“صفر كورونا”.. كيف هزمت بلدة لبنانية الوباء؟

“صفر كورونا”.. كيف هزمت بلدة لبنانية الوباء؟

وفق ما تعكسه أعداد الإصابات والوفيات اليومية بفيروس “كورونا”، وصل تفشي الوباء في لبنان ذروة جديدة.

لكن بارقة أمل ظهرت في بلدة لبنانية تمكنت من السيطرة على الجائحة، إذ يبلغ عدد الإصابات اليومي فيها “صفر”.

إنها بلدة “برج اليهودية”، في قضاء المنية شمالي البلاد، والتي يسكنها 6 آلاف نسمة، وتعتمد على الزراعة كمورد أساسي لها.

وتقول روايات إن أصل اسم البلدة يعود إلى برج مراقبة لا يزال قائما فيها، وهو منسوب إلى ملكة عاشت في القرن الثالث الميلادي.‎

ومنذ أكثر من 20 يوما، باتت البلدة خالية من أي إصابة جديدة، بفضل التزام أهلها بالإجراءات التي فرضتها الدولة في الأسابيع الماضية.

وتحولت البلدة إلى نموذج في محاربة “كورونا”، فقبل أن يصل إليها اللقاح المضاد للفيروس، أصبحت خالية من الوباء وثبتت مقولة “درهم وقاية خير من قنطار علاج”.

والأسبوع الماضي، وصلت إلى لبنان أول دفعة من اللقاحات، وهي 28 آلاف و500 جرعة من لقاح “فايزر- بيونتيك”، وبدأت عملية التلقيح للعاملين في القطاع الطبي والمسنين فوق 75 عاما.

جدار واقي

وقال رئيس بلدية “برج اليهودية”، عامر علي عويك، للأناضول، إن البلدية سجلت صفر إصابات بفضل الإجراءات التي اتخذتها، والتزام المواطنين بالحجر المنزلي والتقيد بالوقاية المطلوبة، من خلال التباعد الاجتماعي والالتزام التام بلبس الكمامات عند الخروج من المنزل للضرورة.

وأضاف عويك أن الإجراءات الوقائية المتبعة شكلت ما يشبه جدارا واقيا لمنع انتقال العدوى من شخص إلى آخر، بفضل الجهود الطبية والشعبية، التي بذلتها البلدية في التصدي لهذه الجائحة.

وعما يميز البلدة في التصدي للوباء، قال عويك إن البلدية وضعت برنامج مساعدات للمقيمين فيها ليستطيعوا الصمود داخل منازلهم، ولا يضطرون إلى الخروج لتأمين حاجياتهم، في ظل عدم وجود خطة حكومية لمساعدة الناس اقتصاديا.

وتابع: “قمنا بتأمين حصص غذائية، من خلال برنامج للتكافل الاجتماعي مع المغتربين خارج البلاد (قدموا مساعدات مالية)، بهدف بقاء المواطنين في الحجر المنزلي، ومنع انتشار العدوى”.

لا إصابات جديدة

وأكد رئيس قسم التمريض في البلدة، خضر العويك، أن البلدة باتت خالية تماما من وباء “كورونا”، ولا تُسجل فيها إصابات جديدة، وفق نتائج الفحوصات التي أُجريت لعدد من المواطنين في الأيام الماضية.

وهكذا تعيش البلدة منذ 20 يوما، خالية من الوباء، إلا أن هذا الإنجاز لا يعني نهاية كابوس “كورونا”، إذ يتوقع رئيس البلدية معاودة تسجيل إصابات بالفيروس، بعد حوالي 10 أو 15 يوما، مع بدء تخفيف الحكومة للقيود تدريجيا.

ومنذ نحو شهرين، بدأت أعداد الإصابات في لبنان ترتفع بشكل جنوني، متجاوزة 5 آلاف حالة يوميا، ما تسبب بوصول المستشفيات إلى أقصى قدرتها الاستيعابية، ونقص في الأوكسيجين المخصص للمرضى، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة طوارئ صحية.

وإجمالا حتى الخميس، سجل لبنان 366 ألفا و302 إصابة بالفيروس، بينها 4 آلاف و560 وفاة، و281 ألفا و194 حالة تعافٍ.

وتعول السلطات اللبنانية على وصول مزيد من جرعات اللقاحات، في الأسابيع المقبلة، لإعادة فتح البلاد تدريجيا، وتحريك العجلة الاقتصادية في بلد تعصف به، منذ أكثر من عام، أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990)، ما أدى إلى انهيار قيمة الليرة اللبنانية.

وزادت هذه الأزمة سوءا جراء تداعيات الجائحة وانفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت، يوم 4 أغسطس/ آب الماضي، فضلا عن خلافات سياسية تحول منذ أشهر دون تشكيل حكومة جديدة لتخلف المستقيلة بعد 6 أيام من الانفجار.

وأعلنت وزارة الصحة، في وقت سابق، أنها وقعت عقودا لشراء مليونين و100 ألف جرعة من لقاح “فايزر- بيونتيك” الأمريكي الألماني، ومليون ونصف المليون جرعة من لقاح “أسترازينيكا” البريطاني.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: