عائشة عياش.. أُمّ “المهندس” وكاتمة أسراره

عائشة عياش.. أُمّ “المهندس” وكاتمة أسراره

سنوات طويلة عاشتها الحاجة عائشة عياش على ذكرى ابنها الشهيد يحيى عياش، مهندس العمليات الاستشهادية والفدائية في كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، لتلحق به بعد فراق دام نحو ربع قرن.

وقالت مصادر من عائلة عياش لوكالة “صفا” إن الفقيدة عاشت على ذكرى ابنها الشهيد، وكانت سيرته حاضرة دائمًا على لسانها وفي كل المناسبات.

وعانت الحاجة عائشة من أمراض عديدة رافقتها منذ سنوات طويلة، ومنذ عامين بدأت تخضع لجلسات غسيل الكلى، ونقلت قبل خمسة أيام إلى المستشفى بعد تدهور حالتها الصحية، لتلفظ أنفاسها الاخيرة صباح الثلاثاء على سرير المرض.

وجاءت وفاتها بعد ستة شهور من وفاة زوجها “أبو يحيى” الذي عانى هو الآخر من المرض.

وكانت الحاجة عائشة مثالًا للأم الفلسطينية الصابرة المحتسبة، وتعبّر في حديثها لوسائل الإعلام عن اعتزازها بابنها والطريق التي اختارها، ولا تكفّ عن الدعاء له بالرضى والرحمة.

ويقول الكاتب محمود مرداوي: “في اليوم الذي نودّع فيه روح والدة الشهـيد يحيى عياش، نتذكر ثمار تربية هذه الأم الفلسطينية وزرع القيم الدينية والوطنية من خلال ما عرفناه من مآثر وبطولات وتفاني وتضحيات الشهيد أبو البراء”.

وارتبط اسم أم يحيى بمسيرة ابنها الجهادية، فكانت كاتمة أسراره، ونالها ما نالها وعائلتها من أذى الاحتلال ومضايقاته، من مداهمات واعتقالات ومنع من السفر والتنقل والعلاج.

وكان آخر عهدها بابنها قبل استشهاده حينما سافرت برفقة زوجة ابنها الشهيد وطفله البراء إلى غزة سرًا، وقد أمضت معه فترة من الوقت قبل أن تعود لوحدها إلى الضفة.

واعتقلت على إثر ذلك في سجون الاحتلال لمدة 40 يومًا، تعرضت خلالها للتحقيق والتنكيل.

وتوجهت عائشة وزوجها إلى غزة مرة أخرى مطلع عام 1996، لكن هذه المرة لوداع نجلهم الشهيد والمشاركة بجنازته المهيبة، قبل مواراته ثرى غزة.

وأفرجت سلطات الاحتلال في العام الماضي عما قالت إنها تسجيلات صوتية للمحادثة الهاتفية الأخيرة التي جرت بين الشهيد يحيى ووالده، والتي استشهد أثناءها العياش بتفجير هاتفه النقال.

لكن والدته رفضت في حينه الاعتراف بصحة تلك التسجيلات، وأكدت أن الصوت المسموع فيها ليس صوت ابنها الذي تعرفه جيدًا.

حياة تتجدد

وأبت أم يحيى أن تغادر الدنيا قبل أن تقرّ عينها بميلاد أول أحفاد ابنها الشهيد، فقد وافتها المنية بعد ساعات من ميلاد الابنة البكر لحفيدها براء، وكأنّها تسلم الراية لجيل جديد.

وقال البراء لوكالة “صفا”: “اتصلت بجدتي التي كانت ترقد في المستشفى منذ خمسة أيام، وبشّرتها بميلاد ابنتي الأولى، وكم كانت فرحتها عظيمة بقدوم أول أحفاد الشهيد يحيى”.

وهذه المصادفة لم تكن الأولى في تاريخ عائلة عياش، فقد رزق الشهيد يحيى بابنه الثاني “يحيى” قبل يومين من استشهاده، لتبقى صفة العيش والحياة ملازمة لهذه العائلة التي لها من اسمها نصيب.

وقد نعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في بيان لها الحاجة عائشة عياش، وقالت إن رحيلها جاء بعد مسيرة طويلة من العطاء لفلسطين وطريق المقاومة، “فهي التي أنجبت المهندس الأول لكتائب القسام يحيى، واحتسبت وصبرت على فراقه وهو يخوض طريق الجهاد والمقاومة ومن ثم رحيله شهيدًا”.

وأضافت: “لم تنكسر إرادتها للمحتل رغم اعتقالها وملاحقتها، لتكون سنديانة فلسطين الشامخة، وليسجل التاريخ ملحمة بطولية في تاريخ شعبنا للشهيد يحيى وعائلته”.

كما هاتف رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية عائلة الشهيد عياش، معزيًا إياهم بوفاة والدة الشهيد، ومشيدًا بمسيرة العائلة البطولية.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: