طالب عائد من أوكرانيا يكشف لـ “البوصلة” المعاناة الشديدة مع “التعليم العالي”

طالب عائد من أوكرانيا يكشف لـ “البوصلة” المعاناة الشديدة مع “التعليم العالي”

أكد أنه سيعود لإكمال دراسته في أوكرانيا رغم الحرب.. “أهون من الذل في بلدي”

عمّان – البوصلة

كشف الطالب العائد من أوكرانيا بعيد الحرب الروسية، يحيى عاطف الطالب، في حديثه لـ “البوصلة” عن حجم معاناة الطلبة العائدين من هناك، خاصة الإجراءات والتعليمات التي فرضتها وزارة التعليم العالي لمعادلة شهاداتهم وقبول إكمال دراستهم في الجامعات الأردنية، واصفًا ما يجري بحقهم بـ”الإذلال المقصود”.

وقال يحيى الطالب في تعريفه بنفسه: ” أنا الطالب يحيى عاطف الطالب، من الجامعة الزراعية الوطنية في كييف، تخصصي طبيب بيطري أنهيت السنة الرابعة”.

ويتابع واصفًا تجاهل مطالبهم من قبل المسؤولين في الأردن: “منذ بداية الحرب حتى يومنا هذا ولخمسة شهور ولا مجيب لمطالبنا، ولا حياة لمن تنادي”.

ويشدد على أنّ “مطالبنا واضحة خاصة الطلاب الذين تضررت المدن التي فيها جامعاتهم في الحرب وضربت وتدمرت جراء القصف، فهؤلاء بحاجة للحصول على أوراقهم الرسمية من تلك الجامعات حتى يتمكنوا من الدراسة في الأردن أو دول أخرى، من خلال التنسيق مع وزارة الخارجية والملحق الثقافي في كييف”.

ويرى الطالب أنّ امتحانات المستوى التي فرضتها وزارة التعليم العالي على الطلاب العائدين من أوكرانيا “غير عادلة”، لا سيما وأنه يؤكد أن طلاب السنة الخامسة في مثل حالته يجب أن يكملوا دراستهم عبر الـ”أونلاين”.

ويتابع شرح المعاناة بالقول: “أنا وغيري من الطلاب العائدين من أوكرانيا فرض علينا فرضًا من التعليم العالي بالأردن قبل أن نسافر لهناك أن ندرس باللغة الأوكرانية أو باللغة الروسية بحسب اللغة المعتمدة في الجامعة التي تستقبلنا، وهذا بالفعل ما تم”.

اعتصام للطلبة العائدين من أوكرانيا أمام التعليم العالي

ويستدرك بالقول: “لكن وزارة التعليم العالي التي فرضت علينا إلزامية الدراسة بلغة الجامعة التي ندرس فيها، اليوم تنقلب علينا بشكلٍ مفاجئ وتفرض علينا امتحاناً للمستوى باللغة الإنجليزية”.

ويروي جزءًا من معاناة طلاب السنة الرابعة تخصص الطب البشري، الذين وضعت لهم امتحانات سنة خامسة وسادسة خاسة في تخصصي النسائية والأطفال وهو الأمر الذي لم يدرسوه بعد سواء في اللغة الإنجليزية أو الأوكرانية أو الروسية، ويشدد في الوقت ذاته على ألمه من هذا السلوك بالقول: “هذا أمر آخر غير عادل، خاصة وأنّ 60% من الأسئلة تضمنت منهاجاً لم يدرسوه أو يطلعوا عليه بعد”.

العودة لإكمال الدراسة في أوكرانيا

ويتابع يحيى الطالب حديثه لـ “البوصلة” بالقول: أفكر بالرجوع لأوكرانيا وإكمال سنتي الدراسية للتخرج، خيرٌ من “الذل” الذي نتعرض له في الأردن، ويقول: “منذ خمسة شهور لا يرد علينا أي مسؤول في وزارة التعليم العالي، تخدير اليوم وغدًا وإنشاء الله سنقوم بدراسة للموضوع، ولا نعرف ما نهاية هذا الامر”.

ويشدد على أنّه “يمكن تجاوز امتحان المستوى باللغة الإنجليزية عبر امتحان باللغة الأوكرانية والروسية سواءً بإشراف أطباء متخصصين تخرجوا من هذه البلاد ويعملون في الأردن ويعرفون جيدًا هذه اللغات أو من خلال الترجمة”، منوهأ إلى أنّ “الأمر ليس صعبًا لكن الوزارة لا تريد تقديم حلول عملية”.

وتساءل الطالب: “ما هو القانون الذي تسير عليه الأمور في وزارة التعليم العالي، نريد لجنة تحكم بعدالة هذا الامتحان، ولكن لا يوجد”.

ويتهم التعليم العالي بالسعي لإظهار الطلاب العائدين من أوكرانيا وكأنّهم طلبة فاشلون لا يريدون الدراسة أو التعلم ويسعون للحصول على الشهادة بدون أي جهد والدخول للسنة الدراسية ذاتها التي وصلوا لها في جامعات أوكرانيا.

ويلفت إلى أنّ “الطلاب جميعاً ومن خلال أحاديثهم أكدوا أنهم يمكن أن يتقبلوا خسارة سنة دراسية عند معادلة الشهادة، لكن أكثر من ذلك فإنه يوقع الظلم عليهم”، ويتابع: “أمّا أن يضيع من عمري سنة لدراسة لغة أوكرانية أو روسية ثم يطلب منا أن نعيد الطلاب سنة خامسة إلى سنة ثانية أو ثالثة، فهذا الأمر “مهزلة” غير مقبولة”.

إقرأ أيضًا: شكاوى الطلاب الأردنيين العائدين من أوكرانيا تتواصل بانتظار حلول

May be an image of one or more people and text
رسالة لأصحاب القرار من الطلاب العائدين

ويتابع حديثه بالتساؤل: ما هو المنطق الذي يريدونه من هذا الموضوع، تفسيري لهذا الأمر متعلق بالأمور المادية فقط، وليس لها أي تفسير غير ذلك.

نظام موازي واستغلال مادي

ويضيف أن “سنة طالب الطب العائد من أوكرانيا على “نظام الموازي” الذي فرضوه علينا، تكلف كرسوم جامعية 10 آلاف دينار فقط، وهذا من غير مصروف وأكل وشرب وشقة إن كنت في محافظة ثانية وسكن ستكلفك دراستك أكثر من عشرين ألف دينار، وإن حسبتها على سنتين أو ثلاث سنوات ستكلف قرابة 40 ألف دينار، مع العلم أنّ الدراسة باكملها في أوكرانيا لا تكلفنا مثل هذا المبلغ”.

ويلفت إلى أنّ “التعليم العالي لم يعاملونا حتى بمعاملة الطلاب العائدين من السودان ولا اليمن ولا العراق والعائدين من الحروب، فأولئك عادوا بساعة دراسية قيمتها 35 دينارًا”.

ويقول الطالب: “هل يريدون تحصيل الفارق من جهة ثانية؟ هذا في الأمور المادية؟ لكن بالنسبة لأعمارنا هل من المنطق أن يذهب من أعمارنا عامان وثلاثة، وهل عمرنا لهذه الدرجة مستهتر فيه”.

ويتابع: “لا أدري كيف يفكر المسؤولون في وزارة التعليم العالي، ومن الذي لديه صلاحيات ويتكلم في المضوع، وأريد أن أجلس مع صاحب قرار منهم ويقول كلام منطقي إزاء الإجراءات التي يتخذونها بحقنا، وإلى أين نحن سنصل بهذه الحالة وإلى أين يأخذوننا”.

ويقول الطالب بحرقة في تصريحاته لـ “البوصلة”: “عن نفسي، أقسم بالله العظيم، أنّني اتخذت قرارًا نهائيًا بالعودة إلى الحرب في أوكرانيا وأن أكمل دراستي وأنال شهادتي حتى لو كان الثمن الموت أفضل من الذل في الأردن، أموت بكرامة شهيدًا في سبيل الحصول على العلم وبكرامة، أفضل من “الذل الذي أواجهه في بلدي”.

الحصول على الأوراق الرسمية فقط بـ “رشوة”  

وينوه أيضًا إلى أنّ الطلاب العائدين من أوكرانيا وخاصة المدن التي تعرضت للقصف والحرب المباشرة وبشكل عامّ، أكثر من 90% من هؤلاء لم يحصلوا على أوراقهم الرسمية وتواصلوا مع وزارة الخارجية ومع التعليم العالي والملحق الثقافي منذ 5 شهور، ولم يستطع أي واحد منهم تحصيل أوراقه إلا “برشوة” إمّا من الجامعة أو الشباب المتواجدين هناك، وأقل واحد دفع 1500 دولار حتى يحصل على أوراقه.

ويتساءل الطالب منتقدًا: “ما هي وظيفة الملحق الثقافي في أوكرانيا؟، وهل عنده استعداد يرفع تليفون فقط أن يتواصل مع الجامعة حتى تحضر إليه الأوراق إلى باب شقته”، معبرًا عن أسفه لسوء خدمة الطلاب المغتربين في أوكرانيا بالقول، حتى ونحن هناك: “آخر حل كنّا نفكر فيه الذهاب للملحق الثقافي لخدمتنا، وإن اضطررنا لذلك لم نكن نجد معاملة جيدة أو مكانًا يليق بتمثيلنا وتمثيل بلدنا هناك”.

التعليم العالي تتابع منذ اللحظة الأولى

وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أكدت نهاية شهر أيار الماضي بأنها تتابع منذ اللحظة الأولى لحدوث الأزمة الأوكرانية أوضاع الطلبة الأردنيين الدارسين في الجامعات الأوكرانية، وذلك بالتنسيق والتعاون مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين.

وقال الناطق الإعلامي باسم الوزارة مهند الخطيب، في حينه: إن الوزارة أطلقت منصة إلكترونية لهؤلاء الطلبة لتسجيل بياناتهم الأكاديمية، مشيرًا وأشار إلى أن لجنة معادلة الشهادات غير الأردنية في وزارة التعليم العالي منحت استثناءً لهؤلاء الطلبة من شرط دراسة 50 بالمئة من مواد الخطة الدراسية في الجامعة التي سيتخرج منها الطالب.

وأضافت الوزارة، أن من الخيارات المتاحة أمام الطلبة الأردنيين العائدين من الجامعات الأوكرانية، الاستمرار في التعلم الإلكتروني ما دام أن الجامعات الأوكرانية المعنية تتيح لهم هذا الخيار، كما أن هناك دولا مثل هنغاريا وروسيا أعلنت عن إمكانية استقبال الطلبة الدارسين في الجامعات الأوكرانية.

وفيما يتعلق بالسماح لهؤلاء الطلبة بالالتحاق لإكمال دراستهم في الجامعات الأردنية، أكدت الوزارة أن هذا الخيار متاح أمام الطلبة إذ يمكنهم مراجعة الجامعات الأردنية التي يرغبون الالتحاق بها، وستنظر الجامعة في قبولهم ومعادلة المواد التي درسوها سابقاً في الجامعات الأوكرانية وفقاً للسياسة العامة لقبول الطلبة في الجامعات الأردنية، وحسب التعليمات النافذة.

يذكر أن الطلاب العائدين من أوكرانيا نفذوا عددًا من الفعاليات الاحتجاجية أمام مجلس النواب والتعليم العالي وذلك للمطالبة بحقوقهم ومعاملتهم معاملة عادلة في الجامعات الأردنية مثل باقي الطلبة العائدين من دول الحروب، مع مراعاة لغة الدراسة وهي الروسية أو الأوكرانية والمعادلة لشهاداتهم وساعات دراستهم بشكلٍ عادل.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: