أطلق مهاجم منتخب تونس السابق عصام جمعة تصريحات نارية واتهامات بالفساد في حق مسؤولين باتحاد كرة القدم ولاعبين في منتخب نسور قرطاج، مساء الاثنين الماضي، أثناء مقابلة إذاعية تطرّق فيها لحظوظ تونس في التأهل للدور ثمن النهائي لكأس العالم قطر 2022.
وخلال المقابلة التي تحدّث فيها لإذاعة “إي أف إم” الخاصة، فجّر عصام جمعة -الذي يملك لقب الهداف التاريخي لمنتخب تونس برصيد 36 هدفًا- ضجّة في الأوساط الكروية بتونس، وصل صداها إلى مقر إقامة نسور قرطاج في الدوحة، وذلك عندما تحدث عن شبهات فساد داخل المنتخب التونسي و”أموال مشبوهة” وراء تحديد قائمة اللاعبين الذين يشاركون -حاليًا- في مونديال قطر 2022.
وقال جمعة “هناك أشياء غير عادية تحصل في المنتخب التونسي على مرأى ومسمع من المسؤولين، بل إن رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم -وديع الجريء- هو من يحرّكها، في الوقت الذي يعهد لمدرب المنتخب جلال القادري بتنفيذ الأوامر”.
شبهات فساد
وقال عصام جمعة -الذي عرف أوج شهرته في نادي الترجي التونسي حتى 2005 وقت انتقاله إلى لانس الفرنسي- “على جماهير كرة القدم في تونس أن تعلم أن بعض اللاعبين يشترطون الحصول على الأموال لقاء مشاركتهم مع المنتخب، نعم هناك من يحصل على 100 ألف دينار (نحو 32 ألف دولار) عن كل مباراة يخوضها، حتى وإن كانت مشاركته لا تتجاوز 30 ثانية”.
ولما سُئل عن اسم اللاعب الذي يحصل على المال شرطًا للمشاركة مع تونس؛ قال عصام جمعة إنه جنبعل المجبري، اللاعب الواعد الذي انتقل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي معارًا من مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى بيرمنغهام سيتي، في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي.
واتهم جمعة، مدرب نسور قرطاج جلال القادري بتوجيه الدعوة للاعبين للمشاركة في مونديال قطر، حسب مقياس علاقتهم برئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وأفراد من عائلته.
وقال “تمت دعوة مهاجم الزمالك المصري سيف الدين الجزيري ليكون ضمن قائمة كأس العالم؛ لأنه أقرض أموالًا لشقيق رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء، لقد كان الاعتقاد سائدًا بأن يتم الاستغناء عنه، ولكن الامتياز الذي منحه فرصة البقاء ضمن قائمة اللاعبين أن شقيق رئيس الاتحاد مدين له بمبالغ مالية.”
ولعب عصام جمعة (38 عامًا) مع منتخب تونس 84 مباراة بين عامي 2005 و2014 سجّل خلالها 36 هدفًا، ليكون الهداف التاريخي لنسور قرطاج، كما لعب ضمن أندية أولمبيك مدنين، ثم الترجي التونسي قبل أن ينتقل في 2005 إلى لانس الفرنسي، ثم كون وأوكسير وبرسيت، وخاض تجارب خاطفة مع أندية: دبي الإماراتي، والسيلية القطري، والكويت الكويتي.
الجزيري يقاضي والقادري يرد
وأثارت تصريحات عصام جمعة ضجّة في الساحة الكروية بتونس، حيث هدّد سيف الدين الجزيري بمقاضاته بتهمة ترويج أخبار زائفة، من شأنها أن تمسّ سمعته وسمعة عائلته.
ونشر الجزيري -الذي لم يشارك ولو لدقيقة واحدة في مباراتي تونس حتى الآن في النهائيات أمام منتخبي الدانمارك وأستراليا- منشورًا على صفحته على فيسبوك، قال فيه إنه سيلجأ للقضاء للرد على ما عدّه “تهمًا خطيرة وباطلة في حقّي، ومسًا من جدارتي بحمل قميص تونس، ويوسفني أن يقع اتهامي بمثل هذه الأفعال الخطيرة من قِبل لاعب ألهمني أن أكون يومًا ما أفضل هداف للمنتخب، وأنا لاعب محترف ولا يشرفني أن ألجأ لتلك الشبهات؛ لأكون ضمن قائمة منتخب بلادي في كأس العالم، والقانون سيأخذ مجراه ليحصل كل طرف على جزائه”.
وفي الوقت الذي التزم اتحاد كرة القدم الصمت، تحدث مدرب منتخب تونس جلال القادري عن الضجّة التي أحدثها عصام جمعة، قائلًا -في المؤتمر الصحفي بمقر تدريبات تونس- إن “اللاعبين سيردّون على تلك المزاعم غدًا في الميدان”، في إشارة إلى المواجهة المرتقبة والمصيرية التي تنتظر النسور أمام منتخب فرنسا -الأربعاء المقبل- على ملعب المدينة التعليمية، ضمن الجولة الأخيرة من المجموعة الرابعة للدور الأول.
وقال القادري، “أجواؤنا الداخلية نقية تمامًا، واللاعبون يتعايشون في مناخ جيد، وكل ما قيل عن أوضاع مشحونة بالتوتر وعلاقات مسمومة لا يمتّ للواقع بصلة، بل هو موجود في ذهن من يريد ترويج هذه الإدعاءات فقط، والأجواء الخارجية في محيط نسور قرطاج بدورها لا تشوبها شائبة، ونريد أن يفرح التونسيون -غدًا- وسنجيب عن تلك الافتراءات في الملعب”.
وتعادل منتخب تونس في مباراته الأولى بالمونديال سلبيًا أمام الدانمارك، وخسر المواجهة الثانية أمام أستراليا صفر-1، لتتضاءل حظوظه بشكل كبير في المرور لدور ثمن النهائي من المسابقة.
وتخوض تونس -غدًا الأربعاء- عند السادسة مساء أمام فرنسا مباراة الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول لحساب المجموعة الرابعة، في مواجهة مصيرية لنسور قرطاج للتمسك بأمل ضئيل في التأهل للدور الثاني.
ويحتلّ رفاق عيسى العيدوني المركز الأخير برصيد نقطة وحيدة، بفارق الأهداف عن الدانمارك، وتحتاج إلى الفوز على فرنسا وانتظار نتيجة المباراة الثانية بين الدانمارك وأستراليا للتأهل.
