أمامك، ماذا لو فقدت بصرك كليًّا ؟، فكيف ستكون حياتك؟ فنعمـة الحواس عظيمـة، ولكن الأعظـم محدوديتهــا.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: