سفينة “الأونروا” توشك أن تغرق.. العرب يتفرجون والعالم يتآمر

سفينة “الأونروا” توشك أن تغرق.. العرب يتفرجون والعالم يتآمر

عمّان – البوصلة

“سفينة الأونروا” توشك أن تغرق بسبب انهيارٍ ماليٍ وشيكٍ، تحذيراتٌ أطلقها مسؤولون أمميون أمام مؤتمر المانحين الذي انعقد في نيويورك الجمعة الذي عجز عن جمع التبرعات الكافية لاستمرار عمل الوكالة وتقديم خدماتها بشكلٍ طبيعي.

ودق المفوض العام لوكالة الأونروا ناقوس الخطر بشأن الأزمة المالية المتزايدة التي تواجهها الوكالة، محذرًا المشاركين في مؤتمر إعلان التعهدات للأونروا من مخاطر انهيار الوكالة.

وذكر بيان صحفي صادر عن وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا)، تلقته “البوصلة” أن الدول الأعضاء تعهدت، في المؤتمر الذي عقده رئيس الجمعية العامة، بتقديم 812.3 مليون دولار منها 107.2 مليون دولار من التعهدات الجديدة.

استهداف ومؤامرة

بدوره أكد رئيس جمعية حق العودة للاجئين الفلسطينيين كاظم عايش في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ المؤامرة على إغراق سفينة الأونروا متواصلٌ، والهدف منها القضاء على الشاهد الدولي الوحيد على جريمة العصر التي وقعت بحق الشعب الفلسطيني.

وقال عايش: ليس جديدًا ما يجري من استهداف لوكالة الغوث، وبدأ استهدافها ومحاولة إخراجها من المشهد لأنّها كما نؤكد دائمًا هي الشاهد الدولي على جريمة العصر، وجريمة النكبة، وهي تذكر العالم والمجتمع الدولي بقضية فلسطين وقضية اللاجئين، وهذا يسبب بالطبع الإزعاج للعدوّ الصهيوني وحلفائه وعلى رأسهم أمريكا.

واستدرك بالقول: لا سيما وأنها كانت أول من بادرت وساهمت في القضة وأوقفت الدعم عن الأونروا في أيام الرئيس ترامب، ولكن المجتمع الدولي في حينها وقف موقفًا جيدًا وعوض المبلغ الذي تم حجبه عن الوكالة من أمريكا.

كاظم عايش: العرب لم يفوا بالتزاماتهم تجاه الأونروا وكأنّهم يتناغمون مع الضغوط الدولية لإنهاء عملها

وأضاف، “الآن، يبدو أنهم يعيدون الكرة من جديد فمؤتمر المانحين الأخير في نيويورك لم يقدم سوى 812 مليون تقريبًا وهي تعهدات وليست تبرعات، من أصل 1.2 مليار دولار وهي حاجات الوكالة التشغيلية للعام 2023”.

“وبالتالي يبدو أنّ الإسطوانة بدأت من جديد تعمل والمؤامرة على وكالة الغوث ما زالت مستمرة، حتى أنّ المفوض العام للأونروا حذر من انهيار الوكالة ماليا في حال عدم تمكنها من الحصول على بقية التبرعات التي تحتاجها من أجل تسيير أعمالها في 58 مخيمًا وأكثر من مليون طالب يتلقون التعليم خاصة في ظروف اقتصادية صعبة في قطاع غزة ولبنان وسوريا وحتى في الأردن”، على حد تعبيره.

وعبّر عايش عن اعتقاده بأنّ ما يجري اليوم هو استمرار لمخطط سابق بدأ وها هو يعيد الكرة مرة بعد اخرى، فيقولون “مرة خابت، مرة صابت”، وبذلك يريدون إنهاء عمل الوكالة ومصرين على هذا الأمر، الذي يمكن أن يسبب إشكالاً كبيرًا للموظفين الذين يعملون فيها، لأنهم حتى اليوم لا يستطيعون صرف مخصصات الموظفين الذين يرغبون بالتقاعد الطوعي، وتمّ منعهم من ذلك بحجة عدم توفر مخصصات لمنحهم تعويض نهاية الخدمة.

حتى العرب لم يوفوا بالتزاماتهم تجاه الوكالة

ولفت إلى أنّ “العرب كانوا مطالبين بالوفاء بما نسبته 7.2 من قيمة موازنة الوكالة، ولكنّهم للأسف لم يوفوا بالنسبة المقررة لهم بذلك وكأنّهم يتناغمون مع الضغوط الدولية، التي تسعدى لإلغائها.

وأضاف أنّ “جامعة الدول العربية بإمكانها أن تقف موقفًا سياسيًا وتدافع عن حقوق اللاجئين وتطالب المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته، وللأسف العرب اليوم لا يلتزمون بالواجب والحد الأدنى الذي عليهم ولا يقدمون شيئا للاجئين الفلسطينيين، وهذه مشكلة جامعة الدول العربية، التي أصبحت عبارة عن مؤسسة لا تخدم القضايا العريبة”.

وقال عايش: رسالتنا للعالم الحر، هوّ أن هناك قضية حق وعدل، وقضية إنسانية، وحقوقية وقانونية، ويجب أن يقف العالم إذا كانوا يسعون للسلم كما يزعمون فمن واجبهم أن يوفوا بحقوق اللاجئين وتستمر الاونروا حفاظًا على السلم العالمي وحفاظًا على حقوق البشر، إن كانوا يريدون مجتمعا متعاونًا يسوده الأمن والسلام بشكلٍ عام وهذا في الدول.

واستدرك بالقول: أما أحرار العالم فهم مطالبون بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في قضيته السياسية وقضية الاستيطان وجدار الفصل العنصري، والقدس، وحصار غزة، وكثير من القضايا التي تهمّ الشعب الفلسطيني والعالم العربي والإسلامي ومنها قضية الأونروا لا سيما وأنها جاءت بقرار دولي تم التأكيد عليه مرة بعد أخرى، وأن يدافعوا عن وجودها لحين حصول الحلّ النهائي بعودة اللاجئين إلى أرضهم وإنهاء الاحتلال.

المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني.
فيليب لازاريني: أزمة الوكالة حقيقية وتتعمق وهي مثل سفينة تغرق ببطء

سفينة الوكالة توشك أن تغرق

وكان فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أعلن أن الوكالة ستُجبر على وقف خدماتها بحلول سبتمبر/أيلول المقبل ما لم تحصل على أموال إضافية.

وخلال كلمته أمام مؤتمر الأمم المتحدة في نيويورك للإعلان عن التعهدات الجديدة للأونروا الجمعة، أعرب لازاريني عن قلقه الشديد بعد إعلان بعض الجهات المانحة خفض مساهمتها للأونروا بشكل كبير، بحسب “الجزيرة نت”.

وتمكنت الأونروا من جمع ما يزيد قليلا على 100 مليون دولار في مؤتمر المانحين الجمعة، وهو مبلغ “غير كاف” لمواصلة مهماتها، وفق بيانات للمسؤولين الأمميين.

وقال لازاريني “رغم امتناننا للوعود المعلنة، فإنها أقل مما تحتاجه الوكالة للإبقاء على مدارسها الـ 700، وعياداتها الطبية الـ 140″، مشددا على وجود مخاطر حقيقية لحدوث ما وصفه “بالانهيار الداخلي”.

وكانت الوكالة التي جمعت 1.2 مليار دولار السنة الماضية، قد أطلقت في يناير/كانون الثاني نداء للحصول على 1.2 مليار دولار للعام الحالي، معظمها (848 مليون دولار) لتمويل خدمات أساسية مثل المراكز الصحية والمدارس، في حين يخصص المبلغ الباقي لعمليات الطوارئ في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.

وأوضح المفوض العام أن أزمة الوكالة حقيقية وهي تتعمق، والقدرة على إدارتها بالإمكانات الموجودة تقترب من نهايتها، “ببطء ولكن بشكل أكيد”، مشبها الأونروا بـ”سفينة تغرق”.

تحذيرات من الانهيار

وهو ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته في مؤتمر المانحين، حيث ذكر أن الوكالة “على وشك الانهيار المالي”، وأسف على وجود “ركود” مالي في حين أن “الاحتياجات تتزايد”، مضيفا أن بعضا من أكبر المانحين وأكثرهم موثوقية قالوا للأونروا مؤخرا إنهم قد يخفضون مساهماتهم.

وأعلنت الأونروا في بيان أن المؤتمر أتاح جمع 107.2 ملايين دولار من التبرعات الجديدة الجمعة، ليصل الإجمالي إلى 812.3 مليونا، مؤكدة أن هذا غير كاف لتغطية الاحتياجات المالية اعتبارا من سبتمبر/ أيلول.

يذكر أن الأونروا، التي تأسست عام 1949، تقدم خدماتها لنحو 5.9 ملايين فلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبلدان الجوار، إضافة إلى تشغيلها مدارس وعيادات طبية، كما تقدم مساعدات غذائية لأكثر من 1.7 مليون شخص معظمهم في قطاع غزة.

الطالب الفلسطيني أحمد مروان أبو دقّة، الطالب في مدرسة خزاعة الإعدادية للبنين في خان يونس، متحدثا في مؤتمر إعلان التعهدات لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا)
أحمد أبو دقة: إن مدارس الأونروا هي ملاذنا الوحيد، إنها المكان الذي نجد فيه الأمل

أطفال فلسطين يناشدون العالم الحر

بدوره قال الطالب أحمد أبو دقة، البالغ من العمر 15 عاما، أحد أعضاء برلمان الأونروا للطلاب شارك في المؤتمر قادما من خان يونس في غزة.

ونقل البيان الصحفي الذي تلقته “البوصلة” عن أحمد قوله: “نحن الأطفال لا نجد معنى طفولتنا إلا من خلال صفحات كتبنا. إن مدارس الأونروا هي ملاذنا الوحيد، إنها المكان الذي نجد فيه الأمل. نحلم بأن نصل إلى النجوم على الرغم من واقعنا المؤلم”.

ويشعر لاجئو فلسطين بأثر نقص تمويل الأونروا على حياتهم كل يوم، إذ يضاف ذلك إلى شعورهم باليأس والخذلان في وقت يبدو فيه أفق الوصول إلى حل دائم أبعد ما يكون عن المنال وفق بيان الأونروا.

يذكر أنّ قطر ساهمت خلال مؤتمر المانحين بـ16 مليون دولار، فيما قدمت الكويت مليوني دولار أمريكي دعما في إطار التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: