علي سعادة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

“رابعة”.. جريمة لن يمحوها مسلسل “الاختيار-2”

علي سعادة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

إرث مظلم وغير مشرف سيبقى إلى الأبد يثير الغضب والوجع والصراخ المكتوم.

سيبقى جرحا نازفا لا يندمل، وآهات وحسرات تعتصر قلوب الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن وأزواجهن في ساحة كانت ذات يوم رمزا للحرية.  

نحو ثمان سنوات على مجزرتي “رابعة العدوية” و”النهضة” في مصر، ولا يزال الدم طريا ورائحته تملأ المكان، ومشاهد الجثث المحترقة لا زالت حاضرة، تبحث عن عدالة غائبة وسط صمت ومباركة عربية ودولية على وقع المصالح وصفقات السلاح.

لم تتم مساءلة أي مسؤول بشأن ما حدث في ساحة الموت والخراب، وعلى العكس ما فتئ العسكر يرسلون الشبان المعتقلين بأعداد غير مسبوقة إلى حبل المشنقة.

ذكرى “محرقة رابعة والنهضة” أو “هولوكوست القاهرة” التي ذهب ضحيتها ما لا يقل عن 900 شخص، وجرح فيها أكثر من ألف شخص أثناء تفريق اعتصامات في ميدان “رابعة العدوية” و”النهضة” في القاهرة الكبرى، ضد الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب في مصر محمد مرسي الذي رحل بالقتل البطيء والإهمال الطبي في أقبية السجون.

ولم تقف المجزرة عند حدود الدم وإنما تواصلت حتى اللحظة الحالية بإعدام العشرات منذ عام 2013 في محاكمات جائرة وشكلية أقرب إلى مسرح اللامعقول، فيما ينتظر عشرات المعتقلين تنفيذ حكم الإعدام بهم.

كما صدرت أحكاما بالسجن تصل إلى 25 عاما ضد أكثر من 650 شخصا فيما يتعلق بمشاركتهم في اعتصام “رابعة” في أعقاب محاكمة جماعية بما فيهم متظاهرون وصحفيون وسياسيون ونواب ووزراء، حيث وجهت لهم اتهامات بالمشاركة في “احتجاجات غير مصرح بها” و”الانتماء إلى جماعة غير قانونية”.

كما يمضي المعتقلون أيامهم ولياليهم في ظروف احتجاز غير إنسانية في سجون مصر، فضلا عن احتجاز كثير من المحكوم عليهم في الحبس الانفرادي لفترات طويلة تمتد إلى أشهر.

ويقبع نحو أكثر من 60 ألف معتقل سياسي في السجون المصرية منذ منتصف 2013، حسب تقرير “الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان”.

ويطالب حقوقيون باعتبار مجزرة فض اعتصامي “رابعة والنهضة” جريمة إبادة جماعية على المستوى الدولي؛ فهي مجزرة متكاملة الأركان ويجب أن يتم محاسبة مرتكبيها دوليا، بحسب أكثر من رأي قانوني.

الكاتب، دافيد دي كيركباتريك في صحيفة “نيويورك تايمز” يقدم شهاداته لما جرى في “رابعة” يقول: “لم يتورع الجيش المصري عن سحق المعارضين لانقلابه، فأطلق النار على جموعهم في أكثر من مناسبة، ووصل الأمر إلى ذروته في الرابع عشر من آب/ أغسطس 2013 حينما قتل العسكر عدة مئات من الناس.

وخلصت منظمة “هيومان رايتس واتش” إلى أن تلك كانت أكبر مذبحة تقع في يوم واحد في التاريخ المعاصر، حيث تجاوز عدد ضحاياها عدد من سقطوا في مجزرة ميدان “تيانانمان” في الصين عام 1989. ثم ما لبثت الشرطة المصرية أن وسعت دائرة القمع ليشمل الليبراليين المستقلين واليساريين والمدافعين عن حقوق المرأة وحتى المسيحيين”.

تقول صحيفة “الغارديان” البريطانية، في افتتاحية سابقة لها: “في الديمقراطيات التي تحكمها سيادة القانون، تكون المحاكمات عادلة وفورية، أما في مصر فيمكن أن يبقى الناجون من المذبحة رهن الاعتقال لخمسة أعوام قبل أن يقدموا للمحاكمة، ثم يحاكمون في مجموعات ضخمة، دون أن يكون لهم الحق في أن يدافعوا عن أنفسهم حسب الأصول”.

وفيما يعمل النظام المصري على محو أحداث “رابعة العدوية” من الذاكرة المصرية بإعادة طلاء مسجد الميدان وترميمه بالكامل، وبتقديم رواية مشوهة وزائفة لما يجرى في “رابعة” عبر الإعلام والدراما التلفزيونية وفي مقدمتها مسلسل” الاختيار-2″، أصبح رفع شعار “رابعة” أمرا محظورا، يعاقب عليه القانون بالسجن لمدة خمس سنوات.

ما هو الإرث الذي سيتركه خلفهم من ارتكبوا المجزرة ومن أمروا بتنفيذها، وأين سينتهي بهم المطاف؟

لقد صنع الرئيس الشهيد محمد مرسي لنفسه إرثا عظيما تلخص في تعهده حتى نهاية حياته بأنه لن يعترف أبدا بالانقلاب العسكري الذي أطاح به وبقي يكرر أنه الرئيس الشرعي ورئيس جمهورية مصر العربية، هذا هو إرث مرسي “وهو إرث مهم” بحسب الكاتب والصحافي البريطاني ديفيد هيرست. فما هو إرث من قتلوا شهداء “رابعة” و”النهضة” واغتالوا مرسي؟

السبيل

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts