صاندي تايمز: بايدن يواجه عاصفة من النقد وبريطانيا لن تعلق صفقات السلاح للسعودية

صاندي تايمز: بايدن يواجه عاصفة من النقد وبريطانيا لن تعلق صفقات السلاح للسعودية

السعودية

قال مراسل صحيفة “صاندي تايمز” في واشنطن، جوش غلانسي، إن الرئيس جوزيف بايدن يواجه ردود فعل سلبية في الولايات المتحدة لقراره عدم فرض عقوبات على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي كشف تقرير للمخابرات الأمريكية بأنه وافق على قتل صحافي “واشنطن بوست” جمال خاشقجي.

وأضاف غلانسي أن عاصفة من النقد الإعلامي وفي الكونغرس تبعت قرار بايدن الذي نُظر إليه بأنه يخدم السياسة الواقعية، من رئيس وعد بأن تكون حقوق الإنسان والمحاسبة على رأس أولوياته.

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها يوم السبت، أن “محمد بن سلمان مذنب ويجب ألا يمنحه بايدن ورقة براءة”. وتقول الصحيفة إن تقرير “سي آي إيه” الذي نشر يوم الجمعة أكد ما سبق افتراضه حول مسؤولية بن سلمان عن جريمة قتل خاشقجي الذي كان ناقدا له.

وأقامت المخابرات الأمريكية نتيجتها على حقيقة كون بن سلمان يتحكم بالسعودية، ودور عناصر أمنه في الجريمة، ودعمه لاستخدام “الأساليب العنيفة” لإسكات المعارضين له في الخارج. وردت الإدارة الأمريكية على التقرير من خلال الإعلان عما أسمته “حظر خاشقجي” والذي سيتم بموجبه منع أي شخص له علاقة بملاحقة الصحافيين من دخول الولايات المتحدة. وأول مجموعة تتكون من 76 شخصا بعضهم متورط في قتل خاشقجي، لكن الغائب عن القائمة هو محمد بن سلمان.

وقال آدم شيف، عضو مجلس النواب الديمقراطي، إن الأمير “يداه ملوثتان بالدم” ويجب أن يواجه عواقب عمله. وقالت صحيفة “واشنطن بوست”: “قرر بايدن ألا يواصل النهج الذي اقترحه وإحداث تغير أساسي في العلاقات الأمريكية- السعودية وألا يشمل هذا محاسبة أمير متهور”.

وكتب المعلق المؤثر في صحيفة “نيويورك تايمز” نيكولاس كريستوف، أن بايدن ترك “قاتل صديقي” يفلت من العقاب واستخدم كلمة “اختنق” بعد قراره نشر التقرير ووصف ما فعله بـ”رسالة ضعيفة”.

وجاءت الخيبة من بايدن بعد حديثه عن جعل السعودية “منبوذة” لسجلها في حقوق الإنسان والحرب مع الجارة اليمن، ووصفها بأنه ليس لديها “قيمة اجتماعية مستردة”. وترى الصحيفة أن قرار بايدن وقف الدعم العسكري الأمريكي للحرب في اليمن وتعليق صفقات السلاح، ونشر التقرير بدون توجيه عقوبات لولي العهد تعكس براغماتية لا مثالية. واكتشف بايدن أنه لا يستطيع تهميش حليف يريد تعاونه في استقرار أسواق النفط ومحاربة الإرهاب والتعاون ضد إيران.

وقال دامير ماروسيك من المجلس الأطلنطي، إن مشكلة بايدن أن “كل توقعاته التي وضعها كانت خطأ” و”لغته عن السعودية قدمت انطباعا بأنه سيتخذ موقفا قاسيا، وما حصلنا عليه كلام متشدد حول حقوق الإنسان بدون تحركات”.

وترى الصحيفة في تقرير لمراسلتها للشؤون الدبلوماسية والأمنية، لاريسا براون، أن جريمة قتل خاشقجي تترك بريطانيا موزعة بين تحالفها مع السعودية وتجارة السلاح، فلم يغب عن الأنظار أنها عندما قررت فرض عقوبات على 20 سعوديا العام الماضي، استأنفت مبيعات أسلحة بمليار جنيه استرليني للمملكة. وتجد بريطانيا اليوم نفسها أمام ضغوط بعد نشر التقرير السري للمخابرات الأمريكية، لإعادة النظر في علاقتها مع الرياض.

جريمة قتل خاشقجي تترك بريطانيا موزعة بين تحالفها مع السعودية وتجارة السلاح

وقال الدبلوماسيون البريطانيون والسعوديون، إن تغيرا لن يحدث، لأن التعاون العسكري والأمني مهمان جدا. وقال مصدر سعودي إن المملكة “دفعت الثمن في سمعتها” في بريطانيا وتجاوز جهاز الحكومة الأمر، إلا أن قرار بايدن إعادة ضبط العلاقة مع السعودية يضع تحديا أمام الحكومة البريطانية. فلو لم تفرض الحكومة البريطانية عقوبات جديدة أو تعلق صفقات السلاح، فستعرّض علاقاتها مع حليفها الأمريكي للخطر.

وتعتبر السعودية -ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة- من أهم شركاء بريطانيا التجاريين، وصدرت لها بضائع وخدمات بقيمة 6 مليارات جنيه في 2018 وهو العام الذي قتل فيه خاشقجي. وعلى مدى عقد، كانت السعودية تمثل نسبة 40% من صادات السلاح البريطانية، بشكل جعلها أكبر مستورد للسلاح البريطاني. ووقّعت لندن في الفترة ما بين تموز/ يوليو وأيلول/ سبتمبر 2020 صفقات لتصدير قنابل وصواريخ بقيمة 1.4 مليار جنيه استرليني. وعملت هذا عندما كان الرئيس دونالد ترامب يدفع باتجاه صفقات أسلحة للمملكة، ورفض الكشف عن التقرير السري بشأن مقتل خاشقجي.

وأكدت الصحيفة أن قرار بايدن نشر التقرير، أثار النقاش في وزارة الخارجية البريطانية حول ما يمكن عمله. وفي بيان لها قالت فيه إنها كانت واضحة بشأن قتل خاشقجي وأنها “جريمة رهيبة” وكررت موقفها حول ضرورة التحقيق الشفاف. وقالت مصادر في الخارجية إنها قد تتخذ بعض الخطوات الصغيرة من حظر السفر التي فرضت على 76 سعوديا يعتقد أنهم شاركوا في عملية القتل، إلا أن مصادر في الحكومة أكدت عدم وجود خطط لتعليق صفقات السلاح أو قطع العلاقات مع المملكة.

أما عن ولي العهد البالغ من العمر 35 عاما، فقال مصدر دبلوماسي عبّر عن آراء بعض من هم في الحكومة: “لو لم يعزله الملك فسيظل في الحكم مدة 50 عاما وعلينا الحذر في طريقة إدارة العلاقة معه، وبناء توازن حقيقي”. وأثار هذا الموقف غضبا من الحملة ضد تجار السلاح التي قالت: “ظل النظام السعودية يعتمد على الدعم المطلق لداونينغ ستريت وهذا يذهب أبعد من الضعف السياسي بل هو تواطؤ نشط”.

وقال النائب المحافظ كريسبين بلانت، إن على بريطانيا التفكير بجدية حول قيمها في مرحلة ما بعد البريكسيت وما هي الرسالة التي تريد إرسالها حول حقوق الإنسان. وحذر من “توجيه ضربة” لولي العهد لأن ما سيحدث بعد ذلك قد “يكون قبيحا”.

وظلت العلاقة البريطانية- السعودية شأنا حساسا، حيث ظلت الحكومة في لندن تمرر رسائل قوية حول حقوق الإنسان والتأكيد على كون الرياض حليفا لا يمكن التخلي عنه. ويحاول الدبلوماسيون مراعاة عدم الظهور بمظهر المنصف في العلاقة مع السعوديين، لأن هذا قد يجلب منافع على بريطانيا ليس من خلال صفقات السلاح، ولكن عبر التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.

وقال مايكل ستيفنز من المعهد الملكي للدراسات المتحدة في لندن، إن بريطانيا “طالما مارست رقصتها العجيبة عندما تعلق الأمر بموضوع خاشقجي والسعودية. وفي العام الماضي قمنا بوضع حفنة من العقوبات على مسؤولين سعوديين وبعنا السلاح لهم في اليوم التالي. وتعاملنا مع هذا بيدين مختلفتين تعملان في نفس الوقت. وقد يغضب البعض ويسمي آخرون هذا براغماتية”.

وقالت سنام وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط في تشاتام هاوس إن بريطانيا فيما بعد البريكسيت تحاول استخدام علاقاتها القوية مع شركائها في الخليج، وعندما تسنح الفرص التجارية لها. ولا تتوقع وكيل إعادة ضبط في السياسة البريطانية مع الخليج، لكن لو اتخذت إدارة بايدن نهجا قويا في موضوع حقوق الإنسان فستتبعها بريطانيا.

وتأمل السعودية أن تمضي العاصفة، قائلة ألا شيء تغير منذ تسرب تقييم “سي آي إيه” عن مشاركة بن سلمان في قتل خاشقجي في 2018. وقال مصدر سعودي إن تعليق بايدن صفقات السلاح “رمزي” لأن نسبة 99% منها وصلت. ولا تتوقع المصادر السعودية تغيرا في الموقف البريطاني.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: