“شاعر العودة” يرحل بعيداً عن فلسطين

“شاعر العودة” يرحل بعيداً عن فلسطين

حمل طيلة حياته الشعرية ألقاب عدة فهو “شاعر فلسطين القومي”، “شاعر النكبة”، “شاعر العودة”، “الشاعر الثأر”، “شاعر الثورة” وهي تسمية أطلقها عليه الشهيد خليل الوزير(أبو جهاد) عام 1967 بعد قصيدة “الأرض والدم” وأطلق عليه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة لقب “شاعر القرار 194”. 

رحل عن عمر ناهز 92 عاما في أرض غريبة بعيدا عن أرض وطنه فلسطين، فـ”شاعر العودة” رحل منفيا عن وطنه في الجانب القصي من الكرة الأرضية في كندا، وتلك مأساة أخرى تضاف إلى مسيرة الشاعر الكبير.  

ولد الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد في حارة الزيتون بمدينة غزة عام 1927، وكان الشاعر منذ البداية شاهدا على الأحداث، ومؤرخا للقضية الفلسطينية عبر الشعر والكتابة والمسرح. 

بعد حصوله على الدبلوم العالي لتدريب المعلمين من كلية غزة عمل في سلك التعليم حتى عام 1954. انتقل بعدها للعمل في المجال الإعلامي فتولى رئاسة مكتب إذاعة “صوت العرب” المصرية في غزة عام 1954 لعدة سنوات، وعندما أُنشئت منظمة التحرير الفلسطينية كان مشرفا على إعلامها في قطاع غزة من عام 1965 إلى 1967. 

بعد احتلال غزة بعد حرب حزيران عام 1967 ضايقته قوات الاحتلال الإسرائيلية وأجبرته في النهاية على الرحيل من قطاع غزة. فانتقل إلى القاهرة وعين رئيسا لمكتب منظمة التحرير فيها، ثم عمل لمدة ثلاثين عاما كمندوب دائم لفلسطين في اللجنة الدائمة للإعلام العربي واللجنة الدائمة للشؤون المالية والإدارية بالجامعة العربية إضافة إلى ذلك واصل عمله الإبداعي في الكتابة والصحافة والتأليف والشعر.

بدأ هارون هاشم رشيد كتابة الشعر مبكرا، لكن ديوانه الأول “مع الغرباء” صدر عام 1954، والذي تضمن قصيدة بعنوان “قصة” روى فيها مشاهداته هو وأمه وإخوته الصغار لنسف بيوت حدث في غزة حيث كان عمره أحد عشر عاما، هذا الحدث الذي أسس في توجهه الفكري والسياسي.

وأصدر قرابة عشرين ديوانا شعريا منها: “عودة الغرباء”، “غزة في خط النار”، “أرض الثورات”، “ملحمة شعرية”، حتى يعود شعبنا، ” سفينة الغضب”، “رسالتان”، ” رحلة العاصفة”، “فدائيون”، ” مزامير الأرض والدم” ،”السؤال”، “مسرحية شعرية”، ” الرجوع”، ” مفكرة عاشق”، “المجموعة الشعرية الكاملة”، ” يوميات الصمود والحزن”، “النقش في الظلام”، ” المزّة”، “غزة”،”عصافير الشوك”، “ثورة الحجارة”، ” طيور الجنة” و “وردة على جبين القدس”. 

وأصدر أعمالا روائية منها: “سنوات العذاب”، وقدم دراسات عدة منها: “الشعر المقاتل في الأرض المحتلة”، “مدينة وشاعر: حيفا والبحيري” و “الكلمة المقاتلة في فلسطين”. 

وكتب أربع مسرحيات شعرية، مُثِّل منها على المسرح في القاهرة مسرحية “السؤال” من بطولة كرم مطاوع وسهير المرشدي. 

كما نال عدة جوائز تقديرية منها: وسام القدس عام 1990، الجائزة الأولى للمسرح الشعري من الألكسو 1977، الجائزة الأولى للقصيدة العربية من إذاعة لندن 1988. 

واختيرت نحو 90 قصيدة من أشعاره قدمها أعلام الغناء العربي، وفي مقدمة من أنشدوا أشعاره: فيروز، وفايدة كامل، ومحمد فوزي، وكارم محمود، ومحمد قنديل، ومحمد عبده، وطلال مداح. 

وغنت فيروز قصيدة “سنرجع خبرني العندليب”، التي قال هارون في كلماتها: “سنرجع يوما إلى حينا..ونغرق في دافئات المنى.. سنرجع.. مهما يمر الزمان.. وتنأى المسافات ما بيننا.. فيا قلب مهلا، ولا ترتمي.. على درب عودتنا موهنا”. 

ويمتاز شعره بروح التمرد والثورة ويعد من أكثر الشعراء الفلسطينيين استخداما لمفردات العودة، وبشكل عام فإن شعره بسيط ومباشر وموزون، وجله مبني على شكل الشطرين الموروث يعبر فيه عن مأساة فلسطينيين الذين اقتلعوا من أرضهم وبيوتهم، كما يصف عذابهم ومشاعر الفقدان والاغتراب العميقة التي عايشوها عبر السنين.

السبيل – علي سعادة

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: