علي سعادة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

ربّ ابن لي عندك بيتاً في الجنة

علي سعادة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

سيدة اختارت الجار قبل الدار.

فقد طلبت من الله عز وجل طلبا لم يطلبه أحد من رب العالمين من قبل أو من بعد، قالت “رب ابن لي عندك بيتا في الجنة”، طلبت أن يبني لها بيتا خاصا، لم تطلب شيئا من جنة عرضها السماوات والأرض، فقط بيتا يبنيه رب الكون بجواره، فأي منة سيمنحها الله لها وهل سيجاب طلبها؟

لم تحفل كتب السير والتراجم بكثير من الأخبار عن السيدة آسيا، أو آسية، امرأة فرعون، وأكثر ما ورد عنها هو من قبيل الإسرائيليات وروايات من مصادر غير عربية.

لكن العارفون بالله وبكتابه الكريم، يقولون إن آسية بنت مزاحم التي عرفت في القرآن بامرأة فرعون هي أول من تلقت النبي موسى وهو في التابوت حين قذفه اليم نحو الشاطئ، وأسندت رضاعته لأمه. 

عاشت في أعظم القصور في ذلك الزمن، وهي ابنة ملك مصر في زمن النبي يوسف، وفقا لإحدى الروايات، أما زوجها فرعون فقد طغى وتجبر، ونصب نفسه إلهاً وأمر شعبه أن يعبدوه ويقدسوه، وحين رأت وجه الطفل موسى، ووقع نظرها عليه، أحبته حبا شديدا (وألقيت عليك محبة مني)، فلما جاء فرعون قال: ما هذا؟ وأمر بذبحه، لكنها منعته، وقالت له إنها تريده أن يكون قرة عين لها وله (قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا)، فقال لها: أما لك فنعم، وأما لي فلا. 

وأقنعت فرعون بالاحتفاظ بالطفل موسى، وتربيته كابن لهما، إصرارها جعله يوافق على طلبها، وعاش النبي موسى معهما وأحبته حب الأم لولدها (ولتصنع على عيني).

لم تؤمن آسيا بفرعون، وكفرت بفرعون وبألوهيته، ومن كثرة الضيق والضعف والحاجة والمعاناة، دعت الله عز وجل، كما جاء في سورة “التحريم”: “وضرب الله مثلًا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين”.

وروي أن رسول الله خط في الأرض أربعة خطوط وقال: “أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال رسول الله: أفضـل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم ابنة عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون”.

أدارت آسيا ظهرها لكل نعيم الدنيا ورغبت فقط في بيت يبنيه رب الكون بجواره في الجنة، فعذبها فرعون فصبرت حتى الموت، وقد ذكر ابن جرير الطبري تعذيب فرعون لها وقال: “كانت امرأة فرعون تعذب في الشمس، فإذا انصرف عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها، وكانت ترى بيتها في الجنة، وكانت امرأة فرعون تسأل: من غلب؟ فيقال: غلب موسى وهارون. فتقول: آمنت برب موسى وهارون، فأرسل إليها فرعون فقالت: انظروا أعظم صخرة تجدونها، فإن مضت على قولها فألقوها عليها، وإن رجعت عن قولها فهي امرأته، فلما أتوها رفعت بصرها إلى السماء فأبصرت بيتها في الجنة، فمضت على قولها، وانتزع روحها”.

فكانت البشارة في أنها حصلت على بيت بناه لها رب الكون إلى جواره.

أية منة تلك التي منحت لك، كمنة مريم حين اصطفاها الله على نساء العالمين، أو حين خاطب موسى بقوله: “وأنا اخترتك”. أو إشفاقا على الصحابية خولة بنت ثعلبة التي دعت وهي على أسوار الكعبة أن ينزل الله قرآنا على عبده فنزلت سورة “المجادلة”.

تلك منة، تدمع العيون أمامها، حين يقول لك رب العالمين “أنا اخترك”. أو “اصطفيتك”، أو مننت عليك ببيت بنيته لك بجواري.

(السبيل)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts