خبراء لـ”البوصلة”: يجب العودة للإجراءات الصارمة لمواجهة كورونا خاصة في العيد

خبراء لـ”البوصلة”: يجب العودة للإجراءات الصارمة لمواجهة كورونا خاصة في العيد

الطبيب والخبير الإستراتيجي د. منذر الحوارات في تصريحاتٍ لـ”البوصلة”:

– صحة المجتمع هي الأهم ولا يجب أن تخضع لأي مساومة مع “الاقتصاد”

– يجب أن تعود خلية الأزمة للحسم والحزم فنحن لم نتجاوز الجائحة بعد

– يجب أن نتنازل عن احتفالنا بالعيد حفاظًا على الصحة العامة

رئيس جمعية الطبيب العام الدكتور محمود هاشم في تصريحات لـ”البوصلة”:

– استهتار وتسيب بعض المواطنين أعادنا لنقطة البداية في أزمة كورونا

– سنتعرض لنكسة صحية كبيرة جدا أذا سمحنا للأمور بـ “الفلتان” خلال العيد

– يجب أن يشعر كل مواطن بجهد المجموع الوطني بمواجهة كورونا ولا يضيعة سدى

عمّان – رائد الحساسنة

بعد الانتكاسة التي حصلت في مواجهة جائحة كورنا والصدمة التي تلقاها الأردنيون بتسجيل عشرات الإصابات دفعة واحدة في المفرق وإربد، أوصى خبراء مختصون تحدثت لهم “البوصلة” بضرورة عودة خلية إدارة الأزمة لإجراءاتها المشددة في الحفاظ على إجراءات السلامة العامة والتباعد الاجتماعي، خاصة في القرى والمناطق النائية، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة أن تكون الإجراءات أشد صرامة خلال فترة العيد عبر حظر التنقل خاصة في المركبات وإلا سنعود إلى مربع الخطر والخوف الذي عشناه في بداية الجائحة.

وحذر الخبراء من استمرار حالة التراخي وتخفيف الحظر لما سيكون له من آثار سلبية ستسهم بشكلٍ كبير في انتشار العدوى في ظل عدم التزام المواطنين بشكلٍ كامل بالمسافات الآمنة وارتداء القفازات والكمّامات خلال ارتياد الأسواق والأماكن العامّة، مطالبين في الوقت ذاته بإجراءات أكثر صرامة وحدّة في مواجهة انتشار وباء كورونا والالتزام الكامل من قبل المواطنين بتعليمات الصحة العامة و”التباعد الاجتماعي الصارم”، حفاظا على الجهود التي بذلها الجميع خلال الفترة الماضية وأن لا تضيع سدى.

“بؤرة الخناصرة” تصدم الأردنيين

قال الطبيب والخبير الإستراتيجي الدكتور منذر الحوارات إن الإصابات الجديدة شكلت صدمة للأردنيين بعد أن تفاءلوا بأن الحالات على وشك أن تنتهي، معبرًا عن أسفه لأنّ ثغرة صغيرة أعادتنا إلى حالة الخوف والترقب التي عاشها الأردنيون خلال الفترة الماضية، الأمر الذي سيكون لها انعكاسات سلبية كبيرة بعد كل هذه التضحيات.

ونوه الحوارات إلى أن جميع المناطق المحيطة بالأردن موبوءة بكورونا بأعداد كبيرة الأمر الذي يوجب تتبع كل قادم بشكل دقيق وحجره وحظره ومنعه أصلاً من أن يختلط بالمجتمع وعدم التراخي ولو قيد أنملة، ولاحظنا أن حالة السائق المصاب أدت إلى إصابة 29 وما زال الحبل على الجرار لأن عينات المخالطين والفحوصات لم تنتهي بعد.

وتابع، “آمل أن تصل حالة الإصابات إلى هنا فقط، لأن حجم الخسائر الاقتصادية والمعنوية والصحية التي حصلت خلال الفترة الماضية هي معاناة كبيرة، صحيح أن عدد الإصابات كان قليلا لكن لو نظرنا للاقتصاد والحالة الصحية العامة للمجتمع لوجدنا أنها تأثرت كثيرًا”.

وشدد على أنه “لا أحد يتمنى العودة إلى الحجر، كان يمكن أن نحتفي ونحتفل بنهاية الكابوس، صحيح أن الجميع يدرك أن نهاية هذا الكابوس ليست قريبة ولكن على الأقل الحد من النتائج السلبية لها”.

خطر العودة للمربع الأول

وقال الحوارات: كنا نأمل في انفتاح تدريجي للمجتمع، لكننا وجدنا الانفتاح بشكل كبير حينما نخرج للسوق، ونشعر وكأنه ليس هناك جائحة أو وباء، وهذا كله يهدد بالخطر للعودة للمربع الأول من هذه الجائحة الخطيرة، مؤكدًا أنه “طالما تبين وجود إصابات يجب العودة عن الكثير من القرارات التي اتخذت، فالموازنة بين الاقتصاد وصحة المجتمع يجب أن لا تخضع لأي مساومة، لأن صحة المجتمع أهم بكثير من هذه المقارنة”.

د. منذر الحوارات يحذر: انهيار القطاع الصحي إن حصلت إصابات فوق الطاقة الاستيعابية للأردن سيكون اختبارا قاسيا

وأضاف الحوارات: “السعة الاستيعابية اليومية لعدد المرضى الذي يمكن أن يتحمله القطاع الصحي الأردني هو 200 مريض جديد، وبالتالي وصول الأعداد إلى حالة دول مثل دولة صغيرة مثل قطر تسجل 500 إلى 800 حالة يوميا وأن نصل للحد الأقصى من الإصابات سيؤدي ذلك إلى انهيار القطاع الصحي لا قدر الله ولا نريد أن نصل لذلك أو أن نخضع لهذا الاختبار الذي سيكون قاسيا وسلبيا في كثير من النواحي”.

وشدد على أن التصرف بهذه الرخاوة سيكون له نتائج سلبية جدا، مطالبا بالعودة لعملية الحسم والحزم الذي اتبعته خلية الأزمة في البداية لأنه أعطى نتائج ممتازة، محذرًا من أننا “لن نكون بمأمن من ذروة جديدة وخطيرة”.

وقال الحوارات: أشدد على أنه لو اضطررنا فترة العيد أن نضحي باحتفالنا هذا العام كله، لن نخسر سوى بضعة أيام نصلي في البيت ونبارك لبعضنا بالهواتف، والأجدى أن نحافظ على المجتمع ككل، عبر الحد من كل أواصر الروابط الشديدة التي تحصل الآن.

وشدد الحوارات على أن الأحرى بالناس أن تلتزم بالمعايير الصحية التي تحميها من هذا المرض، وأن نتنازل عن بعض الانفتاح الذي حدث خلال الأيام الماضية ونعود خطوات للوراء إلى تباعد اجتماعي صارم، مؤكدًا في الوقت ذاته على أنه “من المؤلم أننا أصابنا الغرور بأنفسنا والنزق الشديد بعد النجاح الذي هيئ لنا أننا حققناه”.

الاستهتار والتسيب يضيع جهود المجموع الوطني

بدوره أكد رئيس جمعية الطبيب العام الدكتور محمود هاشم في تصريحاته لـ “البوصلة” أن عودة تسجيل إصابات بكورونا بهذا العدد المرتفع مرده إلى بعض الثغرات التي يتسبب بها الإهمال والاستهتار والتسيب من فئة بسيطة جدًا من المواطنين غير الملتزمين، مشيدًا في الوقت ذاته بالجهود الجبارة التي قامت بها خلية إدارة الأزمة وأن الثغرات ليست بسبب ضعف جهاز الرقابة وإدارة الأزمات أو الكوادر الطبية والدولة.

وعبر هاشم عن استهجانه لحالة “الاستهتار والتسيب” التي يمارسها بعض المواطنين، مؤكدًا أننا مررنا خلال شهرين ونصف بهذه المحنة وتدربنا وتعلمنا الكثير، كيف نلتزم وكيف نحرص على أنفسنا، ووصلنا لنتيجة رائعة جدًا يحتذى بها في العالم كله ودول متقدمة جدًا باتت تأخذ من تجربة الأردن لتطبيقها لديهم للنجاح الذي وصلناه.

د. محمود هاشم: لا يجوز أن نفتح الباب على مصراعية حتى لا تفلت الأمور من بين أيدينا

وحذر من أنه يجب أن لا نعطي الأمور أريحية أكثر مما تستحق، فلا بأس بالسماح لعدد من القطاعات الحيوية بالعمل لأنه لا يمكن لعجلة الاقتصاد التوقف، فتوقفها مؤذي جدًا، لكن لتبقى العجلة تدور بطريقة فيها رقابة ولا يكون فيها أريحية تامة، فلا يجوز أن “نفتح الباب على مصراعيه”.

وأكد أنه يجب علينا كدولة وكحكومة الآن إدارة عجلة الاقتصاد بالتسلسل وبطريقة سلسة جدًا لكن الرقابة تكون موجودة ولا “تفلت الأمور من أيدينا”.

“الفلتان في العيد” سيؤدي لنكسة صحية كبيرة

وأضاف هاشم، رسالتي للحكومة خلال الأيام القادمة ونحن على أبواب العيد، أننا سنتعرض لنكسة كبيرة إذا ما سمحنا للأمور بـ”الفلتان”، وأن يبدأ الناس بالزيارات المتبادلة والسلام بالأيدي والتقبيل والأحضان.

وقال إن العيد بقي له أيام ونحن اليوم نعاني من عودة إصابات كورونا بأعداد كبيرة، ولن يكون عندنا حصر تام للحالات حتى ذلك الوقت، فأنا أوصي كجزء منتمي للجسم الطبي في هذا الوطن المعطاء أن يكون العيد يكون فيه نوع من التشديد وعدم السماح بالزيارات والتنقل في المركبات خاصة 3 أيام العيد.

ووجه هاشم رسالة للمواطنين: خلوا العيد ينقضي ونعيد على بعضنا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وهذا كافٍ، وعلينا أن نتقبل هذا الأمر لأنه مصلحتنا، لأن الذي سيمرض هو “والدتي الختيارة” أو والدي، أو مريض مسكين يعاني من ضعف المناعة.

وشدد على أنه “من فضل الله أنه مع الحالات المصابة التي تم تسجيلها في المفرق وإربد، لكن وضع الأردن ما زال من أفضل الدول في العالم؛ لكن لا نريد أن نسمح بتفاقم هذه الحالة”.

وقال رئيس جمعية الطبيب العام: “أوصي بأن يكون خلال العيد صرامة وتركيز في التعليمات عدم السماح للمركبات بالتنقل وإن سمح بذلك سنرى مئات الآلاف من الناس في الشوارع، وعدوات رهيبة، ونوصي المواطنين بضرورة الابتعاد عن الزيارات والمخالطة في العيد”.

وأضاف، “نكبر في بيوتنا ونتناول الحلويات في بيوتنا ونحقق سعادتنا وهذا ما يريده ديننا من التكيف مع الظروف المحيطة بنا”.

كما أوصى هاشم المواطنين بضرورة التجاوب مع تعليمات الحكومة لأنها تعليمات مدروسة ولم تأت عبثًا بل عبر منظومة متكاملة بذلت جهدا شاقا في كل مؤسسات الدولة وقيادتها في سبيل تحقيق سلامة المواطنين، فلا يجوز أن يضيع المواطن كل هذه الجهود الكبيرة التي بذلها هؤلاء من أجل إسعاد نفسه أو تحقيق نشوة لذاته، على حد تعبيره.

وختم هاشم حديثه لـ “البوصلة” بالقول: يجب أن يشعر كل مواطن بتعب وجهد المجموع الوطني خلال الأيام الماضية، فنلتزم بالتعليمات حتى في فترة العيد، ونعايد على أرحامنا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والهاتف، ولا يعتقد أحد أنه يبر رحمه بزيارته في العيد فربما يقتله بنقل العدوى له، بل على العكس يكون البر بالمحافظة على صحتهم وسلامتهم، ونسأل الله أن يحمينا ويحمي وطننا ويحمي كل شعوب الأرض.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: