سوريون في الصومال.. بين فكي الغلاء وكورونا هربا من الحرب

سوريون في الصومال.. بين فكي الغلاء وكورونا هربا من الحرب

البوصلة – في أول رمضان لهم، يواجه اللاجئون السوريون كغيرهم من المواطنين الصوماليين، ظروفا صعبة نتيجة الغلاء في السلع الضرورية الاستهلاكية، والمستلزمات الرمضانية.

يضاف إلى الغلاء، الظروف الصحية وتبعاتها الاجتماعية والاقتصادية، ممثلة بفيروس كورونا، الذي أجبرهم على المكوث في المنازل، وهو ما ضاعف من معاناتهم، بلا عمل.

موجة الغلاء في الأسعار تضرب أسواق العاصمة مقديشو بشدة، خلال الشهر الفضيل، لتشمل المستلزمات الرمضانية كافة، التي غالبا ما ترتفع عن سعرها الأصلي، لتستمر موجة الغلاء حتى ما بعد منتصف الشهر.

ينعكس الغلاء المعيشي سلباً على منازل اللاجئين السوريين في العاصمة مقديشو، التي غابت عنها جميع الاستعدادات الرمضانية، بل يكاد بعضهم لا يجدون لقمة الإفطار، بينما يعتمد آخرون على المساعدات الإنسانية.

** أول رمضان

جمال فواز أحمد، سوري من مدينة إدلب، شاءت الأقدار أن يحل رمضان هذا العام بينما هو وزوجته في الصومال.

يقول للأناضول: “جئت أنا وزوجتي إلى مقديشو قبل 4 أشهر بحثاً عن الحياة الكريمة والأمان، نعيش كغيرنا من اللاجئين السوريين، لكن الغربة دائما تصاحبها معاناة أكثر”.

وأضاف جمال أن معاناته تضاعفت بسبب مرض ابنه البكر في الأردن، “الذي يعاني من فشل في البنكرياس، ويحتاج إلى عملية جراحية تكلف حوالي 50 ألف دولار وهو فوق طاقتنا”.

وأكد أن منزله يفتقر لأدنى متطلبات شهر رمضان، بسبب الغلاء، ووباء كورونا “ناهيك عن غياب الأكلات الشعبية السورية التي لا تتوافر في العاصمة مقديشو”.

أما هبة، وهي فلسطينية وزوجة جمال فتقول للأناضول: “الظروف صعبة هنا لاسيما في شهر رمضان المبارك، نحن لا نعلم من أين نحصل على وجبة الإفطار”.

“الغربة والعيش بعيدا عن الأهل والعيال، أمور فاقمت معاناة اللاجئين السوريين في مقديشو، رغم وجود مبادرات إنسانية لتخفيف معاناتهم في الشهر الفضيل”.

** أسرة كونية

يكافح الحاج علي ابراهيم وحيدا دون معين، رغم الظروف المعيشية التي تواجهه في هذا الشهر، إلا أن همه الأكبر هو لمُّ شمل أسرته المشتتة في سقف منزل واحد بالعاصمة مقديشو.

يقول للأناضول، إن عائلته مشتتة في لبنان ومصر واليونان، و”معظمها تقيم في مخيمات لبنان، حيث يموت السوريون جوعا”.

“أطلب من الجميع بأن يساعدوني في جلب أسرتي إلى هنا”.

وأضاف حاج علي: “أعاني من مشكلة صحية خاصة في ظهري، سلبت مني النوم، ولا أستطيع دفع تكاليف العلاج.. الأدوية التي أتناولها حالياً مجرد مهدئات لا أكثر”.

ويضيف بصوت يخنقه الألم: “لا نعاني سوى الغربة والعيش بعيدا عن فلذات أكبادنا.. بقدر الظروف الإنسانية التي نعيشها في هذا البلد”.

** دعم إنساني

ولتخفيف معاناتهم في الشهر الفضيل، وزع مكتب جمعية العون المباشر الكويتية، وجبات غذائية جافة على اللاجئين السوريين.. حيث استفاد من هذا المشروع نحو ثلاثين أسرة لاجئة”.

وبحسب المشرفين على المشروع، فإن الوجبات الغذائية الجافة كانت مكونة من 25 كليو غرام دقيق، ومثلها من أرز والسكر و3 لترات من الزيت، وعلبة حليب.

ولا توجد إحصائية رسمية لعدد اللاجئين السوريين في العاصمة مقديشو، إلا أنها تقدر بنحو مئتي أسرة موزعة في أحياء العاصمة، التي تحتضن أيضا لاجئين يمنيين، إلى جانب بعض المدن الرئيسية في البلاد.

هذا الأسبوع، نشرت نقابة الأطباء السوريين إحصائية أولية، قالت فيها إن قرابة ألف طبيب سوري هاجر إلى الصومال منذ الثورة، بسبب ما وصفته النقابة بـ “العائد المادي المعقول الذي يجنونه هناك”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: