رمضان يجمعنا.. هكذا يفرط جهلة الأمّة بالسنّة النبوية وعلينا الانتصار لها (فيديو)

رمضان يجمعنا.. هكذا يفرط جهلة الأمّة بالسنّة النبوية وعلينا الانتصار لها (فيديو)

عمّان – البوصلة

في حلقة جديدة من سلسلة “رمضان يجمعنا” التي تبث “البوصلة” حلقاتها على مدار أيام الشهر الفضيل، يحذر أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري من خطورة “تفريط بعض جهلة الأمّة بالسنة النبوية” من خلال التحامل على كتب السنّة والحديث الموثوقة ممثلة في كتابي البخاري ومسلم.

وانتقد الشحري من وصفهم بـ “الحداثيين” مؤكدًا أنّهم أصبح يؤرقهم الدين ويؤلمهم فاردوا أن يسعوا جاهدين لنقض عراه وتشكيك الناس بدينهم وسنّة نبيهم، مشددًا على أنّ مقام السنّة النبوية يأتي في المرتبة الثانية بعد القرآن الكريم بإجماع الأمّة ويجب أن ننتصر لها وندافع عنها بوجه الجهلة والحاقدين على الإسلام والمسلمين.

لماذا يؤرق الدين “الحداثيين”؟

يقول الشحروري في حلقته: درج موديل “الاستهانة بأحاديث رسو الله صلى الله عليه وسلم، والنقد لكتب الحديث الشريف الموثوقة المتعارف على صدقها منذ قرونٍ عديدة متطاولة، صحيح البخاري الفقهاء يقولون لو أنّ شخصًا حلف على زوجته بالطلاق أن كل ما في البخاري صحيح لم تطلق زوجته، وهذه مسألة قديمة.

ويضيف: اليوم يأتيك أحدهم وهو متكئ على أريكته ويشرب فنجان القهوة، وربما يدخن، ويقول لك: البخاري واهن، أو البخاري بعض رواته قتلة، البخاري كتابٌ يجب أن ينبذ.

ويستدرك بالقول: “نعم هؤلاء هم الحداثيون الذين يريدون أن ينقضوا عرى الدين عروة عروة، فأصبح الدين يؤرقهم ويؤلمهم، لأنّ هذا الدين المتكون من قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الناس أصول الشريعة كما تنبغي، ويعلم الناس العقيدة والسلوك، ويعلم الناس ألا يرضخوا لظالم وألا يسكتوا على محتل”، متابعًا: “لذلك لا بد من نقض عرى هذه الشريعة حتى يسهل القضاء على الإسلام ومن خلفه المسلمين”.

ويقول: “أيها الإخوة إن مقام السنة النبوية مقامٌ عظيم، وقد أجمعت الأمة أنّ الحديث النبوي والسنة النبوية تأتي بالمرتبة الثانية بعد القرآن الكريم، ويعلمهم الكتاب والحكمة (قالوا الكتاب هو القرآن الكريم، والحكمة هي السنة النبوية)، وقد أجمعت الأمّة على أنّ السنة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع، فكيف تصلنا السنّة إذا شككنا في البخاري ومسلم وهذا الإرث العظيم”.

ويحذر من أنهم “يريدون أن يقطعوا حبالنا وصلتنا بالقرآن الكريم، فمثلا: القرآن قال لنا وأقم الصلاة، فإذا لم يصحّ لنا حديثٌ يبين لنا عدد ركعات الصلاة وأوقات الصلاة وأركان الصلاة وسنن الصلاة وواجبات الصلاة ومبطلات الصلاة فكيف نصلي؟”

ويتابع، “إنهم يريدون أن يقطعوا الحبال بين القرآن والسنة التي تلعمنا كيف نطبق هدي القرآن وهذه هي حملتهم الشرسة، فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا ممّا قضيت ويسلموا تسليما”، بالمفعول المطلق”.

ولو أنهم جاءوك فاستغروا

“اسمع يا سيدي: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك) يا محمد وأنت حي فجلسوا بين يديك (فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول، لوجدوا الله توابًا رحيمًا)، لا مناص من قنطرتك يا رسول الله ولا مناص من الطريق إلى الله عبر محبتك وعبر الاقتداء بك”.

ويضيف: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك)، يقولون إن محمدا عليه الصلاة والسلام الآن التحق بربه، فكيف نجيئه ونستغفر عنده، نعم تلوذ بسنّته وتقلد هديه وتتبع الصحيح ممّا أثر عنه في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وسنن أحمد وابن ماجة، هذه الكتب التي عندما نقحت استطعنا الآن بكسبة على الكمبيوتر أن تعرف الصحيح من الحسن من الصحيح لذاته من الصحيح لغيره، من الحسن لذاته، من الحسن لغيره، من الضعيف من الموضوع من المرسل من المقطوع من المنقطع.

ويتساءل “ماذا فعل علماء الحديث؟ لقد نقحوا لنا هذه السنة حتى يسهل الوصول إلى صحيح ما قال عليه الصلاة والسلام، لكن الذين يطاردون البخاري في صحيحه ومسلمًا في صحيحه، إنّما يريدون أن يقطعوا صلتنا بالله ويقطعوا صلتنا بهذا الدين”.

مؤامرة وتشكيك

ويشدد على أن “هذا شغل اليهود الذين اقضّ مضجعهم أن تتمسك بعرى هذا الدين، قرآنا وسنة، قالوا لا بد أن نقطع الطريق على المسلم، ولذلك علينا أن نشكك في أبي هريرة ونتمه بالكذب لأنه وحده روى أكثر من 5 آلاف حديث فإذا شككنا الناس فيه ضاع أكثر من 5 ألاف حديث، ولم يفد منها المسلمون، أرأيتم إلى ما يرمون إليه؟”.

“أنا أقول عجبًا لبعض المسلمين المتفذلكين من أنصاف المثقفين، يعني إذا كان أكثر من 1200 عام والأمّة تتلقى ما في البخاري ومسلم وما في السنن بالقبول، ثم أنت الآن يا فصيح زمانك جئت تقول هنا أخطأ البخاري وهنا أخطأ مسلم”، على حد تعبيره.

ويوضح: “نحن لا ندّعي أن البخاري معصوم، ولا أن مسلمًا معصوم لكننا نشدد على أنّ هذين العلمين من أعلام السنّة النبوية المطهرة قد استفرغا وسعيهما فيما أفرداه من كتب جمعت صحيح السنّة وأفنيا عمريهما في هذا الأمر، حتى أجمعت الأمة على كتابيهما، ثم انت تأتي لتقول هنا خطأ وهنا صوات وتحكم عقلك ومجرد عقلك، وتؤله هذا العقل وتجعله الحكم على حديث رسول الله صلى الله علين وسلم”.

ويقول دكتور الشريعة الإسلامية: “أيها الإخوة الأحباب إن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم أن ننتصر لسنّته، وأن نحيي هذه السنّة وأن نحفل بها، فلقد كان صحابة رسول الله يتمسكون بالسنّة لأنها سنّة، واليوم يفرط المساكين بهذه السنّة لأنها سنّة، حلّوا هذه المعضلة”.

ويختم بالقول: “فأما صحابة رسول الله فكانوا يتمسكون بالسنّة لأنها تصلهم بحبيبهم وأسوتهم عليه الصلاة والسلام، وأما جهلة الأمة فيفرطون في السنّة على اعتبار أنّها ليست فرضًا، ويجدفون بمقام الحبيب عليه الصلاة والسلام ويسيئون له في قدره، بأبي وأمّي هو عليه الصلاة والسلام، أسأل الله أن يجعلنا أهلًا لاتباع الحق وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه”.  

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: