رمضان يجمعنا.. حصاد الشهر الفضيل في ظلال مدرسة الصيام (فيديو)

رمضان يجمعنا.. حصاد الشهر الفضيل في ظلال مدرسة الصيام (فيديو)

عمان – البوصلة

يسلط أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري الضوء في حلقة جديدة من سلسلة “رمضان يجمعنا” التي تبث “البوصلة” حلقاتها على مدار الشهر الفضيل، على خواطر ودروس مستفادة في ظل وداع شهر رمضان الفضيل وانقضاء أيامه، مشددًا على أنّه ينبغي على المسلم المحافظة على استمرارية عبوديته وعبادته وخاصة بعد رمضان لا سيما وأن الله سبحانه وتعالى هو رب الشهور كلها.

وأكد الشحروري أنّ من الدروس المستفادة من رمضان المواظبة على قيام الليل والتهجد التي تدرب عليها في مدرسة شهر رمضان وما فيها من الأجر العظيم والتعرض لنفحات الله وما فيها من استجابة للدعاء في الثلث الأخير من الليل.

وأشار إلى أنّ من الدروس المستفادة من رمضان بكونه شهر الجهاد والمجاهدة وما يقدمه المجاهدون والمقاومون في فلسطين وغزة يوجه رسالة للعالم أن المسلم لا يقبل الضيم وأن خريج مدرسة الصيام عزيز لا يرف له جفن طالما المقدسات تنتهك، حتى يقدم لها النصرة.

ووجه رسالة للصائمين بضرورة المحافظة على المبادئ والقيم والأخلاق التي تعلمناها في رمضان ونجدد العهد مع الله الذي هو رب الشهور كلها وعلينا أن نواظب على عبادته وطاعته طيلة أيام العام.

رمضان يودعنا

وقال الشحروري: إن لكل بدايةٍ نهاية، وها هو شهر رمضان يسير بنا سريعًا إلى نهاية لياليه وأيامه، ونحن في الأردن نعيش الليلة التاسعة والعشرين من الشهر وأثبتت الدول التي صامت قبلنا بيوم أن غدًا هو المتمم لشهر رمضان المبارك وأن العيد عندهم الإثنين.

واستدرك: غالب الظنّ أننا سنعيّد معًا وأن الرؤيا ستتحقق مساء غدٍ في الأردن إن شاء الله تعالى وسيكون يوم الإثنين الأول من شهر شوال يوم عيد الفطر الذي نسأل الله أن يكون سعيدًا.

وتابع حديثه، هكذا ينقضي رمضان.. نقف أمام ما بذرناه في هذا الشهر وأيامه ولياليه ونسأل الله القبول وأن يحيينا إلى رمضان المقبل لا حبًا في الحياة ولكن حبًا في أن نظل مستظلين في ظل هذه النفحات المباركة مستأنسين برحمة الله.

المداومة على قيام الليل

وقال: أيها الإخوة الأحبة..  من الخواطر التي تجول في النفس أن شهر رمضان عودنا على القيام وما أجمل أن يحافظ المرء على القيام بعد رمضان، فالتراويح تعلمنا أنه يمكننا أن نقوم كل ليلة على مدار العام.

ولفت بالقول: لقد نصحني أحد الصالحين في يومٍ من الأيام: يا أخي إذا كنت  غير قادرٍ على القيام، وعلى أن تنام ثم تستيقظ فلا أقلّ من أن تصلي بعد سنّة العشاء ركعتين بنية القيام، وتتعود هذه العادة فتكتب كل ليلة قائمًا، وهذا سيشد أزرك وسيجعلك بإذن الله قادرًا على القيام في الثلث الأخير من الليل فتتهجد وتتعرض لنفحات الله حيث إنّ الله في هذا الوقت يتجلى على عباده، فيقول: هل من مستغفرٍ فأغفر له، هل من سائل فأعطيه، فتكون من أهل هذه النفحات.

وشدد على أنه “ما أجمل أن يكون رمضان فرصة، ومدرسة تدريبية، لكي نظل على صلة بقيام الليل ما بقينا على هذه الحياة وطوال أيام السنة، ويا هناءة من خرج من رمضان بهذا الدرس”.

رمضان شهر الجهاد

وقال الشحروري: رمضان نتركه اليوم وتنقضي لياليه على وقع الجهاد والمجاهدة والمجالدة، من جهة يكشف عن مجزرة قام بها جلادو النظام السوري في حيٍ يسمّى حي التضامن، وهذا ليس جديدًا، ففي عام 1982 هذا النظام ذاته ضحى بعلماء سوريا، ومفتي حماة وأكثر من عشرة من علماء أسرة واحدة من أهل العلم في حماة، وقتلوهم دفعة واحدة.

وأكد أن هذا ديدنهم أن يقتلوا المؤمنين الصادقين الصابرين على دينهم، فقتل النفس البشيرة عندهم أهون من أن تقتل ذبابة أو برغشة، فلا تستغربوا أن يقف كل العالم بأسره ليثبت أركان مثل هؤلاء، وليعيد بعض الأعراب علاقته بهم إمعانًا في إيذاء الإسلام وأهله، كما نقول بالعامية (جكارة)، يقولون بلسان حالهم: نحن نمد يد العون والمساعدة لهذا النظام الذي تمرس على قتل شعبه.

تليمذ شهر الصيام لا يضام

وأضاف الشحروري: من جهة أخرى، يطالعنا المجاهدون في غزة بالوعيد الشديد ليهود أنهم إذا استمروا على بغيهم وطغيانهم واعتدائهم على المسجد الأقصى فستكون الواقعة الكبرى بعد رمضان بإذن الله، وهذه عزة المسلم الذي لا يقبل ضيمًا، والذي يقول لهؤلاء: إنكم لن تحفظوا رؤوسكم ما لم تكفوا عن إيذاء مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذه الخاطرة نقول فيها: إنّ المسلم لا ينام على ضيم، والمسلم لا يعرف التخاذل، فرمضان الذي نجاهد فيه شهوة البطن والفرج هو رمضان الذي نجاهد فيه العدو الخارجي ولا نرضخ له ولا نستسلم لخياراته ونكون نحن الفاعلين ولا نقبل أن نكون المفعول بهم، على حد وصفه.
وقال: هذه رسالة لكل الدنيا أن خريج مدرسة الصيام عزيز، وقوي، ويعتز بمعية الله، وتلمذته على رسول الله، وهو أعظم من أن يستكين لعدو.

وختم بالقول: رمضان يذهب ويأخذ معه ما قدمنا له، ولكننا نستقبل الأيام القادمة من عمرنا ما كتب الله لنا من حياة، ثابتين على مبادئ رمضان، مقبلين على التبتل لرب رمضان فهو رب الشهور كلها وكما عبدناه في رمضان، أن نظل أوفياء لرب رمضان والشهور كلها، كل عام وأنتم بخير، تقبل الله طاعاتكم.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: