أعلنت روسيا، الجمعة، استراتيجتها الجديدة للسياسة الخارجية.
الاستراتيجية الجديدة التي ستحدد معالم السياسة الروسية الخارجية من الآن فصاعدا، ركزت على الخطر والهيمنة الغربية، واعتبرت الولايات المتحدة ” المحرك الرئيسي والمصدر الأساسي للسياسة المعادية لروسيا وأكبر تهديد يواجه العالم وتطور البشرية”. باختصار تنظر روسيا إلى أمريكا على أنها “محراك شر” باللهجة العامية الدراجة.
ليس هذا فحسب بل وفق الاستراتيجية الجديدة فإن إحدى أوليات روسيا هي القضاء على “أساسيات الهيمنة” من جانب الولايات المتحدة والدول الأخرى غير الصديقة في الشؤون الدولية.
هذا يستلزم، بالطبع، عدم التعاون مع الولايات المتحدة في أي من المجالات، بل قد يستلزم مواجهتها في كثير من الساحات.
في المقابل فإن الاستراتيجية الجديدة تشير إلى توجه روسيا شرقا، حيث سيكون تعزيز العلاقات مع الصين والهند في قلب الاستراتيجية الجديدة. كما أن العالم الإسلامي سيكون له مركز هام فيها؛ إيران والسعودية وتركيا ومصر.
المثير في الاستراتيجية الجديدة هو النص على أن موسكو ستولي اهتماما لتشكيل بنية شاملة مستدامة للأمن والتعاون الإقليميين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على أساس توحيد إمكانات جميع الدول والاتحادات القائمة بين دول المنطقة، بما في ذلك جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربي.
كذلك تعتزم روسيا، وفق الاسترتيجية الجديدة، التعاون بنشاط مع جميع الأطراف المعنية من أجل تنفيذ مقترحات روسيا الاتحادية لضمان الأمن الجماعي في منطقة الخليج العربي. ما يعني اشتباكا مباشرا مع قضايا المنطقة الشائكة.
مع التوجه الجديد للسياسة الخارجية الروسية، لا ندري موقع الكيان الصهيوني فيها، وهو الكيان الذي يعتبر أداة الاستعمار الغربي وحربته في قلب الشرق الأوسط، فهل سيتم التعامل معه كجزء من التحالف الغربي، أم سيكون له معاملة خاصة؟ هذا سيكون التحدي الأول لاستراتيجية موسكو الجديدة، على الأقل بالنسبة لمنطقتنا.
(السبيل)
