سرحان لـ “البوصلة”: سلوك اللحظات الأخيرة مع نهاية رمضان يربك الجميع

سرحان لـ “البوصلة”: سلوك اللحظات الأخيرة مع نهاية رمضان يربك الجميع

 عمّان – رائد صبيح

أكد الخبير الاجتماعي ومدير جمعية العفاف الخيرية، مفيد سريحان، في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ السلوك الذي يتبعه الناس، مع قرب نهاية شهر رمضان الفضيل وحلول عيد الفطر السعيد، مرتبط بـما وصفه “سلوك اللحظات الأخيرة” الذي من شأنه أن يربك الفرد والمجتمع ويتسبب في الازدحامات والتوتر والإضطراب، معبرًا عن استغرابه في الوقت نفسه من أنّ “البعض يعشقون الساعة الأخيرة ويجدون فيها طعما خاصا”، على حد تعبيره.

وقال سرحان: منذ مرحلة الطفولة تحرص الأم على عدم ايقاظ طفلها للذهاب إلى الروضة حتى الدقائق الأخيرة قبل الموعد المحدد، وكذلك عند الذهاب للمدرسة، فهي حريصة على أن يستثمر كل دقيقة في النوم قبل أن يستيقظ، ويجهز نفسه على عجل بمساعدة الأم، بحيث يصل إلى المدرسة في الدقيقة الأخيرة قبل بدء الطابور الصباحي أو الحصة الأولى، إن لم يصل متأخراً ليلتحق بزملائه، حيث يعتاد الطفل الارتباك والتعجل في الدقائق الأخيرة، وما يحمله ذلك من توتر واضطراب. حتى عندما يذهب الطالب بنفسه إلى المدرسة، فقد اعتاد أن يذهب مسرعاً يسابق الزمن للوصول في اللحظة الأخيرة على أحسن الحوال. 

كما لفت إلى أنّ “الأغلبية يعتادون البقاء خارج قاعة المحاضرة في الجامعة، بانتظار وصول مدرس المادة للدخول إلى القاعة”. 

الخبير الاجتماعي مفيد سرحان: اكتظاظ اللحظات الاخيرة فيه اضاعة لوقت الجميع وتأخير لمصالحهم واستنزاف للطاقات

وأشار سرحان إلى أنّ “كثيرًا من الاجتماعات لا تبدأ في موعدها المحدد مسبقاً، فقد أصبح من البديهي وصول غالبية المجتمعين بعد الموعد المحدد، ليبقى قلة من الملتزمين في انتظار المتأخرين الذين لا يشعرون بالذنب، فالملتزمون هم من يجب عليهم الانتظار”. 

وأوضح أنه “عندما تخرج الأسرة معاً في زيارة أو غيرها، فقد اعتادوا على أن يبقوا في السيارة لفترة في إنتظار أحد أفراد الأسرة أو أكثر، من الذين اعتادوا التأخير بالرغم أن موعد الخروج محدد ومعروف للجميع قبل ساعات”. 

كما أشار سرحان إلى أنّ “موعد بدء العمل محدد حتى قبل الالتحاق بالوظيفة، والمسافة من المنزل إلى مكان العمل ثابتة، لكن هناك من يخرج من منزله قبل مدة غير كافية للوصول، حتى دون الأخذ بالاعتبار أزمة المواصلات أو مفاجآت الطريق”. 

مشاهدات مرتبطة برمضان والعيد  

وضرب مثالاً على عشاق اللحظة الأخيرة بالقول: “في أيام رمضان المبارك الدقائق التي تسبق رفع آذان المغرب، هي الوقت المفضل للشراء والتسوق، فنشهد إزدحامات المخابز وبيع القطائف والحلويات، حتى من هو مدعو للإفطار خارج منزله، لا يجد من المناسب الخروج من منزله قبل موعد الإفطار بوقت كاف، ليصل إلى مقصده دون عناء، أو القيادة بسرعة كبيرة معرضاً نفسه وأسرته والآخرين للخطر. مع أن الجميع يحرص على الاحتفاظ بتقويم مواعيد الإفطار والسحور قبل بداية الشهر الكريم، وإن كانت المواعيد يتم استذكارها من الكبار والصغار عدة مرات في اليوم”. 

ونوه إلى أنه “بعد انقضاء رمضان يأتي عيد الفطر، فهو مناسبة دينية سنوية، ويوم فرح وسرور. وشهر رمضان إما ثلاثون يوماً أو تسعة وعشرون يوماً، فالفرق في تحديد يوم عيد الفطر لا يزيد عن يوم واحد، ومع ذلك ينتظر الكثيرون الاعلان الرسمي للعيد بعد مغرب اليوم الأخير من رمضان، للخروج من المنزل للتسوق وكأنهم تفاجأوا بالعيد”. 

إقرأ أيضًا: سرحان: التطوع يهذب النفس ويعمّق الانتماء ويستثمر الطاقات

واستدرك سرحان بالقول: فتجد الشوارع والأسواق قد ازدحمت بالناس والسيارات، حتى من ليس له حاجة يخرج بالازدحامات ويشارك في الاستمتاع “باللحظة الأخيرة”. 

ولفت إلى أنّه “مع أن موعد عيد الأضحى يتم تحديده قبل عشرة أيام، فإن اللحظات الأخيرة قبل يوم العيد لها مكانة خاصة لا يجب تفويتها عند الكثيرين، والمشاركة في ارباك المشهد وإضاعة وقت الكثيرين وتعريضهم للخطر، خصوصاً الذي يضطرون للخروج لحاجة ماسة”.   

اللحظات الأخيرة بمناسبات متعددة

وقال سرحان: حتى تسديد الاشتراكات ودفع الفواتير يتزاحم أعداد كبيرة على أبواب مؤسساتها، ومكاتبها في الساعة الأخيرة، مع أن الموعد النهائي معلوم للجميع، وكثيرون يستطيعون التسديد قبل أيام من الموعد النهائي، وكأن المتأخرين ينتظرون حدوث أمراً ما، مع أنهم على هذا الحال منذ سنوات دون تغير. 

وشدد على أنّ  “سلوك اللحظات الأخيرة  يتكرر عند الكثير من الناس، وفي مناسبات متعددة، وكانهم يعشقون الساعة الأخيرة والتي يجدون فيها طعما خاصا”.

إقرأ أيضًا: سرحان: “التخمة الإلكترونية” أخطر من تخمة المعدة في رمضان

وأضاف سرحان: أن تقليل أعداد المشاركين في “اللحظة الأخيرة ” يساهم في تمكين أصحاب الحاجات من الحصول عليها دون مزيد من العناء ويمكنهم من الاستفادة من الوقت بما هو نافع، وترك اللحظة الاخيرة لمن لا تسمح لهم ظروف عملهم في قضاء حوائجهم في وقت مبكر. 

استشعار المسؤولية

وقال الخبير الاجتماعي إن الشعور بالمسؤولية يتطلب أن يقوم من تسمح له الظروف بقضاء حوائجه في وقت مبكر. تيسيرا له وحماية له ولأسرته وللمجتمع. 

وشدد على أنّه يجب على الجهات المسؤولة أن تأخذ بعين الاعتبار ما اعتاد عليه الغالبية من “عشق للحظة الأخيرة”، في كل المناسبات وان كان ذلك يسبب للجهات المعنية مزيدا من الجهد والمتابعة والإرهاق.

وختم سرحان تصريحاته لـ “البوصلة” بالقول: إن التغيير يحتاج إلى التدرج ونشر الوعي والممارسة العملية، التي تبدأ منذ الصغر ومن الأسرة، بالتعود على التبكير وعدم ضغط الوقت، والابتعاد عن نهايات الوقت واماكن الازدحام، مشددًا في الوقت ذاته على أنّ “اكتظاظ اللحظات الاخيرة فيه اضاعة لوقت الجميع وتأخير لمصالحهم، واستنزاف للطاقات في مكانها المناسب”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: