حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

رواية «كورونا» ستطول..!

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

هل تذكرون قصة»  الغولة «  التي كانت الأمهات ترويها لأطفالهن قبل النوم ? لكي ترتعد «فرائصهم» ويغطون في سباتهم العميق؟

احد المسؤولين في مجال «الصحة» استحضر «الضبع» بدل «الغولة» ليحذرنا من كورونا ? ونصحنا بأن نترك الأبواب مفتوحة لكي نسمح لهذا «الضبع» ان يخرج بسلام، لا أدري، بالطبع، اذا كان سيخرج بعد ان اجهز على من في البيت?  ام انه سيكتفي بما سيقدم للضيوف من واجب…ويغادر.

هذا جزء من «التراجيديا» التي حولت الأردنيين – أصحاب الكشرة المعروفة – الى «مجتمع نكتة»، فعلى وسائل التواصل الاجتماعي تمددت ابتسامات الناس وضحكاتهم الممزوجة بالمرارة، وابتدعوا ما لا يخطر على البال من سرديات اصبحوا هم ابطالها، وبذلك انتزعوا ما أراده مخرجو وكتاب السيناريو من «رسائل»  للجمهور? فأعادوها اليهم، لكن بصورة أخرى لم يتوقعوها.

لا يراودني أي شك بأن رواية «كورونا» ستطول، وبأن ما شهدناه ليس سوى الفصل الأول لهذه «الكارثة»، وبالتالي لا بد ان نتكيف معها، فقد انتهت على ما يبدو موجة «التخويف» منها، وسنتكشف لاحقاً انها مجرد «وباء» كغيره من الأوبئة التي اقتحمت مجالنا البشري، وبأن مواجهته «بالإغلاق» والحظر لا يفيد، تماماً كما أن مواجهة «المجال الافتراضي» الذي صدر لنا الانفلات الأخلاقي ? وشوه بعض هواته فطرتنا الإنسانية لا يفيد ايضاً.

من هنا يجب ان نفكر – الحكومة والمجتمع معاً- في ما يمكن ان نفعله للتقليل ما امكن من خسائر هذه «الجائحة»، فقد دفع الناس حتى الان ثمناً باهضاً للإجراءات التي اتخذتها الحكومة منذ منتصف اذار الماضي، ولم يعد بمقدورهم أن يتحملوا المزيد، وربما اكتشفت الحكومة (هل اكتشفت حقا؟) انها غردت احياناً خارج السرب او ارتبكت في بعض المراحل، وبالتالي صار مطلوباً منها ان تعيد جردة حساباتها وتقييم إجراءاتها ومقرراتها، وان تتعامل بمنطق العقلانية والحكمة مع « الصرخات» التي تصدر من المجتمع، لا بمنطق « الفهلوة» التي يحاول بعض المسؤولين ان « يلعبوا» به علينا.

الخطوة الأولى في هذه «المراجعة» الحكومية تبدأ «بالمكاشفة»، اقصد وضع الناس في صورة «السيستم» الذي تتدرج فيه اتخاذ القرارات المتعلقة «بكورونا»، لدينا لجنة من الأطباء لا نعرف كثيراً من أعضائها مكلفة بتقييم الحالة وتقديم ما يلزم من مقترحات، ولدينا في مجلس الوزراء «مطبخ» لا نعرف من يعمل فيه لتحديد السياسات واتخاذ القرارات، كما ان لدينا «مركزاً» للأزمات يتولى مهمة وضع الاستراتيجيات وتنفيذها، اذا كان ذلك صحيحاً فان تعاملنا مع هذا الوباء كان يفترض ان يكون افضل من وصلنا اليه من أداء، ما علينا  دعونا نتجاوز ما حصل ، الان دخلنا الى مرحلة «الخطر» الحقيقي، ليس على صحتنا فقط وانما على حياتنا المتعلقة بالمعيشة والحريات العامة وحركة السياسة في بلدنا مع اقتراب الانتخابات، وبالتالي لا بد ان نتحرك على وجه السرعة لإبداع مخارج وحلول تضمن مواجهة «كورونا» وتضمن سلامة مجتمعنا وبلدنا من دفع فاتورة ما بعد كورونا، وهي فاتورة مزدحمة بالمفاجآت والاخطار التي لم تعد تخفى على أحد منا في هذا الإقليم المضطرب والملبد بالغبار والمكائد والصفقات المشبوهة? وفهمكم كفاية.

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts