رمضان.. الجزائر تقر البيع بالتخفيض لإطفاء لهيب الأسعار

رمضان.. الجزائر تقر البيع بالتخفيض لإطفاء لهيب الأسعار

– منذ عقود تشهد أسعار عديد المنتجات ارتفاعا في الجزائر مع حلول شهر رمضان
– أقرت السلطات الجزائرية لأول مرة إجراء البيع بالتخفيض استثناء في هذه الفترة
– 794 سوقا للبيع بالتخفيض ستكون مفتوحة خلال رمضان عبر الولايات الـ58.

أقرت السلطات الجزائرية لأول مرة إجراء البيع بالتخفيض استثناءا في هذه الفترة، على قائمة واسعة من المنتجات لكسر لهيب الأسعار المرتفعة مع حلول شهر رمضان.

‎والبيع بالتخفيض هو إما البيع مباشرة من المنتج إلى المستهلك عبر أكثر من 790 سوقا تم تخصيصها لهذا الغرض، وهذا يعني عدم وجود وسطاء في العملية على غرار الموزعين والمضاربين وبالتالي يصل المنتج للمستهلك بسعر المصنع‎ أو سعر المزارع‎، إضافة للسماح للتجار بإقرار تخفيضات على السلع والمنتجات المعروضة في رمضان بشكل استثنائي.

وأعلنت وزارة التجارة الجزائرية قبل أسابيع، أن البيع بالتخفيض في رمضان هدفه دعم القدرة الشرائية للمواطنين، ومواجهة ارتفاع أسعار عديد المنتجات.

وأوضحت وزارة التجارة أن البيع بالتخفيض يشمل تخصيص نقاط لبيع مختلف السلع والمنتجات عبر ولايات البلاد (عددها 58).

ومنذ عقود تشهد أسعار عديد المنتجات ارتفاعا في الجزائر مع حلول شهر رمضان، وسط اتهامات للتجار بالجشع، في حين يتحجج التجار بأن الارتفاع مرده زيادة الطلب بشكل كبير.

-794 سوقا للبيع بالتخفيض

وحسب بيان سابق لوزارة التجارة، فإن 794 سوقا للبيع بالتخفيض ستكون مفتوحة خلال رمضان عبر ولايات البلاد الـ58.

وأشارت الوزارة أن العملية يشارك فيها ممثلون عن اتحاد التجار الجزائريين وجمعيات حماية المستهلك إضافة لمنتجي مختلف السلع والبضائع.

ولاقت المبادرة انتقادات على المنصات الاجتماعية وخصوصا شبكة فيسبوك.

واعتبر نشطاء أن إقرار البيع بالتخفيض وأيضا من المنتج إلى المستهلك أمر إيجابي، لكن الجزائر بلد كبير ويستحيل أن تغطي الأسواق المخصصة للعملية كافة شرائح المجتمع.

ورأى آخرون أن تخصيص أسواق معينة للبيع بالتخفيض وترك العملية طوعية لبقية التجار سيجعل المبادرة تفشل لأن أغلب التجار حسبهم يلجؤون لرفع الاسعار في رمضان وليس العكس.

بيان سابق لوزارة التجارة أشار أن الوزير كمال رزيق وجه بضرورة فتح كافة نقاط البيع بالتخفيض عبر كافة ولايات البلاد.

-ارتفاع أسعار وندرة بعض المنتجات

وشهدت أسعار بعض المواد ذات الاستهلاك الواسع في الجزائر ارتفاعا كبيرا في الأسابيع الأخيرة على غرار الزيوت الغذائية التي صارت سلعة نادرة إضافة لأسعار اللحوم الحمراء والبيضاء والخضار والفواكه.

وأظهرت صور وفيديوهات تم تداولها على نطاق واسع على المنصات الاجتماعية طوابير طويلة لمواطنين في عدة ولايات الظفر بقارورة للزيت الغذائي.

كما ارتفعت أسعار السميد (طحين القمح الصلب) بشكل لافت في الأيام التي سبقت رمضان، وسط تهافت المواطنين على شراءه مثلما حدث بمدينة قسنطينة قبيل أيام من حلول رمضان حيث اصطفت طوابير طويلة طلبا للسميد ونفذت من المحلات في غضون ساعات.

ولوحظ ارتفاع في أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك على اختلافها والخضار والفواكه، والتي تشكل أساس موائد الجزائريين في رمضان.

وحسب بيان سابق للمنظمة الجزائرية لحماية المستهلك (مستقلة)، فإن أسعار الدجاج ارتفعت بنسبة 68 بالمئة في غضون أسابيع قليلة.

وقبل شهر، كان سعر كيلوغرام الدجاج 250 دينار (1.89 دولارا)، وارتفع ليصل 420 دينارا (3.18 دولارات).

أما اللحوم الحمراء فوصل سعرها 1600 دينار للكيلوغرام الواحد (12.12) دولارا، صعودا من 1200 دينار (9.84 دولارات).

-تقييم العملية في نهاية الشهر

وفي السياق يرى مصطفى زبدي رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك (مستقلة) أن تقييم نجاح البيع بالتخفيض من عدمه ما زال مبكرا وسيكون عند انتهاء العملية.

وأشار زبدي في تصريح للأناضول أن وزارة التجارة أقرت عملية البيع بالتخفيض لكن في النهاية الانخراط في العملية يكون بشكل طوعي من طرف التاجر.

وحسب زبدي فإن الإقبال هذه الأيام يتعلق بلوازم المائدة والمطبخ وبعدها لوازم العيد (ملابس وحلويات).

وتساءل بالقول “هل ستمتد عملية البيع بالتخفيض في رمضان لتشمل المنتجات المصنعة والأجهزة الكهرومنزلية مثلا”.

-إقبال للجزائريين على أسواق التخفيضات

وأجمع باعة في سوق قصر المعراض بالجزائر العاصمة في حديث لـ”الأناضول” أن هناك إقبالا من المواطنين على شراء مختلف المنتجات المعروضة للبيع بالتخفيض.

وأفاد محمد أوداشن بائع زيتون من ولاية بومرداس بمنطقة القبائل (وسط)، أن منتجاته متوفرة بأسعار معقولة في شهر رمضان.

وأضاف “في هذا المعرض للبيع بالتخفيض نبيع الزيتون الذي يتواجد بكثرة في موائد الجزائريين خلال رمضان وخصوصا الأطباق التقليدية”.

بدوره أكد صلاح الدين قصران، بائع تمور من ولاية بسكرة (جنوب)، أنه يحاول تدارك الخسائر التي تكبدها السنة الماضية خاصة خلال الحجر الصحي جراء جائحة كورونا.

وذكر بهذا الخصوص “في هذا المعرض نبيع بسعر يناسب الزبون والتاجر كي لا يخسر التاجر ولا يتضرر الزبون”.

من جهته قال آيت خالد مرزوق، ممثل شركة لبيع اللحوم المدخنة والأجبان من ولاية بجاية بمنطقة القبائل (وسط)، أن هناك إقبال من المواطنين على المنتجات المعروضة بهذا السوق.

وأضاف “هذا الإقبال من الزبائن يعود للتخفيضات المطبقة على منتجاتنا والتي وصلت 20 بالمائة مع حلول رمضان”.

وتابع “رمضان هو شهر الرحمة.. الحمد لله هناك إقبال كبير وتخفيضات معتبرة خصوصا أن جائحة كورونا ألحقت أضرارا كبيرة بالمواطنين”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: