رفعت روسيا مستوى قيادة قواتها في أوكرانيا، إذ كلفت رئيس الأركان بمنصب القائد وعيّنت 3 نواب له من أرفع الجنرالات، في وقت يشتد فيه القتال شرق البلاد، حيث قال الجيش الروسي إن قواته تحاصر مدينة سوليدار الأوكرانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء في بيان إن وزير الدفاع سيرغي شويغو أصدر أمرا بتعيين رئيس هيئة الأركان فاليري غيراسيموف قائدا “لمجموعة القوات الروسية العاملة في منطقة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا”.
وأوضحت الوزارة أن القائد الحالي للقوات الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرغي سوروفيكين -الذي عيّن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي- أصبح بموجب القرار نائبا للقائد الجديد. ويشغل سوروفيكين في الوقت نفسه منصب قائد القوات الجوية.
كما أمر وزير الدفاع بتعيين قائد القوات البرية أوليغ ساليكوف وأليكسي كيم نائب رئيس الأركان نائبين لقائد القوات الروسية في أوكرانيا.
وأوضح البيان أن هذه التعيينات الجديدة وقرار رفع مستوى القيادة في أوكرانيا مرتبطان بزيادة حجم المهام، وتحسين جودة جميع أشكال الدعم، وكفاءة إدارة القوات.
تعهدات بوتين
في غضون ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده مستمرة في تعزيز قدراتها الدفاعية وتلبية احتياجات القوات المسلحة.
وقال بوتين خلال ترؤسه أول اجتماع للحكومة الروسية في العام الجديد “سنحل بالتأكيد جميع المشاكل المتعلقة بتوفير احتياجات القوات المسلحة والوحدات المشاركة في العملية العسكرية الخاصة”.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن الوضع صعب في بعض المناطق الواقعة ضمن المقاطعات التي ضمتها روسيا إلى أراضيها.
وتحدث بوتين أيضا عن تنفيذ الخطط الاجتماعية والاقتصادية، قائلا “من الضروري تحقيق حلول في المستقبل القريب لقضايا التنمية السيادية المستقلة، فجميع الموارد اللازمة لذلك متوفرة، رغم الضغوط والتهديدات الخارجية”.
معركة سوليدار
ميدانيا، قال الجيش الروسي إن قواته تحاصر مدينة سوليدار شرقي أوكرانيا، في حين قالت كييف إن المعارك لا تزال مستمرة في المدينة.
وكان يفغيني بريغوجين، مالك شركة “فاغنر” الأمنية التي يقاتل عناصرها إلى جانب الجيش الروسي، قد أعلن أن قواته سيطرت على كامل مدينة سوليدار.
وقال بريغوجين في حسابه على تليغرام إن وحدات فاغنر سيطرت على كامل أراضي سوليدار، وإن القتال لا يزال مستمرا وسط المدينة مع بعض القوات الأوكرانية المحاصرة.
ونشرت وسائل إعلام روسية صورة قالت إنها لبريغوجين برفقة مقاتلين داخل أحد أنفاق المناجم في مدينة سوليدار. ومن جانبها، ذكرت وكالة “ريا نوفوستي” أن الصورة تخص أحد مناجم الملح.
كما نشرت قوات فاغنر لقطات قالت إنها لمقاتليها أمام مبنى إدارة سوليدار وسط المدينة. وأكد متحدث عسكري في الفيديو أن قواته تنفذ مهامها بنجاح، وتنتشر حول مبنى الإدارة في مركز المدينة، وأن القوات تعمل على تمشيط أحياء سوليدار.
وكانت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا قالت إن قوات فاغنر بدأت تمشيط المدينة الإستراتيجية بعد سيطرتها كليا عليها، وأضافت أن نحو 500 عسكري أوكراني ما زالوا محاصرين داخل مدينة سوليدار.
أما وزارة الدفاع الروسية فقد أكدت أن المعارك بين القوات الأوكرانية والروسية لا تزال متواصلة في سوليدار، وأوضحت في بيان أن “وحدات مجوقلة (محمولة جوا) عطلت الوصول إلى الأجزاء الشمالية والجنوبية من سوليدار”.
الكرملين يحذر من التسرع
من جانبه، دعا المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى عدم التسرع في إعلان الانتصار في سوليدار.
وأعرب بيسكوف عن استعداد بلاده لحل الأزمة الأوكرانية من خلال المفاوضات، لكن مواقف أوكرانيا والغرب لا تسمح بإجراء محادثات في الوقت الحالي، وفق تعبيره.
وأضاف أن الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة مستعدة لمواصلة ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا، لكن مخزوناتها تنفد.
في المقابل، قال سيرغي تشيرفاتي المتحدث باسم قيادة عمليات المنطقة الشرقية في الجيش الأوكراني إن المعارك ما زالت مستمرة في سوليدار.
وصرح “مدينة سوليدار ليست تحت سيطرة القوات الروسية، هناك معارك عنيفة مستمرة، والعدو بث دعاية إعلامية لإشاعة أنه سيطر على المدينة بشكل كامل، ونشر ذلك في آلته الإعلامية. لكن ذلك غير صحيح”.
وأضاف تشيرفاتي “نعمل بجد لاتخاذ القرارات اللازمة لاستعادة التوازن في خطوط القتال، حتى نلحق بالعدو أكبر الخسائر، ونحد من خسائرنا هناك”.
دفاعات جوية ودبابات
وفي إطار المساعدات العسكرية، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أن ليتوانيا تعهدت بنقل أنظمة دفاع جوي ومدافع مضادة للطائرات إلى أوكرانيا.
جاء ذلك بعد اجتماع عقده الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مدينة لفيف غربي البلاد، مع رئيسي ليتوانيا جيتاناس نوسيدا، وبولندا أندريه دودا.
من جهته، قال الرئيس البولندي إن بلاده ستكون ضمن الدول التي تزود أوكرانيا بدبابات من نوع “ليوبارد”، وفقا لما أوردته وكالة إنترفاكس الأوكرانية.
في السياق نفسه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ إن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي مهمة أكثر من أي وقت مضى.
وأكد ستولتنبرغ أن هناك حاجة لزيادة مستوى الدعم العسكري لأوكرانيا، ورحب في الوقت نفسه بإعلان الولايات المتحدة ودول أخرى تقديم أسلحة جديدة لكييف.
لقاء في أنقرة
من ناحية أخرى، عقد في العاصمة التركية أنقرة اليوم الأربعاء لقاء بين مفوضة حقوق الإنسان الروسية تاتيانا موسكالكوفا ونظيرها الأوكراني ديمترو لوبينيز.
ونقلت وكالة رويترز عن موسكالكوفا قولها عقب اللقاء إن أوكرانيا وروسيا اتفقتا على تبادل 40 أسير حرب.
وصرحت موسكالكوفا أيضا لوكالة تاس الروسية بأنها ناقشت ملف الجنود الروس المفقودين مع مفوض حقوق الإنسان في أوكرانيا.
