سرحان: “التخمة الإلكترونية” أخطر من تخمة المعدة في رمضان

سرحان: “التخمة الإلكترونية” أخطر من تخمة المعدة في رمضان

عبّر عن أسفه من أنّ هناك تزاحمًا في الكمّ يفتقد الى النوعية

سلط الخبير الاجتماعي ومدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان، في تصريحاته لـ “البوصلة” الضوء على موضوع “التخمة الإلكترونية” في رمضان، وما يترتب عليها من أضرار بالغة الآثار الذهنية والبصرية السلبية الناتجة عن كثرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت.  

وقال سرحان: إنّ شهر رمضان شهر خير وبركة، وفيه تتضاعف الاجور، ويحرص المسلمون على الإقبال على الله اكثر من الأيام الأخرى، كما يتسابقون على عمل الخير، من صلاة وقيام وقراءة القرآن وصدقة وإخراج زكاة المال وصلة للارحام وغيرها من أشكال أعمال الخير التي لا يمكن حصرها.

ولفت إلى أنّه “في هذا  الشهر تتجلى قيمة الوقت وأهميته والحرص على إستثمار دقائقه باعتبار الصيام أيام معدودات”.

سرحان: “التخمة الالكترونية” تؤدي إلى التزاحم وتسبب إعاقة الاستفادة من المحتوى الجيد المفيد

واستدرك بالقول: إنّ الفقهاء والعلماء والمصلحون دأبوا على تقديم الدروس والمحاضرات والمواعظ في المساجد قبل وبعد أداء الصلاة. ولا يكاد مسجد يخلو من ذلك خصوصا في صلاة التراويح.

وأضاف سرحان: كان في السابق لمثل هذه الدروس والمواعظ روادها باعتبارها حلقات علم يتسابقون على الجلوس فيها إضافة إلى انها مصدر علم شرعي وتوجيه وإرشاد فيما ينفعهم في الدنيا والآخرة.

وتابع، “في شهر رمضان ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي أصبح  الإقبال كبيرا على إستخدام مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني لبث المحاضرات والدروس سواء بصورة مباشرة أو مسجلة إضافة الى تداول أعداد كبيرة من الرسائل المكتوبة والفيديوهات على مدار الساعة”.

إقرأ أيضًا: سرحان: التطوع يهذب النفس ويعمّق الانتماء ويستثمر الطاقات

وقال سرحان: تزداد في هذا الشهر الفضيل أعداد المساهمين في تقديم هذه المواد، ويضيف سرحان قائلا: أصبح الفضاء الإلكتروني “يعج” بأعداد كبيرة من المواد الإلكترونية المتنوعة، كثير منها يقدم من أشخاص غير مختصين او مؤهلين في الموضوعات التي يتحدثون فيها.

وأشار بالقول: لعله من الصعب على الشخص العادي تمبيز دقة المعلومة أو صوابية الرأي سواء في القضايا الشرعية او العلمية او الصحية، مما يسبب إرباكا عند المتلقين ويؤدي إلى نشر محتوى ضعيف أو  غير صحيح من جانب، ومن جانب آخر فإن “التخمة الالكترونية” تؤدي إلى التزاحم، مما يسبب إعاقة الاستفادة من المحتوى الجيد المفيد.

هدر الوقت والجهد

وأكد سرحان أنّ “الكم الكبير من المواد المنشورة يسبب هدر وقت الأشخاص في التصفح وإستنزاف جهدهم، إضافة إلى الآثار الذهنية والبصرية السلبية الناتجة عن كثرة إستخدام مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت”.

وقال:هناك أشخاص لهم قنوات خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومنهم مختصون في مجالات معينة، لهم متابعون يهتمون بما يقومون بنشره وربما يتفاعلون معه من خلال الاعجاب او التعليق واحيانا الحوار.

ولفت إلى أنّ هناك أشخاصًا يحاولون تكوين شبكة علاقات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي دون وجود مقومات حقيقية لديهم أو ميزات أو إضافات يمكن تقديمها للآخرين فيلجؤون الى الإكثار من النشر والترويج حتى من خلال الخدمات المدفوعة.

إقرأ أيضًا: سرحان لـ “البوصلة”: “التقليد الأعمى” داءٌ قاتلٌ يفقد الأمّة هويتها

ويبين سرحان:مثل هؤلاء وإن لم ينجحوا في كسب متابعين إلا انهم يساهموا في زيادة “الازدحام” في الفضاء الإلكتروني وإعاقة وصول المحتوى الجيد بسهولة وفي وقت قصير ودون إضاعة كثير من الوقت.

ونوّه إلى أنّه في رمضان يلجأ أشخاص ومؤسسات الى تكثيف إستخدام وسائل التواصل خصوصا في مثل هذه الظروف، مع عدم وجود قيمة حقيقية في المحتوى، وقد يكون الدافع رغبة في إفادة الآخرين ظنا من الشخص ان لديه ما يقدمه او حبا في الشهرة وبناء العلاقات.

وختم سرحان بالقول: “في كل الأحوال فإن المسؤولية تتطلب -خصوصا في شهر رمضان- التقليل من المشاركات وإقتصارها على الامور الضرورية ومن أهل الاختصاص لتمكين اكبر عدد ممكن من الأشخاص من الاستفادة منها، وكذلك التقليل من إرسال رسائل المجاملات والعبارات المنمقة والمكررة التي يتم تداولها، لتمكين الجميع من إستثمار الوقت وعدم إضاعته على شبكة الإنترنت”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: