حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

صرخات الصحفيين لا يسمعها أحد

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

أي موقف سيسجله التاريخ لهؤلاء الذين تركوا الصحافة اليومية، تتقلب على جمر الصبر والخيبة والأسى، ولم يكلفوا خواطرهم بالسؤال عن محنة مئات الصحفيين والعاملين في بلاطها النبيل، و أي لعنة ستلاحق الشامتين العابرين بصحافة لم تكذب أهلها، ولم تتسكع على الأرصفة كغيرها، ولم ترفع في وطنها إلا أذان الخير و المحبة، ولم تكن في أي يوم الا صوتا للحق و سيفا للدولة يذب عنها الأعداء ويذود عن حياضها العاديات.

نحن في»الصحافة» لا نتسول، و لكننا نصارح إخواننا القراء الأعزاء بأننا قدمنا على مدى السنوات الماضية نموذجا فريدا عز نظيره، للصبر والاحتمال وانتظار الفرج، لكن في كل يوم نكتشف بان المسؤلين في بلادنا غير معنيين بصمتنا ولا بصبرنا ، ولا حتى بصراخنا، وفي الوقت الذي ترفع فيه لافتة « لا يوجد مصاري « فان ما يدفع من الموازنة في أبواب أخرى نعرفها، اقل أهمية ، يكفي وزيادة لإنقاذ مؤسسات عريقة كالصحف اليومية ، التي هي مؤسسات الدولة واذرعتها ومدونة لذاكرتها التاريخية.

كل صرخات العالم من حولنا نسمعها ونتسابق للرد عليها، وتزيين صورتنا أمام أصحابها إلا صرخة «الصحافة «التي خدمت الدولة لأكثر من نصف قرن، هذه التي انطلقت بكل ما حملته من مرارة، ولكن لم تجد من يسمعها، هل بوسعنا نحن الصحفيين الذين نشعر بالخيبة ان نقول الآن بأننا « فهمنا» المطلوب، وبان القضية ليست ملايين قليلة تسعف الصحافة لتجاوز عثراتها ، وإنما ابعد من ذلك، وكأن البعض يريد ان ينتقم من أصواتنا ( وعلى ماذا ينتقم ؟) او يريد ان نعرض حريتنا واستقلالنا للبيع في أسواق الوشايات والتضليل والكذب.

كل الاعتذارات التي تساق لإقناعنا ان «نقلع» أشواكنا بأيدينا لا تسمن ولا تغني من جوع، فنحن ندرك أن هذه الصحف تتحدث باسم الدولة وان الحكومات هي التي تحركها وتستفيد منها، لكننا – يشهد الله – لم نبع ضمائرنا ولم نتاجر بقرائنا ولم نتنكر للناس في مجتمعنا، وها نحن ندفع الثمن عن رضا وطيب خاطر، وما يؤسفنا أننا لن نكون الضحية الأخيرة ، فما واجهناه من عقوق هو مجرد «بروفة « ستتكرر لمؤسسات أخرى إعلامية وغير إعلامية، ولأشخاص آخرين راهنوا على الحكومات فباعتهم في أول مزاد، وأكلتهم كما تأكل الدولة أبناءها .

قد يخسر مئات الصحفيين «حبرهم» و أرزاقهم ووظائفهم، كما خسرها زملاؤهم الذين غادروها، لكن خسارة «الصحافة» لا تتعلق بالوظائف والموظفين ولا بالمباني و المطابع، و إنما هي خسارة مجتمع ودولة، لان أزمة الصحافة في الأصل ليست أزمة صحف وورق، وإنما أزمة دولة، وهؤلاء الصحفيون لن يكسروا أقلامهم فلديهم أكثر من منبر وفرصة للبوح والكلام، ولديهم بالطبع ما يقولونه، ومن يستعرض ما تنشره المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي في الداخل والخارج، وما تعرضه الشاشات، يعرف تماما أن لكتّاب «الصحف» وصحفييها حضورهم اللافت وجولاتهم وحواراتهم، كما ان لهم ضمائرهم الوطنية التي لا تنام .

الصراحة أحيانا جارحة، لكن المسؤولين في بلدنا (حفظهم الله) لم يتركوا – للأسف – لنا مجالا للصبر على «المأساة» او للتغطية على الوجع الذي نستشعره في هذه الصحافة التي يتسارع البعض لإطلاق النار عليها بحجة انها استنفدت أغراضها أو « هرمت» وحان رحيلها ….

يا خسارة ، كأن لسان حال «الصحافة » يكرر ما قاله (العرجي ) حفيد عثمان بن عفان رضي الله عنهم، ذات محنة: أضاعوني وأي «فتى» أضاعوا / ليوم كريهة وسداد ثغر …

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts