البوصلة – رصد
عادت المرابطة المقدسية هنادي الحلواني، صباح يوم السبت، إلى المسجد الأقصى المبارك، بعد إبعاد عنه استمر عامًا كاملًا.
في مشهدٍ بهيج.. المرابطة المقدسية هنادي الحلواني تتنسم هواء الباحات المباركة، بعد انتهاء فترة إبعادها عن #المسجد_الأقصى المبارك قسرًا.#البوصلة pic.twitter.com/KmEpRR1W12
— البوصلة الإخبارية (@Albosala) June 10, 2023
وكانت سلطات الاحتلال جددت قرار إبعاد المرابطة الحلواني عن المسجد الأقصى مرتين لمدة ستة أشهر، حيث كانت ترابط في محيط المسجد.
وقالت المرابطة المقدسية خديجة خويص، “تغادرني غداً (السبت) رفيقة الأقصى والرّباط والإبعاد لتدخل المسجد الأقصى بعد عام من الإبعاد،بينما أبقى هنا في محرابي مع رفيقات الإبعاد إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا”.
وأكدت خويص عبر حسابها على فيسبوك، “لا بدّ من يوم تُكسرُ فيه قرارات الإبعاد، وندخل أقصانا بعزّ عزيز أو بذلّ ذليل ..ولن نبرح حتّى نبلغ”
وتستهدف سلطات الاحتلال المرابطين والمرابطين بقرارات الإبعاد، في محاولة لتسهيل اقتحامات المستوطنين، وعرقلة تصدي المقدسيين للمخططات التهويد بحق الأقصى.
#شاهد| ردة فعل المقدسية هنادي الحلواني على دخولها المسجد الأقصى فجر اليوم، بعد إبعاد عنه استمر عاما كاملا.#القدس_البوصلة pic.twitter.com/fLp5k6MqZu
— القدس البوصلة (@alqudsalbwsalah) June 10, 2023
وتعاني الحلواني منذ 10 سنوات من الإبعاد المتكرر عن الأقصى، والملاحقة والاعتقال والتحقيق، والمنع من السفر والحرمان من التأمين الصحي.
〽️ المرابطة المقدسية هنادي الحلواني توثّق آخر جمعة لها بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك.#معراج pic.twitter.com/PYslhfhGiu
— معراج (@M3rajNet) June 9, 2023
ولدت المقدسية الحلواني عام 1980، في حي وادي الجوز بمنزل تطل شرفته الخارجية على الأقصى فتعلّقت بهذا المكان المقدس، وفي عام 2007 قررت الالتحاق بدار القرآن في المسجد المبارك.
وفي عام 2011 شهدت ولادة مشروع “مصاطب العلم” في الأقصى الذي انبثقت عنه مشاريع أخرى كالمخيمات الصيفية. وعندما بدأت مخابرات وشرطة الاحتلال الإسرائيلية ملاحقتها لم ترضخ لتهديداتها المستمرة، وقد اعتُقلت وحُقق معها عشرات المرات وتم اقتحام منزلها مرارًا وتكرارًا.
هنادي الحلواني: اقول للمرأة المسلمة إنك تستطيعين أن تساندي المرأة المقدسية و أن تنشري معاناة المسجد الأقصى و معاناة أهله المرابطين، و أن تربي الجيل على حب الأقصى و بذل المستطاع من وسع وطاقة.#للقدس_نبضنا
— Rama (@Rama22170019) June 7, 2023
في أواخر عام 2012 تم استدعاء هنادي للتحقيق للمرة الأولى، وهُددت حينها بمنعها من السفر والعلاج، وفي العام ذاته سلموها قرارًا بالإبعاد شهرين عن الأقصى، فردت على القرار بمواصلة تعلم القرآن الكريم والسعي لنيل إجازة قرآنية جديدة وتقدمت لامتحاناتها في الأردن.
ثم عادت هنادي بعد ذلك إلى نشاطها في الأقصى بعلم جديد، وأطُلق عليها حينها لقب “فراشة الأقصى” في ظل تنقلها الدائم بين حلقات العلم التي كانت مسؤولة عنها. ومع حظر مشروع مصاطب العلم واعتبار المرابطات “تنظيمًا إرهابيًّا” في 2015، أدرجت هنادي مع عشرات النساء على “القائمة السوداء” الممنوعة من دخول الأقصى.
الحمد لله على عودة المرابطة هنادي الحلواني إلى رحاب المسجد الأقصى بعد طول إبعاد قسري من الاحتلال الغاشم
— Chaalal Abdelkader (@ChaalalAbdelka1) June 10, 2023
سطع نجم هنادي الحلواني في هبّتي باب الأسباط صيف عام 2017 وباب الرحمة شتاء 2019، وخلال الهبّة الأخيرة وبينما كانت مبعدة عن المسجد اقتحمت قوة كبيرة من المخابرات منزلها واقتادتها للتحقيق.
وبدأ الاحتلال بسياسة الإبعاد عن القدس والأقصى منذ سبعينيات القرن الماضي، واستهدفت العلماء والشخصيات السياسية والمؤثرية والفاعلين تجاه الأقصى، للتفرد به وتنفيذ المخططات التهويد العنصرية.
ويختلف الإبعاد في مدته ونوعيته، فالبعض يُمنع من الوصول للقدس والأقصى، وآخرون يُحرمون من الدخول للبلدة القديمة، والبعض يُبعد إلى الضفة الغربية أو قطاع غزة.
وتواصل قوات الاحتلال التضييق على دخول المصلين الوافدين من القدس والداخل المحتل للأقصى، وتدقق في هوياتهم وتحتجز بعضها عن بوابته الخارجية.
وكثف المقدسيون دعواتهم للرباط وشد الرحال للمسجد الأقصى، في ظل المخاطر التي يتعرض لها، بفعل ممارسات الاحتلال ومستوطنيه ومخططات التهويد.
ويشهد المسجد الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، سلسلة انتهاكات واقتحامات من المستوطنين، بحماية قوات الاحتلال، في محاولة لفرض السيطرة الكاملة على المسجد، وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.