عايش لـ “البوصلة”: جريمة الاحتلال في نابلس نكراء و”سلطة التنسيق الأمني” متورطة

عايش لـ “البوصلة”: جريمة الاحتلال في نابلس نكراء و”سلطة التنسيق الأمني” متورطة

عمّان – البوصلة

أثارت الجريمة النكراء والمجزرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني الغاشم في نابلس الأربعاء وارتقى خلالها 11 شهيدًا وأكثر من مائة مصاب غضبًا واسعًا ضد الاحتلال، وغضبًا لا يقلّ عنه تجاه “سلطة التنسيق الأمني” و”معسكر التطبيع العربي” الذي يعدّ العدة لمزيد من الهرولة نحو الكيان الصهيوني وإمداده بحبال النجاة بـ قمّة النقب 2 التي ستعقد في المغرب، فيما سحبت السلطة طلبًا أمميا لإدانة الاستيطان الإسرائيلي دون معرفة الثمن والأسباب وراء هذه الخطوة في ظل اتهامات متواصلة لها بالتواطؤ في جرائم الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني، بحسب مراقبين.

وأكد رئيس جمعية حق العودة للاجئين الفلسطينيين كاظم عايش في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ السلطة الفلسطينية تدفع ثمن وجودها عبر “التنسيق الأمني” مع الكيان الصهيوني وهذا ليس جديدًا عليها؛ بل هو شرط وجودها، وبدونه لن يكون هناك سلطة باعتبار الشرط الأمني هو الشرط الأهم بالنسبة للاحتلال فيما يتعلق بـ “سلطة أوسلو”، وههم يمارسون هذا الدور منذ أن وجدوا وكرسوا أنفسهم لخدمة الاحتلال بدلاً من الدفاع عن شعبهم وخدمته.

واستدرك عايش بالقول: لكن يبدوا أنّ الأثمان ترتفع رويدًا رويدًا في ظل تراجع القضية الفلسطينية عربيًا والهرولة نحو التطبيع والتخلي العربي عن القضية، فازدادت أطماع الصهاينة أكثر وتغولوا على الشعب الفلسطيني.

جريمة نابلس غير مسبوقة

وشدد على أنّ “ما حدث في نابلس بالأمس جريمة غير مسبوقة، ولا يمكن تصورها، فنحن نتحدث عن أكثر من عشرة شهداء وأكثر من مائة مصاب، وهذا حدث بلا شك بعلم السلطة الفلسطينية التي لم تكن غائبة ولديها أجهزة أمنية تعلم ما يحصل على الأرض، إن لم يكونوا أصلاً متورطين في تزويد الاحتلال بالمعلومات حول المطاردين، كشرط من شروط أوسلو”.

إقرأ أيضًا: عايش: عودة نتنياهو ليست في مصلحة المشروع الصهيوني وإحراجٌ لمعسكر التطبيع العربي

وقال عايش: “هذه السلطة لم تعد وطنية ولا علاقة لها بالشعب الفلسطيني بالعكس أصبحت عبئًا على الشعب الفلسطيني يجب أن يتخلص منه، فسلطة أوسلو تجاوزت كل الخطوط وانحدرت إلى القاع والشعب الفلسطيني يجب أن يكون له موقف من ذلك، وعدم وجود السلطة سيكون أفضل بكثير”.

ولفت إلى أنّ “الكيان الصهيوني يستغل نفوذه العالمي من أجل وضع الدول العربية في طريق إجباري للتطبيع مع الكيان الصهيوني بحيث يصبح حقيقة واقعة ويوصلوا الشعب الفلسطيني لحالة من اليأس من الأمة العربية وحتى من السلطة الفلسطينية، ولذلك هم يضغطون بكل قواهم في هذا السياق، لأنّ الكيان الصهيوني غريب عن المنطقة ومرفوض من شعوبها التي لن تقبله أبدًا، ككيان محتل لأرض الغير وكيان لقيط جمع الصهاينة واليهود من جميع أنحاء العالم، وهو حالة غريبة شاذة لا يمكن قبولها”.

وتابع أنّ “الهاجس والهم يعيشه الكيان الصهيوني وسعيه المحموم نحو التطبيع وتوظيف القوى العالمية من أجل الضغط على الدول العربية ليصبح كيانًا مقبولاً، وهذه هي المشكلة، وليس لأنّ الكيان له سلطة على الدول العربية ويخيفها، والذي يقوم بهذا الدور أمريكا وأوروبا التي زرعت هذا الكيان في خاصرة الأمّة”.

لا حل سوى بالمقاومة

وحول رسالة المقاومين المؤثرة بعد أن حاصرتهم قوة النخبة الصهيونية في نابلس ووصيتهم لمن بعدهم بعدم إلقاء السلاح، أكد عايش أنّ الأكثر إيلامًا لهذا الكيان والأكثر نجاعة في التعامل معه هو مقاومة الشعب الفلسطيني بكل اشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة، وبدون المقاومة ولو استتب الأمر للاحتلال لتمدد ليس فقط على أرض فلسطين بل لتعداها لما حوله، فالمقاومة هي الوحيدة التي تجعل العدوّ في حالة من الانكماش والتراجع.

ولفت إلى أنّه “لو صمت الشعب الفلسطيني على ما يجري وسلّم أموره للاحتلال لكانت الأمور أسوأ بكثير ليس على فلسطين فحسب، بل على المحيط كله وأصبح مهددًا بالكيان”.

إقرأ أيضًا: عايش لـ “البوصلة”: رعب الاحتلال من المقاومة يقف خلف عدوانه على غزّة

وأعرب عن أسفه الشديد من أنّ العرب والمسلمين يعانون من أزمة قيادات تمثل الشعوب التي فيها حياة ورغبة في الكرامة والعزّة ولكن للأسف الشديد، هي مغلوبة على أمرها لأنّها لم تختر حكامها ولا قياداتها وهي مفروضة عليها فرضًا.

وختم عايش حديثه لـ “البوصلة” بالقول: الشعوب أرسلت رسالتها لفلسطين وأهلها منذ زمن بعيد وترسلها في كل حين ولكنّها مغلوبة على أمرها، والأنظمة السياسية لا تمثل إرادة الشعوب العربية، وبالتالي فإن الشعوب تعاني أزمة لا تقل عن أزمة الشعب الفلسطيني بل قد تكون أسوأ.

هل جاءت مجزرة نابلس وفق الخطة؟!

وتحت هذا العنوان كتب الصحفي عبدالله المجالي في مقالته بصحيفة السبيل قائلا: بعد أقل من يومين من موافقة السلطة الفلسطينية على سحب مشروع قرار لمجلس الأمن يدين الاستيطان ويطالب بوقفه تحت ضغوط أمريكية، تأتي مجزرة نابلس التي اقترفتها قوات الجيش الصهيوني وراح ضحيتها 10 شبان وإصابة 100 آخرين.

ولفت المجالي إلى أنّ “سحب المشروع كان ضمن توافق كشفت عنه العديد من وسائل الإعلام، أبرز نقاطه سحب المشروع وإعادة التنسيق الأمني مقابل تعليق الإعلان عن مستوطنات جديدة وهدم بيوت المقدسيين وفي مناطق ج لفترة مؤقتة، بالإضافة إلى تقليل حجم الاقتحامات والاحتكاكات مع الفلسطينيين، كما تحدثت وسائل إعلام عن تعهد باستقبال عباس في البيت الأبيض، وتقديم طلب رسمي أمريكي للكيان بفتح قنصلية أمريكية في شرقي القدس”.

وأضاف أنّ السلطة بكافة مسؤوليها أدانت المجزرة، فهل خرق الكيان الاتفاق؟ هذا أمر وارد، وهو ديدن الكيان، وهذا أمر ليس بالغريب، بل الغريب أن تواصل السلطة التعلق بهذه الوعود!!

وتساءل المجالي: أم أن ما جرى لم يكن خرقا للتوافق؟ فاقتحام المدن والمخيمات الفلسطينية واستهداف الشباب المقاومين مهما بلغ عددهم، مع قد يرافق ذلك من هدم للبيوت أو قتل وإصابة المارة، ليست ضمن التوافق؟! الولايات المتحدة راعية الاتفاق تجاهلت المجزرة، ماذا يعني ذلك؟

وختم بالقول: الاحتمال الثالث هو أنه لم يكن هناك اتفاق أصلًا لحسب المشروع، والسؤال هنا هو لماذا سحب المشروع إذًا؟ وما هو الثمن؟ وإذا لم يكن هناك ثمن، فما هو الضغط الذي مورس؟ أم أن المسألة كانت مجرد عربون صداقة؟!!

11 كوكبًا تنير سماء نابلس

لم تشأ مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، أن تفوّت ذكرى ثلاثة من أبنائها اغتالتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في فبراير/ شباط العام الماضي، فأرادت أن تخلدهم بأحد عشر كوكبًا ينيرون سماءها ويروون ترابها بالدماء، بحسب “وكالة صفا”.

وبعد معركة بطولية وغير متكافئة استمرت 3 ساعات متواصلة، ارتقى المقاومان حسام بسام اسليم ومحمد أبو بكر “الجنيدي” من مجموعات “عرين الأسود”.

عملية مُحكمة حشد لها الاحتلال قوات النخبة وكل طاقاته العسكرية والاستخبارية لتصفية الحساب مع منفذي عملية “شافي شمرون” قبل أربعة أشهر، ويطوي ملفًا طال أمده بالنسبة له.

وبينما كانت أسواق مدينة نابلس تبدأ يوما جديدا بنشاط وحيوية، جاء مشهد اقتحام قوات إسرائيلية خاصة لسوقها الشرقي ليكسر رتابة الحياة اليومية ويشعل ميدان المواجهة.

وتشير روايات شهود العيان وتسجيلات كاميرات المراقبة إلى دخول قوة خاصة بشكل مسبق إلى حارة الشيخ مسلّم، مؤلفة من سبعة أفراد متنكرين بزي مدني، خمسة منهم يحملون السجاد وآخرين متنكرين على هيئة نساء بخمار يغطي وجوههم.

وبمجرد وصولهم لمدخل بيت يؤوي المطاردين اسليم والجنيدي، أخرجوا أسلحتهم المخبأة داخل السجاد وأشهروها بوجه المواطنين وفرضوا حصارًا على البيت.

وخلال دقائق قليلة، وصلت تعزيزات مكونة من عشرات الآليات عبر شارع القدس شرقا، وشارع دير شرف غربا، وطوقت مداخل البلدة القديمة، وحلقت في السماء طائرات “درون”.

ومن تحت القصف والاشتباكات، وجه المقاومان المحاصران رسالتين صوتيتين قبيل استشهادهما مؤكدين رفضهما الاستسلام، وأوصيا شعبهما باستمرار المقاومة وعدم إلقاء السلاح.

واستهدف الاحتلال المنزل المحاصر بالصواريخ المضادة للدروع والرصاص، ما أدى لتدمير أجزاء كبيرة منه، واستشهاد المقاومين المحاصرين.

وفي الوقت نفسه، هبّ عشرات المقاومين من داخل البلدة القديمة وخارجها للاشتباك مع قوات الاحتلال في محاولة لفك الحصار عن المطاردين، وأصيب واستشهد عدد منهم.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: